لا شيء يملأ فضاء العلاقات السودانية السعودية سوى ذلك العمق الانساني الذي يتدفق من ينبوع اخوة الدين والعقيدة والعروبة والجوار الحسن .. معطيات ازلية ورباط راسخ صنع من شعبي السودان والمملكة ائتلافًا فطريًا لا فكاك منه كيفما تبدلت الاحوال وتعاقبت الازمان او تغيرت انظمة او ذهبت شخوص.. والمملكة العربية السعودية اجزلت العطاء واوفت للسودانيين كل حقوق وقيم الإخاء، فكم من سوداني او اسرة سودانية اتخذت من ارض الحرمين ملاذًا روحيًا ووسادة يتكئ عليها كثيرون حطت بهم الرحال على هذه الارض الطيبة وهم يبتغون خيراتها وبركاتها. فالمملكة منذ ان اطلق الراحل المفدى الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه شعار «السعودية مملكة الانسانية» في احدى المناسبات التي تجلت فيها انسانية المملكة وهي تطلق يد مؤسساتها الصحية في تقديم الخدمات العلاجية والصحية للمرضى والمأزومين وقتها حققت وزارة الصحة السعودية انجازًا طبيًا عظيمًا بنجاحها في عملية فصل التوأم السيامي «البولندي» في العام 2005 على ما اذكر ومنذ ذلك التاريخ والمملكة تخطو برشد نحو تحقيق غايات هذا الشعار حتى انه بات يشكل برنامجًا وخطابًا سياسيًا واجتماعيًا وفكرًا يغذي ارض الحرمين على مستوى كافة مؤسسات المملكة.. فكم من الشعوب والبلدان الإفريقية المقفرة جنت ثمار هذا التوجه الإنساني واخذت الكفاية من معينه، تلك هي الحقيقة البائنة التي يجب ان تقال بكل وضوح وصراحة. وقدرنا نحن في السودان ان تكون دارفور ذلك الجرح الذي نزف كثيرًا من الدماء والموارد فتحركت المملكة في مساحات فارغة وسعت الى انزال شعاراتها الانسانية فعلاً وعملاً وتواصلاً فكانت قوافل الطب والإيواء والغذاء جسرًا ممتدًا بين ارض الحرمين ومجموعات النزوح في دارفور. لسنا هنا في مقام جرد حساب او احصاء منافع لهذا البلد على الشعب والحكومة على حد سواء ولكننا اردنا ان نقف ونذكر على بعض جوانب مشرقة في سفر العلاقة الانسانية التي رسمت ملامحها دولة الحرمين تجاه السودانيين. ولم يكن السودان جاحدًا او ناكرًا لهذا الفضل ولهذا فان اغلى ما غرسته السعودية في ارض الكنانة ذلك الحب والاخلاص والوفاء، فالسعوديون في اعترافاتهم المشهودة والمستورة دائمًا ما يقولون انهم عايشوا شعبًا يتمتع بكل قيم الشهامة والامانة والصدق والوفاء وهذه هي الشفرة التي توصل الى حقيقتها ليس السعوديون فحسب وانما كل شعوب الدنيا تشهد للسودانيين بهذه الفضائل. لا يبدو منطقيًا بل لا يجب ان نفهم ان المملكة تمارس هذا الدور من منظور المن على الآخرين او الوصاية عليهم ولكن قادتها يدركون تمامًا ان القيمة الانسانية هي التي تدفع في هذا الاتجاه، والشاهد في ذلك الخطاب السياسي والإعلامي المرشد والتوجهات الملكية العليا بالمملكة، ويبدو لي ان قيمة العمل في نهج الدولة السعودية اكثر وضوحًا ورسوخًا واكبر بكثير من حركة التعاطي السياسي او الإعلامي وربما يكون لهذا النهج تأثير كبير في تحقيق قوة البناء المؤسسي للدولة خصوصًا على مستوى البنيات التحتية فجنت المملكة ثمار ذلك استقرارًا وهدوءًا فهوت قلوب السودانيين وقلوب شتى فنثرت بذورها على هذه الارض الطاهرة وحصدت ثمارها واتكأت على جدار صلد وهي آمنة في ارض شعارها الإنسانية. ------------------ الجالية السودانية في البحرين تفوز بكأس الجاليات الإفريقية المنامة: إبراهيم أرقي توج منتخب الجالية السودانية بالبحرين ببطولة الجاليات الإفريقية حيث تغلب على منتخب غانا 3/ صفر وعلى منتخب إريتريا ولعب النهائي مع منتخب إثيوبيا وفاز عليه 6/ صفر وكانت من أروع المباريات، وقد كان سعادة السفير السوداني في البحرين عبد الله أحمد عثمان حضورًا وقام بتسليم الميداليات الذهبية وكأس البطولة لأعضاء الفريق وتسلمت رئيسة الجالية الإثيوبية الميداليات الفضية وغانا البرونزية. وتشير «الإنتباهة» الى ان منتخب الجالية السودانية كان قد فاز ايضًا قبل شهر ومميز ببطولة الجاليات العربية، وتمتلك الجالية السودانية في البحرين فريقًا قويًا وقد علق احدهم بالقول «حقيقة عندنا منتخب ممكن يلعب ضد هلال/ مريخ في السودان». السودانيون بالبحرين يدعمون المجهود الحربي المنامة: الإنتباهة قامت الجالية السودانية بمملكة البحرين بالتنسيق مع السفارة السودانية بتنظيم حملة لدعم القوات المسلحة والمجهود الحربي بالمال وقد نتج عن الحملة جمع آلاف الدولارات وما زالت عملية التبرعات مستمرة. وأكد عدد من أعضاء الجالية دعمهم اللامحدود للسودان في مواجهة التحديات الخارجية وحسم أمر التدخلات العسكرية لدولة الجنوب في السودان. يذكر أن الجالية السودانية في مملكة البحرين يبلغ تعدادها أكثر من «3» آلاف مغترب يعملون في مواقع متقدمة في الحكومة ويجدون الاحترام و التقدير من المواطنين والجاليات العربية والأجنبية الأخرى.