أمبيكي العميل البغيض يواصل تآمره على السودان وشعبه، ويعمل جاهداً على اعتماد مجلس الأمن على خريطة جديدة تم رسمها حديثًا وزج بها لحكومة جنوب السودان لتطالب المجتمع الدولي باعتمادها وتشمل الخريطة كل المناطق الخمسة المتنازع عليها!! يجري هذا وقد أمَّنت اتفاقية ما يعرف بنيفاشا على حدود ستة وخمسين، وذات نيفاشا دحضت ما أمّنت عليه بزج المناطق الثلاث وهل قلب حدود ستة وخمسين، ولم تكن في أي يوم من الأيام مثار جدل أو مسرح تمرد، وقد حسم أمرها تماماً في مشاكوس!! لكن المفاوض السوداني قبل زجها في القضية دون الرجوع إلى بروتكول مشاكوس ودون الرجوع للحزب الذي تم كل شيء باسمه وهو آخر من يعلم ودون الرجوع للمؤسسة الرئاسية ولا المجلس الوطني ولا حتى أعضاء الوفد المفاوض في هذه القضية التي تهدد اليوم بتفتيت السودان أكثر فأكثر!! لقد وجدت أمريكا ضالتها في النظام الحكم الحائر واليائس، فتقدمت نيابة عنها حكومة جنوب السودان بهذه الخريطة، لتضيف من حيرة النظام الذي شلّت القرارات والعقوبات والمحكمة الجنائية كل قدراته على التصرف السليم لتضاعف من حيرته ويأسه. فالخريطة ستصرف النظر لحين عن المناطق الثلاث الملتهبة حالياً، والمقصود منها تشتيت المجهود الحربي، والذي يصب في صالح قطاع الشمال، الأمر الذي يعطي قطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الأزرق فرصة الاعتراف به والتفاوض معه هذه المرة من مركز قوة لا يستطيع أياً كان رفضه كما حدث في اتفاق أديس أبابا قبل عدة أشهر وبذا تحرز الحركة الشعبية نصراً جديداً على الخرطوم وتفرض عليها الاعتراف بقطاع الشمال حزباً سياسياً وشريكاً في الحكم، رغم أنه يمثل دولة أجنبية في أول سابقة سياسية في العالم.. ورغم كل هذا تبقى المناطق الخمس مناطق نزاع تشتعل عند اللزوم!! ولن يكون والحال هكذا للنظام الحاكم إلا القبول بشراكة جديدة وهذه المرة مع قطاع الشمال بعد أن استقلت الحركة الأم بالجنوب، فنيفاشا مدت في عمر النظام ست سنوات، ولا أعتقد أن النظام يضيره أن يستمر في الحكم فترة انتقالية أخرى مع قطاع الشمال هذه المرة.. ولا بأس من تطبيق السلام النيفاشي البغيض والذي وصف عرابه أن من يرفضه فإن ذنبه أكبر من ذنب الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام. فشل السياسة يعني الحسم بالحرب وإدارة الحرب قطعاً ليست بيد الفاشل سياسياً!! وهنا ومع استماتة النظام على البقاء حاكمًا مع ضعفه المعنوي، ولا أقول العسكري، فكل الهزائم التي منينا بها هي هزائم سياسية بالدرجة الأولى؛ فالهزيمة المعنوية للنظام ستفرض عليه الجلوس والتفاوض مع المنهزمين عسكرياً، لا ليفرض النظام شروطه، إنما لينفذ ما يملي عليه كما حدث في نيفاشا.. القرارات الأممية المتتالية، والعقوبات الأمريكية والمحكمة الجنائية والاعتداءات المتكررة على شرق السودان وآخرها كان على بعد خمسة أمتار من سور الدفاع الجوي «حادثة البرادو» وقصف مصنع الشفاء، ودخول الجواسيس مع جيش الحركة الشعبية واعتقالهم وإطلاق سراحهم كل هذا يندرج تحت مفهوم قتل معنويات النظام وإزالة هيبته، وهذا نصر لا يعادله أي نصر عسكري مهما كان داوياً.. والحق أقول لقد اكتسب النظام المعرفة ولكنه افتقد أخلاقياتها، كما أمتلك الوسيلة، ولكنه أضاع الغاية والهدف، لذا سقط فريسة تآكله الداخلي، وقد أورد التنازع والتناحر داخله السودان شاطئ المعيشة الضنكة، واستشرى فيه الفساد الذي منع عنه كل عمل خير..