٭ لا نلوم الحكومة في ندرة السكر أو حتى عدمه لأن أسباب ذلك ستكون مقدرة ومفهومة، وخمسة مصانع سكر في السودان إذا كانت تكفي هذا الشعب منذ أكثر من ثلاثين عامًا لا يمكن أن تكون كافية الآن طبعاً لذلك كان مصنع سكر النيل الأبيض، لكن يقع لومنا على الحكومة في سماحها للشركات «الطفيلية» بأن تقوم بدور إعادة تعبئة السكر بعد تعبئة المصانع التي تنتجه، وبهذا يزيد سعره بلا سبب موضوعي وإنما لصالح هذه الشركات الطفيلية. وإذا كان للدولة حنة في أن تكون تعبئة السكر بأكثر من وزن، فإن تعبئة الأوزان الأقل يمكن أن تقوم بها المصانع المنتجة له بدلاً من الشركات الطفيلية التي تزيد سعره بلا سبب في دولة شعبها يعاني الفقر ومحدودية الدخل وقلته أو عدمه. ويكون بالطبع أفضل للمواطن تعبئة الأوزان الأقل في نفس المصنع المنتج بدلاً من إعادة التعبئة في الشركات الطفيلية، وبهذه الأسطر القليلة أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت. من آثار نيفاشا ٭ الشرطة ذات العين الساهرة قالت إنها قبضت على طالبين مخمورين وأخريات يمارسن الدعارة ويدرنها.. ولكن الخوف الأكبر يبقى من أن تقود هذه الممارسات إلى تعاطي المخدرات التي تقضي على أخضر ويابس الشباب. ومعالجة هذه الظواهر التي تنتظم حياة جزء قليل من الطالبات والطلاب لا سبيل إليها إلا الاستفادة من مكبرات الصوت في المساجد للفت نظر أولياء الأمور بمنطق «خذوا حذركم».. ولا ننسى أن فشل الدولة في محاربة هذه الظاهرة وسط شريحة قد لا تتجاوز الأعمار فيها العشرين وبعد أكثر من عشرين عاماً على تطبيق منهج الحكم الإسلامي بأي مستوى من المستويات، يعود لسوء البداية فهي لم تكن بتصحيح العقائد التي تمهد بموضوعية لإصلاح السلوك، وحتى لا نظلم أحداً نذكّر أيضًا بتداعيات اتفاقية نيفاشا وآثارها على الصبيان والصبايا فترة استباحة الخرطوم من عام 2005م، إلى عام 2011م والحمد لله على الانفصال، وها هي الشرطة تقوم بواجبها دون اعتراض من باقان وعرمان والحلو وعقار السكران.. والسكران هذي جاءت هنا لزوم «السَّجع في لغة العرب» لكنها جاءت «ظابطة». ب «البرادو» أصبحت ظاهرة ٭ إذا كانت ولاية البحر الاحمر قد شهدت من قبل استهداف السيارة «سوناتا» والقصة معروفة.. وكذلك شاحنة والقصة شبه معروفة، وقبل أيام سيارة «برادو» والقصة مازالت غير معروفة.. فإن الحكاية يا أخا الوطن ويا أخا الإسلام قد ارتقت إلى مستوى الظاهرة وبالفصيح «هذه الأحداث ارتقت إلى مستوى الظاهرة».. لكن لكي نعزي أنفسنا دعونا نتساءل: أليس استهداف فلسطين هو استهداف للأمة كلها؟!.. أليس استهداف مصالح المسلمين في أفغانستان والعراق هو استهداف للأمة كلها؟!.. وكذلك البوسنة والهرسك وسراييفو وقبلهما نظام عيدي أمين في يوغندا؟!.. وكذلك نسأل لتعزية أنفسنا: أليس استهداف الأمين المجاهد عثمان دقنة هو استهداف للأمة الإسلامية؟! إذن الحل في دولة واحدة للأمة الإسلامية بدلاً من أكثر من خمس وخمسين دولة، حتى إذا ما حدث استهداف في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي يكون استهدافًا للدولة، دولة الأمة الإسلامية. هل السير في هذا الطريق عسير؟!... البرلمان هل خيالي؟ ٭ حذَّر البرلمان السوداني الموقر وزير المالية من زيادة أسعار الوقود. وهكذا دائماً البرلمان يعترض على أمور ليس منها بُدّ ولا يكترث للأمور التي يمكن معالجتها بإرادة الإنسان.. ولم نسمع أن البرلمان اعترض على إعادة تعبئة السكر بواسطة شركات لا تنتجه بل تتكسب من إعادة التعبئة على حساب المواطن الذي يبتاعه بسعر زائد بلا سبب موضوعي.. أما زيادة أسعار الوقود لو تعلمون تقتضيها عملية توفير المرتبات للمعلمين والأطباء والجنود. وأرجو أن يكون البرلمان واقعياً وليس خيالياً في صراعه مع وزارة المالية. كونوا موضوعيين.