السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعاون سوداني مغاربي لمقاومة الاستعمار
«ملامح من العلاقات الثقافية بين المغرب والسودان منذ القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر» (66)
نشر في الصحافة يوم 12 - 07 - 2010

قدم هذا البحث في محاضرة بناءً على دعوة من معهد الدراسات الإفريقية جامعة محمد الخامس «الرباط» المملكة المغربية، وقدم موجزاً لها في محاضرة بمجمع اللغة العربية. وقد نشرت في كتيب بجامعة الملك محمد الخامس في الرباط.
يتمثل الأثر المغاربي في السودان في القرن التاسع عشر الميلادي في أربعة محاور: الفكر الصوفي، الجنود، العلماء، ورسائل الإمام المهدي لحكام المغرب.
أولا: الفكر الصوفي، ويتمثل في تعاليم السيد أحمد بن إدريس الفاسي وما نتج عنها من قيام طرق صوفية، ونشر الطريقة للتجانية، وقد أوفينا هذين المحورين حقهما في الصفحات الماضية.
ثانيا:الجنود والموظفون، فعندما قاد إسماعيل باشا ابن حاكم مصر، جيشاً تركياً مصرياً لغزو السودان عام 1820 كان جيشه مكوناً من أربعة عناصر: أتراك ، أرناؤط ، بدو، ومغاربة. وكان عدد المغاربة نحو 400 فارس وراجل من أصل أربعة الآف مقاتل،(126) ولعل في جيش محمد بك الدفتردار، الذي غزا كردفان، عدداً مماثلاً. وكلمة مغاربة هنا لفظ شامل أو عام يتضمن فئة المتطوعين في الجيش من البربر والعرب، سكان سواحل البحر الأبيض المتوسط, وإلى أقصى الغرب، ومن أواسط أفريقيا وصعيد مصر.(127) وكانت الكتيبة المغاربية، التي مات كثير من جنودها في تلك الحرب وفي قمع حركات المقاومة، من قبيلة هوارة التي تعيش في صعيد مصر والتي سبقت الإشارة إليها. وعلى أي حال فقد دخلت أعداد من الجنود المغاربة إلى السودان إلا في عهد الحكمدار أحمد أبو ودان الذي قلل من الاعتماد عليهم، وأكثر من الاعتماد على مقاتلين غير نظامين من قبيلة الشايقية.(128) ومع ذلك فإن تيار الوافدين من الجنود المغاربيين لم يتوقف حتى نهاية العهد التركي المصري، بل صحبهم بعض الضباط المغاربة وقد آثر بعض هؤلاء الجنود والضباط الإقامة في السودان بعد أن انتهت خدماتهم، وبقيت أسر ممن ماتوا في ميدان الحرب وغيره. وقد أورد المؤرخ محمد عبد الرحيم قائمة بأسماء أحد عشر ضابط ممن استقرت أسرهم في السودان في سنجة والهلالية والكاملين والخرطوم والأبيض والمسلمية.(129) والمهم في الأمر أن كثيراً من هؤلاء الجنود المغاربة، وبعض الموظفين، قد استقروا في السودان واتخذوه موطناً لهم، وأرجح أن معظم ذوي البشرة الفاتحة ممن يرجعون بنسبهم للشعوب المغاربية من ذرية هؤلاء المقاتلين، ومن أحفاد من دخلوا من المغرب عامة، في نفس الفترة، لأسباب أخرى. ويعمل معظم سلالة هؤلاء المغاربة في دواوين الحكومة أو التجارة.
