- أتساءلُ كثيراً عن تلك العبقرية التي تربض وراء «فكرة» إنشاء شركات لإعادة تعبئة السكر وفق أوزانٍ صغيرة، هل بلغت بنا الوفرة الحد الذي أصبحت مصانع السكر معه تعجز عن تعبئة إنتاجها؟ وهل من المعقول أن نترك كل ما نحتاج إليه من «صناعات» حقيقية ومنتجة، لتقوم الدولة بتشجيع «مصانع إعادة التعبئة»؟ ألا يبدُو واضحاً أن المطلوب من «إعادة التعبئة» تلك، أن تحقق «إيراداً طفيلياً ما، لجهةٍ أو جهاتٍ ما، يتحمله المستهلك الذي لا يدري ما الفرق بين أن يوزن لهُ السكر في «كيس نايلون» بلا تكلفة إضافية، وبين أن يأتيه كيلو السكر معبَّأً جاهزا ، بزيادةٍ في السعر تحقق المليارات لجهةٍ لم تجد عملاً منتجاً سوى «التعبئة»؟!! - القضية، فيما يبدو لنا، وللكثيرين، لا تعدُو أن تكُونَ «ارتجالاً» عبقرياً، لمصدر دخلٍ أو تمويلٍ لأناسٍ أو جهاتٍ لم تجد عملاً، هذا على أية حال ليس تفسيراً لرسالة الأخ مجاهد النعمة، الواردة أدناه، والتي تجيءُ ضمن سلسلةٍ من إسهاماته التي استفزها ما كتبناهُ مرةً عن ضرورة إنشاءِ مفوضيةٍ لمكافحة الارتجال، الذي أصبحتُ موقناً أنه أس كل فساد. الأخ الأستاذ / علي يس - أقدِّم اعتذاري قبل بياني إن كان كلامي مسيخاً، فالخطأ ليس مني ولا من الحكومة لكن الخطأ من كنانة الغلبانة ومصانع السكر الأخرى. - فكنانة التي وصل إنتاجها خارج السودان منذ أمد بعيد ، لا لأجل المشاركة الأجنبية حينها ولكن لجودة منتجها ومعقولية سعره خارج السودان!! قال قائل: ليس هذا صحيحاً ولكن السلع الاستهلاكية والأساسية تجد دعماً حقيقياً في تلك الدول الخارجية ولهذا تجد رخص الأسعار.. انتهى كلام الخبير الاقتصادي، وأقول وأنا القائل الآخر: الآن فقط تبين لي ولنا من التحليل الذكي لهذا الخبير الاقتصادي الفلتة آنف الذكر أن الدعم الحكومي للسلع الاستهلاكية ينقسم إلى نوعين:أولهما دعم حقيقي وهو في الدول الخارجية «خارجية بمعنى غير السودان» وثانيهما دعم «كضب كضب» بضم الكاف والضاد المشددة، وهذا لا يتأتى إلا في السودان.. - وكنانة التي أنتجت من مخلفات قصب السكر غاز الإيثانول وكنانة التي أنتجت في زمن مضى سكر المكعبات عجزت الآن عن توفير عبوات صغيرة « الكيلو جرام إلى العشرة كيلو جرام». - حكيت القصة لإسلام بنت المريخي والكاتب الرياضي الساخر بابكر سلك«دي من عندي» قالت لي والله ياعمو كان كدي كنانة باااااالغت !! - ودخلت علينا خالتو البتصلي الظهر حاضر بالليل، دخلت في الكلام بدون سلام: هووووي .. الحكومة بارك الله فيها خلت ناس محتاجين يستفيدوا عشان كنانة ما تقفل. - وللتوضيح محتاجين بتبدأ بالما، يعني شركات التعبئة محتاجة «بالميم» ..طيب نقول شنو في الناس البتاكل نيم . - الله يديهم ويخليهم ما محتاجين. - وحتى تضح المعادلة غير المتعادلة للجميع ولمتابعي معادلات أن التعامل مع شركات التعبئة كان كتلك النشرة المرفقة مع عبوة الدواء فيها علاج لدشليون مرض ومن بينها ذات المرض الذي يشتكي منه المريض وإن تناول منه قتله!!! - أما المعادلة التي يصعب على العقل معادلتها فهي أن قيمة العبوات مجتمعة في حدود عبوة الجوال الكبير والمنتج من الشركة المصنعة هي أقل من سعر الجوال الآن وفي السوق الأسود كمان!!! - وهاك أيُّها القارئ بعض المعطيات التي قد تعينك على التفكير بس بدون كباية شاي.. هناك وكما يقولون هامش ربح تحصل عليه الشركة التي تقوم بالتعبئة، والحمد لله أنو الحكومة خلتوا هامش وما دخلوا في السطر أكان شفنا شوف. - استعصت علينا هذه المعادلة التي تخضع لخبراء في مجال الهندسة التحليلية وخبراء في حساب المثلثات. - ولنا عودة مع التي حيّرت علماء الفلك والرياضيات لنصل إلى نتيجة أنه الارتجال أقصد المطلوب إثباته .