تم الإعلام في صحف الأمس عن البدء في إجراءات شحن الذرة إلى دولة السودان الجنوبي... وبهذه المناسبة نقول إن الجنوبيين لا يفقهون كثيراً في الزراعة المستقرة... والمواطن هناك على الرغم من توفر المساحات حوله إلا أنه لا يعرف ولا يرغب في غير زراعة »جبراكة« لا تزيد مساحتها عن عشرين متراً حول قطيته ليستعمل إنتاجها في المريسة وما يتبقى في العصيدة. ولهذا فإن الجنوب يحتاج إلى الذرة لإعاشة مواطنيه. هذا إذا «قعدوا» هناك ولم يتدافعوا نحو الشمال بعد الإعلان عن منح الحريات الأربع التي جعلت بعضهم يمدون رؤوسهم... وبعضهم جاء عارياً حافياً وبعضهم راكباً على ظهر الدواب ومعظمهم ماشياً على الأرجل حاملاً صفيحاً على رأسه، رابطاً أطفاله في ظهره ليزداد عددهم هنا من أربعة ملايين إلي ثمانية ملايين... علماً بأنهم أصلاً يتكاثرون بطريقة باكتيرية وفقاً لتوجيهات زعيمهم قرنق وهو يخاطب حشداً من النساء الجنوبيات عندما قال لهن «أني ما ندور نشوفو بطن فاضية أني عايز نشوفو إنتو يا هو يلدو مرتين في سنة واهد... مش زي مندكورو تاع جلابة عشان هو بيلدو مرة واحدة كل كمسة سنين». وإذا كانت حرية الإقامة و«المواطنة» ستتركهم يقيمون للعشرين سنة القادمة فإن ستة ملايين جنوبي الآن سيكون عددهم بعد عشر سنوات لا يقل عن أربعة وعشرين مليوناً ويكفي هذا «عملياً» ليجعلهم يحتلون السودان... كل السودان. والمهم في موضوع تصدير الذرة نقول إننا هذا العام ننعم بموسم جيد قال عنه وزير الزراعة الدكتور المتعافي إن إنتاج الذرة فيه سيكون في حدود ستة ملايين طن وإذا أضفنا إلى ذلك تقديرات المحاصيل الأخرى ومن بينها السمسم والفول والذرة الشامي والدخن وحب البطيخ ومنتجاتنا الأخرى فإننا وللمرة الثالثة و«على عينك يا تاجر» تخالف تقارير ناس منظمة الفاو ونقول إن إجمالي الأطنان الغذائية المنتجة في البلاد هذا الموسم سوف تصل إلى خمسة عشر مليون طن.. وعلى منظمة الفاو إن أعلنت تقارير غير ذلك أن «تبلّها وتشرب ميّتها». فقط نعتقد أنه من الضروري جداً مراعاة واتخاذ الضوابط التجارية والقواعد والقيود المنظمة لأعمال الصادر... أولاً لأن الجنوبيين لا يعرفون «المتاجرة» أصلاً ولا يعرفون القواعد والقيود... ولم يدخل في رأسهم حتى الآن أنهم رعايا لدولة جديدة ويعتقدون أنهم حتى الآن متمردين علينا وكان هذا ديدنهم منذ ما قبل الاستقلال ويعتقدون أننا سوف «ندّيهم» مجاناً ونطعمهم داخل أفواههم وهم يعضون أصابعنا... ونغرف لهم من أطباقنا وهم يبصقون فيها. علينا أولاً أن نترك أمر التصدير للتجار ولرجال الأعمال العارفين وأن لا تتدخل الدولة بإصدار أوامر تتجاوز القيود الطبيعية للتصدير... يعني بالعربي بتاع جوبا «إنتكم تاني عيش مجاناً مافي... يعني إنتكم تدفعتو قروش بعدين إنتكم تاكلو فيتريته إنتكم تشيلوا دقيق تاع سيقا إنتكم تدفعو فلوس إنتكم تشيلوا دقيق تاع ويتا إنتكم تدفعتوا قروش إنتكم تشيلوا زيت تشيلوا بسل تشيلوا فول تشيلوا تشيلوا موية فول تشيلوا هاجات كتير... »بس لازم إنتكم تدفعو قروش تاع مندكورو». وعلى رجال الأعمال أن يطمئنوا تماماً على اكتمال الإجراءات البنكية المتمثلة في فتح اعتمادات مستندية غير قابلة للنقض... واعتمادات مستندية مسنودة ومعززة من بنوك من الدرجة الأولى.. ويتأكدوا أن قيمة الفواتير حالة الدفع عند عرض المستندات على الكاونتر وأن يتأكدوا من ضمان طرف ثالث وأن يتأكدوا أن الدفع سيتم باليورو حتى لا يتآمروا مع الأمريكان على «لحس القروش» ويتأكدوا من التأمين والأفضل أن يتم الدفع في وجود «بند أحمر« Red clanse يختص بالدفع المقدم... فقد عانينا من الجنوبيين والتجارة معهم وأفلسوا بكثير من تجار الشمال بعضهم في السجون وبعضهم هارب. لقد مضى زمن التعاون والتعاطف الأهوج.. أما الآن فمن لا يدفع لا يأكل.. وإذا كانت الحكومة قد أعلنت عن ترحيل الذرة فلا بد أنها تقصد أن ذلك وفقاً للشروط والضوابط المشددة.. والجنوبيون ليسوا بأفضل من أهلنا في تشاد ولا أهلنا في إثيوبيا أو إريتريا أو أي بلد آخر. كسرة: تحية خالصة لمجموعة «نادي الشجرة» جوار ست الشاي في أم روابة الذين يتابعون صحيفة الإنتباهة ويشتكون من قلتها وقد نبهنا القسم المختص لزيادة حصتكم من الصحيفة. كسرة ثانية: للمرة «الكم ما عارف» يقوم جهاز الأمن بضبط أسلحة وذخائر في عربة دفار جامبو مخبأة تحت بضائع أخرى... هذه المرة تم القبض على الجامبو في الخرطوم وماشي كسلا... وأراهن أن السلاح قادم أصلاً من الحركة الشعبية التي أنشأها الجنوبيون «لتحرير السودان» ويرعاها باقان وسلفا كير.. وإذا كان هؤلاء القوم يعتمدون على الخلايا النائمة وعلى عصابات «النيقرز» نخشى أن نرى قريباً عصابات مضادة تحت عصابات «المندكوروز» ولكل فعل رد فعل مضاد. كسرة ثالثة: قالت الأخبار إن سفيرة أمريكا في الجنوب سوزان تبش زارت أبياي بصورة سرية يوم الجمعة.. وهذا أمر يهم الجهات ذات الاختصاص ولكن فقط أردت أن أتأكد فعلاً أن الزولة دي اسمها «تبش» وإذا كان ذلك كذلك، فالرماد كال حماد وكما تقول العرب إن لكل شخصاً حظ من اسمه.. يعني لو اسمك حسن حتكون حسناً ولو اسمك جميل ممكن تكون جميلاً لكن الزولة الاسمها «تبش» تكون شنو؟!.