ثالثاً: أهم الشخصيات المغربية التي صحبت الحيش التركي المصرى، من الشخصيات المغاربية المهمة التي وفدت مع جيش إسماعيل باشا الشيخ أحمد السلاوي، أحد ثلاثة علماء عينوا لمباشرة أعمال الفُتيا والقضاء للجيش: الأول شافعي المذهب، والثاني حنفي وهو مذهب الدولة العثمانية الرسمي، والثالث مالكي وهو الشيخ أحمد السلاوي المالكي المغربي. وقد كان ضمن الجيش كما نوَّهنا جماعة من المغاربة، وهم مالكيو المذهب.(130)
ولد أحمد بن محمد بن ناصر بن محمد بمدينة سلا بجوار مدينة الرباط في 1206/1791. وقد كتب عن نفسه في كتاب الذيل والتكملة أنه أندلسي الأصل من نسل الإمام القرطبي، درس بعض العلوم في سلا، ثم في فاس، وتوجه للحج عام 1226 عن طريق مصر، وتحقق له ذلك عام 1329/1814. ثم عيَّن مفتياً على الفيوم. وصحب الجيش «الفاتح» كما ذكرنا، وبقى بالسودان مفتياً إلى سنة 4-1825، حيث رجع إلى مصر، وعاد ثانية إلى السودان في عام 1826 رئيساً للقضاء، وظل في تلك الوظيفة حتى وفاته عام 1840.(131) وقد هيأت له تلك الوظيفة الرفيعة أن يسهم بدور فعَّال في مجال التعليم الديني والقضاء، وتشجيع السودانيين على التأليف. ويقول السلاوي في الذيل والتكملة: «واجتمعنا بأفاضلها [يعني السودان] وعلمائها وأعيانها وحصل بيننا وبينهم اتحاد كامل ... ووليت جميع علماء الجزيرة مناصب الشرع في الأماكن المتفرقة وصار جميع علماء السودان ولله الحمد من تلاميذي وأحبابي».(132) كما شجَّع الخلاوي وأعانها بمال الدولة، وألقى الدروس على بعض الطلاب وأعطى إجازة العلم والتصوف لآخرين. وسعى إلى تهذيب جو التصوف من الخرافة والمبالغة ووضعه في إطار الشرع، وحقق ذلك في شرحه لأرجوزة الشيخ إبراهيم عبد الدافع المتضمنة موجزاً لكتاب الطبقات في خصوص الأولياء والعلماء والصالحين والشعراء في السودان. ويقترح الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم أن علاقة الشيخ السلاوي بمؤلف تاريخ ملوك السودان أحمد بن الحاج علي وآخرين، توحي بأنه كان وراء فكرة إعداد ذلك الكتاب.(133)
وللشيخ السلاوي عدة كتب منها رسالة الدر المنظوم في أسانيد سائر العلوم، وشرح على عقيدة الرسالة في البسملة والحمدلة ولفظ بعد، وشرح لمنظومة السوفلابي في أحكام القرآن، وشرح للأربعين حديثاً للنووي.
توطن الشيخ أحمد السلاوي في السودان وأسس علاقات متينة مع أهله. وتزوج من سيدة سودانية،إضافة لأم أولاده المغربية، هي ابنة الشيخ أحمد الطيب البشير، مؤسس الطريقة السمانية في السودان. وكان ابنه عبد الغني شاعراً مجيداً، وابنه مصطفى عالماً وقاضياً وشاعراً.(134)
وتمثل جهود الشيخ أحمد السلاوي إضافة نوعية مهمة في سجل من سبقوه من المغاربة الذين خدموا الثقافة السودانية مثل حمد أبو دُنَّانة، وعبد الله الشريف،(135) والتلمساني المغربي،(136) ومصطفى الشريف المغربي السنوسي،(137) وسعد ولد شوشاي المغربي،(138) ومحمد بن عمر التونسي مؤلف تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، والشريف علي اللِبديْ،(139) والشيخ عبد العزيز المراكشي أستاذ الشيخ محمد بن عيسى الأنصاري.(140)
وتوالت هجرات المغاربة في شكل أفراد وعمل بعضهم في وظائف حكومية، وبعضهم في التجارة، والبعض الآخر في مجال التعليم وغيرها من المجالات، وكانت لبعضهم مساهمات متميزة في إثراء الحياة الثقافية والعمل العام في السودان.
