أصدر والي ولاية النيل الأزرق المكلف اللواء ركن يحيى محمد خير أمس، قراراً بتكليف حكومة مؤقتة، في وقت استدعت فيه وزارة الخارجية السفراء المعتمدين بالخرطوم وأطلعتهم على تطورات الوضع، بينما حذَّرت واشنطون من حرب أكثر اتساعاً بين الشمال والجنوب. وفي غضون ذلك وصل مالك عقار برفقة أسرته إلى عاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا أمس، وكان في استقباله بالمطار وزير رئاسة مجلس الوزراء دينق ألور. وأكدت الحكومة أن ما قامت به الحركة الشعبية قطاع الشمال في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كان خطأً فادحاً، وأعربت عن أسفها أن يتم ذلك بالتنسيق مع دولة الجنوب. وكشفت عن تعيين والٍ خلفاً لمالك عقار خلال «42» ساعة. وقال وزير الإعلام د. كمال عبيد في مؤتمر صحفي ب «سونا» أمس، إن حكومة الجنوب ينبغي أن تتحمل مسؤوليتها كاملة، وأضاف لدينا من الخيارات ما يحفظ الأمن والاستقرار ومستقبل أجيال السودان. وأكد أن وفداً برئاسة وزير الداخلية زار الدمازين أمس واطمأن إلى الوضع الأمني في المدينة. وأوضح كمال أن الحكومة لن تنتظر طويلاً لاتخاذ إجراءات حفظ الأمن والاستقرار. ورفض كمال أية إساءة توجه للجيش، وقال إن القوات المسلحة خط أحمر ولا يمكن السماح بتوجيه أية إساءة لها، ووصف ما تم في الولاية بأنه يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، بيد أنه قال إن الصبر لن يكون الديدن والسلوك المستمر، وأشار عبيد لبعض القوى السياسية التي قال إنها رفضت الحرب والقتال. وأكد عدم التفاوض مع حكومة الجنوب بشأن تلك الأحداث، وقال إنها شأن داخلي. وقال كمال لن نتفاوض بعد اليوم مع مجموعات تتحدث عن السودان الجديد وتعمل ضد الاستقرار، وأوضح أن القانون الحالي يحظر أي نشاط سياسي لقطاع الشمال لعدم توفيق أوضاعه، وأكد عبيد عدم وجود أية منطقة محصنة ضد دخول الجيش السوداني فيها، وأكد سعي الحكومة للحل لكنه قال ليس بأي ثمن. ومن ناحيتها قالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد، إن الإجراءات التي اتخذت كانت ضد مالك عقار لخروجه على القانون، وأضافت أن كل الوزراء والتشريعيين يتمتعون بكامل صلاحياتهم. واشارت الى توجيهات للجيش لاستخدام القوة في اضيق نطاق ممكن. وتم تشكيل الحكومة المؤقتة من د. آدم محمد أبكر وزير التربية والتعليم ونائباً للوالي ومشرفاً على وزارة الإعلام، وفضل عبد الرحمن وزيراً للحكم المحلي ومشرفاً على وزارة المالية، وكمال خلف الله وزيراً للزراعة، والإمام منهل وزيراً للثروة الحيوانية، والمهندس محمد سليمان جودابي وزيراً للتخطيط العمراني، ونور الدين عوض سليمان وزيراً للشؤون الإنسانية والمنظمات، وسهير إبراهيم وزيراً للصحة، والعاقب عباس زروق وزيراً للشباب والرياضة. كما أصدر الوالي قراراً بتعيين د. الهادي محمد آدم مديراً عاماً لوزارة المالية، وقريب الله الهادي مديراً عاماً لوزارة الحكم المحلي، ومحمد سعيد مديراً عاماً لوزارة التربية والتعليم، وعبد الله شمس الدين مديراً عاماً لوزارة الزراعة، وأنور عبد الرحمن مديراً عاماً لوزارة الشباب والرياضة، والياس جيمس مديراً عاماً للرعاية الاجتماعية، ود. الحسين محمد مديراً عاماً لوزارة الصحة. تنوير للدبلوماسيين وفي ذات السياق أطلعت وزارة الخارجية سفراء الدول وممثلي الهيئات الإقليمية والدول المعتمدة لدى السودان، على تطورات الأوضاع في النيل الأزرق عقب الاعتداء الذي تعرضت له منطقة الدمازين. وقال وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان إن وزارة الخارجية خاطبت مجلس الأمن، وبعثت برسالة رسمية من وزير الخارجية تحيطه علماً بما جرى، مبيناً أن ما تم في النيل الأزرق اعتداء على القوات المسلحة من قبل جيش الحركة الشعبية، وهو مماثل تماماً لما حدث بولاية جنوب كردفان. وأضاف قائلاً: «إننا نأمل من مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته ويباشر مهامه» وأشار إلى