الكلمات المفتاحية في فكر كلاوزفيتز الحربي: ارتباط الحرب بالسياسة من العناصر الرئيسة لتعريف كلاوزفيتز للحرب هو ربطها بالسياسة كما أسلفنا، فإذا كانت الحرب وسيلة فالسياسة تبقى هي الغاية من الحرب ومن توظيف الحرب كآلية دبلوماسية إكراهية للعدو. إذن فالحرب أداة للسياسة. «ص 475» فالسياسة تتحكم في الحرب والحرب توظف بعد النصر سياسيًا. «ص271» والأمثلة كثيرة من التاريخ تثبت نظرية كلاوزفيتز هذه «حرب تطوان ومعركة إيسلي بالنسبة للمغرب، وما تبعهما من ديون وتنازلات. حرب السويس وتبذير الخديويين والديون على مصر. الخسائر العسكرية العثمانية وإتباعها بمعاهدات مذلة من طرف الغرب...» حتى إن السلم يفرض لكن بالخروج قويًا وليس ضعيفًا منتصرًا وليس منهزمًا. يبدو جليًا مدى تركيز كلاوزفيتز على مسألة تأثير الهدف السياسي في الهدف العسكري. «ص 473» من خلال النموذج الذي يعطيه لنا في الصفحة 95 لمدى ارتباط السياسة الوثيق بالحرب. «ص 95» البُعد النفسي والقوى المعنوية لقد أضفى المؤلف الجوانب الإنسانية على الحرب في تفسيره لها وهي من مميزات طرحه للمسألة العسكرية. وركز كثيرًا على الدور الذي تلعبه العاطفة في الحرب. وكدليل على القيمة الكبيرة التي منحها كلاوزفيتز لعنصر القيم المعنوية أنه ناقشها في فصل حول «الإستراتيجية». مع العلم أن الإستراتيجية في الحرب هي كل شيء تقريبًا. تحدث بإسهاب عن دور القوى المعنوية، «ص 178 190» والعوامل النفسية في إرخاء ضلالها على مفهوم وعمق الحرب، فجاء التركيز على هذا العامل على طول صفحات الكتاب.. مبينًا أن الخسائر المعنوية هي السبب الرئيس في الوصول إلى النتيجة الحاسمة. «ص 236 237» مع التأكيد على العنصر المعنوي في خسارة الحرب ودورها الكبير في الرغبة في الاشتباك أم لا إذ أن فقدان الروح المعنوية هي «فقدان النظام والإقدام والثقة والتلاحم والتنظيم بين قواته» وفقدان المعنويات هذه هو الذي يجعله يطرح التساؤل حول الاستمرار في الاشتباك أم عدمه وليس خسارة للرجال والخيول والمدافع. «ص 236» وخلال الاشتباك تضل القوى المعنوية العامل الحاسم للقرارات. «ص 236» حيث يضل الجانب المعنوي في الاشتباك من أهم العناصر المتحكمة في نتائج الحرب.«ص 237» كما تحدث عن الروح المعنوية في الجيش.«ص 183» وعن المحركات الداخلية لقائد الجيش، وعن البعد النفسي في الحرب.«ص 18» وعن دور العناصر المعنوية والفكرية في الحرب لدى الفرد والقائد على السواء.«ص 153-158» وبينما تبقى النظرية خاصة بوضع قوانين، في المقابل تعتبر الشجاعة والحزم مبدأين أساسيين في الحرب.«ص 88» إن الأسباب المعنوية تتقاسم الدور مع الأسباب المادية. «ص 179» وبالتالي تحتل القيم المعنوية و«الإرادة» «ص79»، مركزًا أساسيًا في لعبة الحرب. «ص 178» وتظل القيم المعنوية خارجة عن الحسبان النظري لكنها تحس وتلاحظ. ومعظم كتب الحرب لا تذكر الكثير عن القيم المعنوية، بخلاف كلاوزفيتز الذي أفرد لها حيزًا مهمًا في كتابه عن الحرب. البُعد الفكري بُعد آخر أعطاه كلاوزفيتز قيمته في عملية الحرب، وتجلى ذلك في إعطائه فسحة كبيرة لتحليل دور العوامل الفكرية في الحرب «ص 153». حيث يصرح أنه ينبغي أن تصبح المعرفة إرادة.«ص 164» لاعتبار دور المعادلة الفكرية المعنوية وازنة في الحرب. «ص152 153» نفس الأمر بالنسبة لدور المعلومة في الحرب. «ص 130 131» كما وعدم معرفة الأخ من العدو معرفة كاملة، يجعلها «الحرب» نسبية احتمالية وغير مطلقة. «ص 86», إنها حرب فكرية معلوماتية، حتى إن أهمية الفكر كقيمة رفيعة في العمل العسكري قد تتجاوز أهميتها كل العناصر الأخرى. وكدليل على هذه القيمة الأثيرة يقول كلاوزفيتز في الجزء المتعلق بنظرية الحرب يقول «ويل للنظرية التي تعاكس الفكر!» إنها ستحاول إذلال نفسها كي تتلافى هذا التناقض وكلما مرغت نفسها في الذل، طردها الازدراء والسخرية من الحياة الحقيقية. «ص 152» وما حساب الاحتمالات إلا تأكيد على أن الحرب عمل فكري.«ص86» البُعد الاجتماعي يؤكد كلاوزفيتز على دور الشعب كعنصر وازن في المعادلة الحربية، فالحرب تخص الوجود الاجتماعي «ص167»، كما أن هناك أسبابًا اجتماعية للحروب بسبب الاختلافات بين المجموعات البشرية ثقافيًا وفكريًا ودينيًا.«ص 82», وعمومًا فقد كان الجيش من بين أول المؤسسات التي استوعبت الشعوب للانخراط في العمل الوطني، وتبلور الشعور الوطني ككيان جماعي ومقدس. خصوصًا وأن هذه الفترة عرفت ما يسمى الحرب الشعبية والتي أصبحت فيها علاقة وطيدة بين الجيش والمواطن.«ص 182» فالشعب الذي دخل الجيوش الوطنية أصبح وطنيًا! مشاركًا مع النبلاء، يصنع الحدث وليس منفعلاً فقط. وكأنه تنبأ بأن العصر العسكري القادم هو عصر الحروب الدفاعية الشعبية وحروب الخنادق، وحروب العصابات وحروب الاستنزاف والمعتمدة على الأرض والشعب والدفاع.