رسائل الإمام المهدي إلى المغرب
لما نجحت دعوة الإمام محمد أحمد المهدي (1843-1885) الداعية للإصلاح محلياً، اتخذت أبعاداً عالمية، وعلى نمط إسلامي سلفي يجمع بين الهداية الروحية والإصلاح الديني والجهاد في سبيل الله، أفصح المهدي عن مقصدها بمخاطبة زعماء العالم الإسلامي. ولما تحقق فتح الخرطوم عام 1885 بعث المهدي بعدة رسائل بدأها بأواسط بلاد السودان، ثم المغرب الأقصى.(141) وقد اقترح وفد مغربي، ممن استجابوا لداعي المهدي، على الإمام المهدي تسمية السيد محمد الغالي أميراً على مراكش لنشر الدعوة فيها. ومع قبوله بذلك الاقتراح، إلا أنه رأى أن لا يلج في خضم السياسة المحلية لتلك الجهة ويترك الأمر لمواطنيها. وأوضح قصده في رسالة بتاريخ 25 رجب 1302/مايو 1885: «ثم أنه لا يخفى عليكم أن جهات فاس فيها أكابر أهل الذين يهتدي بهم الناس فلذا ولمحبتي اتفاق كلمة المسلمين في الله قد جعلت تفويض الأمر إليهم، وإن اتفقت كلمتهم على السيد محمد الغالي المذكور، فذلك جُلَّ قصدنا، وقد باركناه لهم، وإن اتفقت كلمتهم على غيره من الأفاضل فقد أذناهم في ذلك».(142) وفي نفس الوقت بعث الإمام المهدي برسالة أخرى لوالي فاس أجمل فيها الظروف التي أدَّت إلى ترشيح السيد محمد الغالي على فاس ويقول: «ونحن حررنا للمذكور بالإمارة على تلك الجهة، ولكن فوَّضنا الأمر لأهلها ...». ويبدو أن هذه الرسائل لم تصل إلى من حررت إليهم، إذ حبس الخليفة عبد الله حاملها الذي ظل رهين السجن حتى سقوط دولة المهدية. والمهم في الأمر أن دعوة المهدي لم تصل المغرب كما كان مرجواً.(143)
وفي رسالة أخرى بتاريخ 11 شعبان 1302/ مايو 1885 وجه الإمام المهدي دعوة لكافة أهل مراكش إلى الانخراط في سلك جماعة الأنصار، ويخبرهم بتعيين الطيب أحمد عاملاً عليهم. وفي شعبان من نفس العام بعث المهدي برسالة أخرى في نفس المعنى لعشرة من سلاطين شنقيط، يخبرهم فيها بدعوته ويرجوهم التصديق بها، ثم يحثهم على الجهاد في سبيل الله، وينبئهم بتعيين تقي الله عاملاً عليهم.(144)
ولم تجد رسائل المهدي استجابة من مراكش وشنقيط مثلما حدث في جهات أخرى. وحقيقة الأمر أن المهدي ظن أن التعاطف والاستجابة التي وجدتها الدعوة في الداخل ستجد مثلها في الخارج. ومهما يكن من أمر فإن في رسائل الإمام محمد أحمد المهدي لبلاد المغرب ما يدل على أواصر علاقة بين المنطقتين، ومبادرة سودانية لتعزيزها.
خاتمة
هذه مجرد ملامح لأمشاج من العلاقات الثقافية بين السودان وبلاد المغرب عامة، والمغرب الأقصى على وجه الخصوص. ولا شك أن هذه العلاقات التاريخية بين المنطقتين وضعت الأساس للتواصل فيما بعد خصوصاً وأن المنطقتين، كجزء من القارة الإفريقية، قد استعرتا بنيِّر الاستعمار، وقد ورد في بعض المصادر صدى لتعاون سوداني مغاربي في مقاومة الاستعمار، على رأسه الراحل إبراهيم النيل المقاوم السوداني الذي شارك في نضال ثوار الجزائر، وفي حركة المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي في أوائل الخمسينات. وفي مثل هذه الأخبار ما يغري بتتبعها ودراستها على نحو دقيق، وهو ما أرجو أن يعمل عليه الباحثون في التاريخ في المنطقتين.
من ناحية أخرى فإن الخارطة الإقليمية جعلت كلاً من السودان والمغرب تحت ثلاث مظلات مهمات في الفعل الاقتصادي والسياسي والثقافي، وهم جامعة الدول العربية، ومنظمة الاتحاد الأفريقي، ورابطة العالم الإسلامي، وهو ما يشكل بالتالي أساساً لعلاقات ثنائية على المستوى الاقتصادي والسياسي تقوم على الندية الايجابية والمصالح المشتركة والتنسيق الدبلوماسي بين البلدين لمجابهة النظام العالمي الجديد وتدخلاته (السلبية منها) في المنطقتين (دارفور، جنوب المغرب) والتي يطمع من خلالها لفرض وصايته على المنطقتين.
