هنا ليس كل ما يلمع ذهباً وهرولة الجميع نحو الغربة هي هرولة إلى عالم مجهول، عالم يجب أن تخوضه بروح المغامرة؛ لأن عواقبه غير مضمونة.. وكثيرون هم أولئك الذين خاضوا هذا البحر «بحر الغربة» وعادوا بخفي حنين وبعضهم غرق في عمق البحر ولم يسمع له صريخ. وأذكر تمامًا أننا عندما يحصل أحدنا على تأشيرة عمرة «بفتح الراء» يلتف حوله أصدقاؤه ويكثرون في تلك اللحظة حتى لا ينساهم من صالح الريالات وهو في نفسه مزهو فخرًا واعتزازًا بأنه حقق كل مبتغاه وتقام له حفلات الوداع أما الحبيبة فتهديه مصحفًا «يرعاهو» من العين. ثم يأتي المجهول وتبدأ الحسابات تتغير وترتبك عند أول خطوة نزول من الباخرة أو الطائرة فهنا أنت في عالم آخر ولولا طيبتنا المعهودة كسودانيين في أن نأخذ بيد أخينا «الذي لا نعرفه غير أنه سوداني» لضاع الكثيرون وتاهوا في صحراء الربع الخالي أو ركبوا الجيب عوداً غير حميد إلى أرض الوطن أو أصبحوا مثل صاحبنا المشهور «أكشو». وهنا أنت أمام خيارات كثيرة لم تتربَّ عليها ولم تكن في يوم من الأيام من عاداتك وتقاليدك. أولا أنت هنا المطيع لصاحب العمل وكثيرون يلفون الكرامة ويرمون بها في البحر أو «يركنوها على الرف» خوفاً من الفشل أو الهزيمة؛ لأن مصير غربتك كلها وتحقيق أحلامك مرتبط بإخلاصك لصاحب عملك وتقربك له خاصة أن هناك جنسيات تعرف تمامًا من أين تؤكل الكتف في علاقتها مع صاحب العمل ويمكن أن «يحفروا» لك بطريقة خبيثة جداً، وكثير من السودانيين لدغوا منهم ولكن نحمد الله أننا كسودانيين نحترم عملنا جيدًا دون تزلّف وإيماننا بأنفسنا وبمقدراتنا يجعلنا أقوياء دائمًا.. لذلك البقاء صعب والرجوع أصعب في ظل هذه الحرب النفسية التي تعيشها وتتعايش معها طيلة سنوات الغربة وهذا سبب للأمراض التي يعود بها كثير من المغتربين. كما لا ننسى أن هناك زوجة مع وقف التنفيذ في ظل غربة لا تحقق أقل الطموحات خاصة أن نظرة السوداني للمغترب بأنه «يرقد ويقوم» على كومة من الدولارات والريالات، ولا يتوقف تلفونك من صاحبك وجارك وصديق جارك وصديق صديقك هذا غير أهلك والراتب الشهري. وأنت يا مسكين تلولي النجوم. ---- جدة: محمد خير أبو زيد يعتبر الأستاذ/ عادل صديق نمر المدير الإقليمي للخطوط الجوية السودانية بالمملكة العربية السعودية محافظة جدة من أميز المديرين الذين عملوا في هذه المحطة الهامة من حيث الموقع الجغرافي وقربها للأماكن المقدسة «الحرم المكي والحرم النبوي الشريفين» ووجود الحجاج والمعتمرين السودانيين وما يتاح لهم من خدمات طيلة وجودهم بالمملكة والكثافة البشرية للمغتربين السودانيين والعاملين في مختلف المجالات، وذلك لما يتمتع به من خلق دمث وبشاشة ورحابة صدر عند استقباله لك ومساعداته الجمة في مختلف المجالات وخاصة الإنسانية منها لذوي العسرة والمحتاجين الذين تنقطع بهم الظروف والأسباب وكذلك المساهمة في الأنشطة الاجتماعية الخاصة بالجالية السودانية في المنطقة الغربية خاصة ودعمه للنشاط الرياضي وتبنيه أكثر من دورة رياضية ناجحة بالإضافة إلى مساهماته العديدة لأبناء الجالية السودانية التي ينتمي إليها. ورغم خبرته الطويلة وتبوئه لأرفع المناصب القيادية في سودانير وحصوله على أرفع الدرجات العلمية من خبرة التأهيل والتدريب في أكثر من دولة عربية أوروبية وأمريكية، فإنك وأنت تتعامل معه تحس بأنه مواطن سوداني متواضع كريم رفيع الأخلاق يقابلك بالبشاشة ويودعك بالابتسامة وأنت مجبور الخاطر حالاً لمشكلاتك وهمومك ولسان حالك يلهج بالشكر والتقدير للسودان والخطوط الجوية السودانية والعاملين بها وعلى رأسهم مديرها الإقليمي الخلوق. ----------- الجالية السودانية بالقصيم ترحب بتوزيع «الإنتباهة» بالسعودية القصيم: عبد الله حسن أحمد عقدت اللجنة المركزية للجالية السودانية بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية اجتماعها الدوري مساء الجمعة 25 مايو بمقر الجالية السودانية بمحافظة البدائع، رأسه رئيس الجالية الأستاذ/ بشير إبراهيم بشير وشارك فيه رؤساء وأعضاء اللجان الفرعية بكل من مدينة بريدة ومحافظات عنيزة والبكيرية والبدائع ورياض الخبراء والمذنب ورؤساء كل من المكتب الاجتماعي والقانوني ومكتب الإعلام وأمين المال وسكرتير الجالية. حيث تمت مناقشة العديد من القضايا التي تهم أفراد الجالية السودانية وكيفية تفعيل دور الجالية في خدمة السودانيين بالمنطقة. كما تمت مناقشة تمثيل الجالية في الهيئة القومية للدفاع عن الوطن تلك الهيئة التي تشرف عليها سفارة السودان بالرياض والتي دُعيت الجالية للمساهمة فيها وتم التأكيد على ضرورة دعمها والتفاعل معها. ثم تم تدارس أوضاع فصول تدريس المنهج السوداني والاستعداد للعام الدراسي الجديد. وتم توجيه اللجان الفرعية للاستفادة من الكتاب القيم الذي أصدرته الجالية وألفه رئيس المكتب القانوني الدكتور/ ممدوح رمضان وكيفية توزيعه والكتاب هو دليل للإخوة المغتربين عن نظام العمل والعمال وبعض المعلومات المهمة في هذا الجانب في المملكة عموماً ومنطقة القصيم خصوصاً . كما تم تدارس النظام الأساسي لجمعية رعاية الأيتام والأرامل بالجالية والخطوات التي تتطلب تسجيلها ودعمها. كما تمت متابعة قضايا بعض السودانيين الاجتماعية والصحية والقانونية. وأشادت اللجنة المركزية ببدء توزيع الصحيفة في الخليج ودعت رئيس مكتب الإعلام الأستاذ/ عبدالله حسن أحمد للتواصل معها واعتمادها كأحد المنابر الإعلامية لما لها من انتشار واسع وقبول كبير.