إن الظروف المحيطة بالمنطقتين دولياً وإقليمياً، وحاجة البلدين الاقتصادية والاستثمارية، يعززها التاريخ الطويل والمشرق من التواصل الفكري والعلمي والثقافي، تفرض ضرورة التعاون الثنائي من جهة، وضمن منظومتي العروبة والإفريقية من جهة أخرى، لكسر حصار العزلة وخلق أسواق مشتركة بشروط متوازنة تختلف.. عن شروط القوى العظمى مع الدول النامية.
ويبدو أن الحراك الاجتماعي في المنطقتين قد تجاوز النخبة في المنطقتين عبر تأسيسه لتواصل مثمر يقوم على روابط الطلاب والاتفاقات الثنائية بين الأندية الرياضية وتبادل اللاعبين. ومثل هذا الجهد الشعبي يحتاج لأن يعزز بمزيد من التسهيلات الحكومية وتمتين العلاقات الدبلوماسية، وتبادل الخبرات الأكاديمية، وخلق توأمة بين الكليات الجامعية الشبيهة.
وفي الختام أتمنى أن يكون في هذه الورقة ما يمهد لإنجازات نرجوها في أنماط العلاقات الأخرى من سياسية واقتصادية تصب جميعها في بحر الاتصال والتواصل (أو التواصل والتعاون) الملقح والمنتج بين المغرب والسودان اليوم. وأرجو أن تثمر جهود المؤرخين في الكشف عن وثائق تدعم ما نوَّهنا إليه من تواصل خلال الفترة المشار إليها.
الهوامش
1. «Africa», Encyclopedia Britannica, 1970, vol. I, p 261
2. يوسف فضل حسن وآخرين، الإسلام في أفريقيا: ببليوغرافيا مختارة، جامعة أفريقيا العالمية، الخرطوم، 2006، ج1، ص 5.
3. عز الدين عمر موسى، الرحلات الأندلسية والتواصل الحضاري: القاضي أبوبكر بن العربي نموذجاً، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، الرياض، ورقة غير منشورة، ص 2.
4. يوسف فضل حسن، الإسلام في أفريقيا، ببليوغرافيا مختارة، يوسف فضل حسن وآخرين، جامعة أفريقيا العالمية، الخرطوم، 2006، ج1، ص ص 4-6.
5. عز الدين عمر موسى، مرجع سابق، ص ص !، 2، 6، 7.
6. جان هنويك John Hunwick، «العلاقات الفكرية بين المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء عبر العصور» وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 7/1/2006. http/www.habous.gov.ma/ar
7. يوسف فضل حسن وآخرين، الإسلام في أفريقيا، ص ص 17- 20.
8. Yusuf Fadl Hasan, The Arabs and The Sudan From the seventh to the early sixteenth century, Khartoum University Press, Khartoum,1973,3rd reprint, pp. 42- 131.
9. H. A. MacMichael, A History of the Arabs in the Sudan, Cambridge, 1922, II, 35.
أنظر أيضاً: مخطوطة النور عنقرة، ص 573.
10. J. S. Trimingham, Islam in the Sudan, Frank Cass, London, 1965, p 323.
11. ابن ضيف الله، محمد النور، كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان، تحقيق يوسف فضل حسن، دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، الخرطوم، ط4، 1992، ص40.
12. نفس المصدر ، ص 40.
13.
14. عز الدين عمر موسى، «السودان في مخيلة الأدب الجغرافي المغاربي من القرن الخامس/ الحادي عشر والسابع/ الرابع عشر»، ندوة السودان وأفريقيا في مدونات الرحالة العرب، دورة ابن حوقل، الخرطوم، 1426ه/ 2006م، ورقة غير منشورة، ص ص 12-13.
15. Ysusf Fadl Hasan, The Arabs and the Sudan, pp. 68, 75, 81.
16. Ibid, pp. 82, 83.
17. حدث ذلك على إثر اضطراب طريق الحج المغربي التقليدي، عبر أقطار شمال أفريقيا، بسبب الصراع بين العثمانيين والأوربيين في حوض البحر الأبيض المتوسط في النصف الأول من القرن السادس عشر، وأصبحت بلاد الهوسا نقطة تدفق مهم للحجاج المغاربة بعد عودتهم من الحجاز. أنظر: جون هنويك، ص2.
18. للتوسع في تاريخ وتأثير طريق الحج على السودان أنظر:
Yusuf Fadl Hasan, Studies in Sudanese History, Khartoum, 2003, pp 198- 199. and Umar al- Naqar, The Pilgrimage Tradition in West Africa, Khartoum, 1972, pp XXIII- XXV,82-95,102-113.19. يوسف فضل حسن، سودان وادي النيل في كتب الرحالة العرب في العصر الوسيط، ندوة السودان وأفريقيا في مدونات الرحالة العرب والمسلمين، دورة ابن حوقل، الخرطوم، فبراير 2006، ورقة غير منشورة، ص ص 4،5.
20. Yususf Fadl Hasan. The Arabs and the Sudan, pp 68- 69, 75 ؛ ابن جبير، «تذكرة الأخبار عن اتفاقات الأسفار، رحلة ابن جبير»، المكتبة السودانية العربية، تحقيق مصطفى مسعد، القاهرة، 1972، ص ص 149- 151، 161.
21. ابن جبير، نفس المصدر، ص ص 152- 153.
22. نفس المصدر، ص 154.
23. نفس المصدر، ص 158.
24. ابن بطوطة، «تحفة النظار في غرائب الأسفار»، المكتبة السودانية العربية، تحقيق مصطفى مسعد، القاهرة، 1972، ص ص 253- 255.
25. نفس المصدر، ص ص 254- 256.
26. نفس المصدر، ص 254
27. أنظر رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة الأنظار في غرائب الأسفار، تحقيق د. علي المنتصر الكناني، مؤسسة الرسالة بيروت، 1979، ج1، ص 230 ؛ ويوسف فضل حسن، سودان وادي النيل في كتب الرحالة العرب والمسلمين، ص 19.
28. الإدريسي، محمد بن محمد، كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، عالم الكتب، بيروت، 1989، ج1، ص .
29. ابن سعيد المغربي، بسط الأرض بالطول والعرض، تحقيق خوان قرنيط خيسي، تطوان، 1958.
30. عبد المجيد عابدين، البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب للمقريزي، مع دراسات في تاريخ العروبة بوادي النيل، القاهرة، 1961، ص ص 61، 71.
31. Yusuf Fadl Hasan, The Arabs and the Sudan, p 105.
32. J. L. Burckhardt, Tranels in Nubia, London, 1822, p85, 125.
33. MacMichael, II, p p 317,318.
34. الفاتح علي حسنين، لمعان البروق بسيرة مولانا إبراهيم زروق، الخرطوم، الطبعة الثانية، 2006، ص13.
35. يظهر ذلك جلياً في كتاب القبائل العربية المغربية في السودان للدكتور علي حسنين، وهو تحت النشر.
36. F. Cailliaud, Voyage a Meroe au fleure Blanc dansles, annies, 1819, 1820, 1821 et 1822, Paris, 1825, pp.
37. عون الشريف قاسم، موسوعة القبائل والأنساب في السودان، وأشهر أسماء الأماكن والأعلام، الخرطوم، 1996، ج2، ص 616.
38. ابن ضيف الله، ص 129.
39. نفس المصدر، ص 125.
40. الفاتح علي حسنين، لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق، ص ص 10، 48- 70، 70- 76، 82، 83.
41. عون الشريف قاسم، من صور التمازج القومي في السودان، دراسة في تاريخ حلفاية الملوك، أم درمان، ط2، 1990، ص ص 23، 24.
42. ابن ضيف الله، ص ص 3-6.
43. نفس المصدر، ص 297.
44. عون الشريف قاسم، من صور التمازج القومي، ص 43.
45. نفس المصدر، ص 43- 44 ؛ ابن ضيف الله، ص 298.
46. ابن ضيف الله، ص 187.
47. نفس المصدر، ص ص 188، 310.
48. الفحل الفكي الطاهر، تاريخ أصول العرب بالسودان، الخرطوم، ؟؟19، ص ص 107- 108 ؛ عون الشريف قاسم، من صور التمازج القومي، ص 54.
49. ابن ضيف الله، ص ص 133، 135، 137.
50. نفس المصدر، ص ص 137- 138.
51. نفس المصدر، ص ص 135.
52. نفس المصدر، ص 145.
53. عبد المجيد عابدين، تاريخ الثقافة العربية في السودان، ص 63.
54. ابن ضيف الله، ص 344.
55. ورد ذكرها في كتاب ابن ضيف الله، 135 مرة.
56. نفس المصدر، ص ص 39، 45، 46، 251.
57. نفس المصدر، ص 100.
58. التونسي، محمد بن عمر، تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب وأهل السودان، تحقيق خليل محمود عساكر ومصطفى مسعد، القاهرة، 1965، ص ص 30- 31، 32.
59. نفس المصدر، ص 62-64، 116.
60. ابن فرحون، كتاب الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب، القاهرة 1351 ه، ص ص 136-138.
61. أحمد بابا، كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج، القاهرة، 1351 ه، ص ص 115- 116؛ على هامش الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب لابن فرحون.
62. عبد العزيز أمين عبد المجيد،ج1، ص 147، هامش 4 ؛ ابن ضيف الله، ص 184.
63. عبد العزيز أمين عبد المجيد، ج1، ص 148، هامش 1 ؛ ابن فرحون، ص ص 344- 345.
64. ابن ضيف الله، ص ص 102- 103.
65. عبد العزيز أمين عبد المجيد، ج1، ص 151، هامش 3.
66. ابن ضيف الله، ص ص 101- 103.
67. نفس المصدر، ص 102، وأيضاً هامش 8.
68. نفس المصدر، ص ص 252- 254.
69. نفس المصدر، ص ص 358- 359.
70. نفس المصدر، ص ص 99- 100.
71. نفس المصدر، ص ص 50، 279.
72. نفس المصدر، ص 41.
73. عبد العزيز أمين عبد المجيد، ج1، ص 154.
74. ابن ضيف الله، ص 280.
75. نفس المصدر، ص 102 ؛ عبد العزيز أمين عبد المجيد، ص 155.
76. أنظر ابن ضيف الله، ص ص 268، 269 ؛
77. محمد الأمين الغبشاوي، منظومة الدنفاسي في ضبط وعد آي القرآن الكريم، لمؤلفها الشيخ الدنفاسي، ضبط، مراجعة وتنقيح، دار جامعة القرآن الكريم للطباعة أم درمان، 2002، ص ص 1- 12 ؛ ابن ضيف الله، ص ص 279، 347.
78. تنتشر في ليبيا رواية قالون عن نافع.
79. استفدت في هذا الجزء بكثير من المعلومات القيمة التي أمدني بها الأساتذة الأفاضل: الدكتور يوسف الخليفة أبوبكر، والدكتور أحمد محمد إسماعيل البيلي، والدكتور أحمد علي الإمام. أنظر أيضاً: أحمد علي الإمام، الخلوة والعودة الحلوة، دار مصحف إفريقيا، الخرطوم، 1427ه/ 2006م، الطبعة العاشرة، ص ص31- 33.
80. نفس المرجع، ص 33.
81. نفس المرجع، ص 37 ؛ أنظر أيضاً: يوسف فضل حسن، مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي، ص 153.
82.
83. Trimingham, Islam in the Sudan, Oxford, 1949, p 196.
84. عبد العزيز أمين عبد المجيد، ص 156.
85. Trimingham, Islam in the Sudan, p p 196, 223; MacMichael, II, 82, 86.
86. ابن ضيف الله، ص 190.
87. نفس المصدر، ص 188.
88. نفس المصدر، ص 9.
89. نفس المصدر، ص ص 127- 128.
90. نفس المصدر ص ص 205- 207.
91. نفس المصدر، ص 41.
92. نفس المصدر، ص 309.
93. Encyclopedia of Islam, 2nd ed, «Abu Madyan», I, p 137.
94. يوسف فضل حسن، مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي، الخرطوم، 2003، ص146.
95. Ali Salih Karrar, Sufi Brotherhoods in the Sudan, Evanston, 1992, pp 49- 54.
96. Ibid, pp 52- 55, 168- 170.
97. Ibid, pp 55- 66
98. Ibid, pp55, 64, 71.
99. عون الشريف قاسم، موسوعة القبائل والأنساب، ج1، ص ص 57، 103؛ أنظر أيضاً:
Ali Salih Karrar, pp 55, 116 - 120.
100. Ibid, pp 120- 121.
101. Jamil A. Abun- Nasr, The Tyganiyya, A Sufi order in the Modern World, London, 1965, pp 159; Ali Salih Karrar, pp 122- 123,
102. Ibid, pp 123- 124.
103. Ibid, pp 121.
104. يوسف فضل حسن، مقدمة في تاريخ الممالك الإسلامية في السودان الشرقي، ص ص 147، 148.
105.Yusuf Fadl Hasan, «The Relations between Central and Eastern Bilad al- Sudan». In Studies in Sudanese History, Sudatek, 2003, pp 194, 195, 198, 202.
106. Ibid, pp 194, 198.
107. John E. Levers, «Diversions on a Journey on the Travels of Shaykh Ahmed Al- Yamani (1630- 1712) from Halfaya to Fez», in The Central Bilad al- Sudan: Tradition and Adaptation, Yusuf Fadl Hasan and Paul Doornbos, eds., Khartoum, 1978, p p 217- 218.
108. Levers, p p 218- 219 نقلاً عن ترجمة:
Graulle Maillard and Michall Bellatre in Archires Marocaines, XXI (1913) p p 251- 260. and XXIV, (1917), 307- 10
لكتاب نثر المثاني لمحمد الطيب القادري، المخطوط.
109. ابن ضيف الله، ص ص 205- 209.
110. نفس المصدر، ص ص 206، 209.
111. Levers, Ibid, pp 222- 224.
112. Ibid, p 225.
113. J. S. Trimingham, Islamic in West Africa, Oxford, 1959, p 96, footnote 10.
114. ريحان القلوب فيما للشيخ عبد الله البرنوي في أسرار القلوب، مخطوط بالخزانة القادرية في فاس.
115. مباحث الأنوار في أخبار بعض الأخيار، مخطوط رقم 342 ق.
116. التعريف بالشيخ أبو العباس أحمد اليمني.
117. لا أعرف عن هذا الشيخ أكثر مما ورد في كتاب محمد الطيب القادري التقاط الدرر، ص 215، وتوحي كلمة السناسن، وهو نوع من الخبز معروف في السودان، بأنه سوداني الأصل.
118. Levers, p 319
119. نقلاً عن: John Levers, p 220.
120. محمد بن الطيب القادري، ص 281.
121. نفس المصدر، ص 281، هامش 4.
122. هاشم العلوي القاسمي، مقدمة تحقيق كتاب التقاط الدرر لمحمد الطيب القادري، ص ص 128، 131.
123. محمد الطيب القادري، ص 282.
124. John Levers, pp 230, 231.
125. Ibid, p 225.
126. نعوم شقير، تاريخ السودان القديم والحديث وجغرافيته، القاهرة، 1903، ج3، ص 3.
127. Richard Hill, On the frontiers of Islam, London 1970, pp XXI, 171.
128. Ibid, pp 17, 92, 94
129. محمد عبد الرحيم، النداء في دفع الافتراء، القاهرة، د.ت، ص ص 283، 284.
130. نعوم شقير، ج2، ص 3.
131. إبراهيم عبد الدافع، طبقات ود ضيف الله الذيل والتكملة، شرح أحمد السلاوي، تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم ويوسف فضل حسن، الخرطوم، 1982، ص 46.
132. نفس المصدر، ص 46.
133. محمد إبراهيم أبو سليم، أدباء وعلماء ومؤرخون في تاريخ السودان، بيروت، 1991، ص113.
134. محمد إبراهيم أبو سليم، ص ص 103- 104.
135. ابن ضيف الله، ص 310 ؛ وهو نزيل الحلفاية ومولده فاس.
136. نفس المصدر، ص 338.
137. نفس المصدر، ص 235.
138. نفس المصدر، ص 220.
139. نفس المصدر، ص 262.
140. هو الشريف عبد العزيز المراكشي الأوسي العلامة في المنقول والمعقول. «وتزوج بعض بنات ملوك سنَّار، وتوفي ودفن بسنَّار ؛ إبراهيم عبد الدافع وآخرين، الذيل والتكملة، ص 99 ؛ عز الدين الأمين، قرية كترانج وأثرها العلمي، الخرطوم، 1975، ص 41.
141. يوسف فضل حسن، «مسار الدعوة المهدية خارج السودان على ضوء رسائل المهدي وخليفته» في تاريخ المهدية، تحرير عمر النقر، الخرطوم، 1982، ص ص 17، 174، 175.
142. محمد إبراهيم أبو سليم، (جمع وتحقيق) الآثار الكاملة للإمام المهدي، ج5، ص ص12- 14.
143. نفس المصدر، ج5، ص ص 15- 16.
144. نفس المصدر، ج5، ص108؛ أنظر أيضاً ج5، ص ص58- 61، ج4، ص ص474-477.
{}{


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.