ظل مرض الكلازار في ولاية القضارف متأرجحاً صعوداً وهبوطاً، غير أن وزارة الصحة بالولاية في العام 2010م عمدت إلى إنفاذ إستراتيجية وفق منهج علمي لعمليات المكافحة بعد أن درست واقع المرضى لتخلص لتكوين فرق متخصصة للتقصي والترصد المرضي النشط حيث تمكنت إدارة مكافحة الكلازار من تحقيق نسبة انخفاض بالمرض بلغت 46% عما كان عليه في العام الماضي، وهذا ما لم يحدث منذ عشر سنوات خلت ليظهر جلياً أن الإستراتيجية والمنهجية العلمية التي اتُّبعت لمكافحة المرض قد أتت أكلها الأمر الذي يجعل حكومة الولاية قاطبة أمام تحدٍ كبير للحفاظ على سير الإستراتيجية للعمل على فرض السيطرة الكاملة على المرض واستئصاله نهائياً من الولاية ليصبح جزءًا من التاريخ، وهذا يتطلب بالضرورة تكوين مجلس أعلى أولجنة عليا لمكافحة المرض برئاسة والي القضارف كرم الله عباس الشيخ الذي أولى جل اهتمامه لدعم القضايا الصحية والالتزام السياسي الكبير لحكومته بعمليات مكافحة مرض الكلازار، وخلال النصف الأول من العام الجاري 2011م فقد بلغت جملة الإصابة بمرض الكلازار «1425» حالة منها «46» حالة وفاة بالمرض في الوقت الذي بلغت فيه حالة الإصابة بالمرض في العام الماضي 2010م «2647» منها «65» حالة وفاة بالمرض لتبلغ نسبة انخفاض المرض «46.1%» عما كانت عليه في العام الماضي، ليسجل النصف الأول من العام الجاري «1281» حالة إصابة بالكلازار لأول مرة مقارنة بالعام الماضي والتي بلغت «2405» بنسبة نقصان بلغت 46.7% وبلغت جملت الإنتكاسة بالمرض في النصف الأول من العام الجاري «49» حالة مقارنة ب «136» حالة في العام الماضي بنسبة نقصان «63.9»، والكلازار الجلدي «pkdl» بلغ «95» حالة مقارنة ب«106» عما كان عليه في العام بنسبة نقصان بلغت «10.3%»، وبلغت الوفيات بالمرض هذا العام «46» مقارنة ب «65» عما كانت عليه في العام الماضي بنسبة نقصان بلغت «46.1%»، وقال وزير الصحة بولاية القضارف العميد شرطة طبيب «م» الصادق يوسف محمد البدوي إن حملة مكافحة الناقل «الذبابة الرملية» والتقصي النشط للمرض الذي نفذته الوزارة بإجراء المسح المرضي في المناطق الموبوءة بجانب استقطاب الشراكات الذكية منها منظمة أطباء بلا حدود السويسرية وجامعة الخرطوم عبر منظمة مبادرة الأدوية للأمراض المهملة ال«dndi» ووزارة الصحة الإتحادية والمشروع الإسباني لمكافحة المرض فضلاً عن الالتزام السياسي لحكومة الولاية وإدراج العقار المزدوج الذي يخفض فترة العلاج من شهر إلى «17» يوماً وتنشيط محور البحث العلمي عبر مركز البروفسير أحمد محمد الحسن لعلاج وأبحاث الكلازار بدوكة باعتباره مركزاً إقليميًا يقوم بدور العلاج وأبحاث الكلازار الأمر الذي أسهم بصورة فاعلة في إنجاح نظم المكافحة وتقليل نسب الإصابة بالمرض، وتابع البدوي أن الإستراتيجية التي اتبعتها الوزارة في نظم المكافحة قد عملت على تغيير السلوك ونمط الأشجار بالمنطقة، وتوقيت تنفيذ حملة المكافحة في مايوالماضي بعد دراسة سلوك الناقل وحساسية المبيد مما ساعد كثيراً على نجاح عمليات المكافحة مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على تنظيم مؤتمرين لمكافحة الكلازار أحدهما داخل السودان بالتنسيق مع الشركاء والآخر مع الجارة إثيوبيا لمناقشة البرتكول العلاجي والتشخيصي والعمل على توحيدهما بجانب التنسيق والتعاون المشترك بين ولايتي القضارف وسنار في نظم مكافحة المرض والعمل على فتح بعض المراكز العلاجية بمنطقة العطبراوي للتوسع في مظلة التغطية وإسناد أمرها لمنظمة أطباء بلا حدود السويسرية، فيما أوضح الدكتور علي عبدالرحمن محمد عيسى المديرالعام لوزارة الصحة بالولاية أن الوزارة بذلت جهوداً مقدرة لمكافحة المرض وفق إستراتيجية محكمة، وعزا عبد الرحمن انخفاض معدلات الإصابة بمرض الكلازار للتدخلات الكثيفة من قبل الوزارة والاستقرارفي تقديم الخدمات العلاجية والتشخيص المجاني عبر «10» مراكز بالولاية، بجانب إدراج الخط الثاني للعلاج وتوفير الغذاء للمرضى في بعض المراكز فضلاً عن الخبرات المتراكمة للعاملين في مجال مكافحة المرض والنشاط الكثيف لإدارة التثقيف الصحي وبسط الوعي في الأوساط كافة مما أسهم بصورة فاعلة في رفع الوعي المجتمعي ودفع المرضى للتبليغ المبكر للمراكز العلاجية قبيل حدوث أيّ مضاعفات كما كان يحدث في الماضي، مؤكداً استمرار الوزارة في تطبيق إستراتيجيتها العلاجية لمكافحة المرض والعمل على خفض معدلاته بالولاية، من جانبه كشف مدير إدارة مكافحة مرض الكلازار بوزارة الصحة ولاية القضارف دكتور مبارك النور عن جملة من الإجراءات التي اتبعتها إدارته مما عمل على خفض معدلات الإصابة والوفيات بالمرض ارتكز على خمسة محاور في أعقاب الإعداد الجيد لحملة مكافحة المرض التي انطلقت في شهر مايو بعد تقسيم المناطق الموبوءة إلى ثلاث مناطق « حمراء، صفراء، خضراء» ليأتي التدخل لتلك المناطق عبر محور صحة البيئة الذي شمل قطع الأشجار واستبدال شجرة الهجليج «اللالوب» بأشجار «النيم» وإبادة الكلاب الضالة الحاضنة للمرض ومحور للمكافحة الكيميائية للذبابة الرملية والاكتشاف المبكر لحالات المرضى وبسط محور التثقيف الصحي وتشجيع استخدام الناموسيات المشبعة ووسائل الحماية الشخصية وتفعيل الشراكات لتوفير العلاج ومعينات الفحص المعملي بجميع المراكز العلاجية العشرة «مستشفي القضارف، الحواتة، تبارك الله، باسندا، أم الخير، المقرن، كساب، بازورا، القريشة» بجانب مركز البروفسير أحمد محمد الحسن لعلاج وأبحاث الكلازار الذي يقدم خدماته لدول القرن الإفريقي. إلى ذلك فقد أكد والي القضارف كرم الله عباس الشيخ اهتمام حكومته بالقضايا الصحية وتوفير الدعم اللازم لمكافحة مرض الكلازار وتأمين الميزانية الخاصة بقيام حملات مكافحة الناقل للحد من خطورة المرض وضمان انحساره والسيطرة عليه بعد النجاح الكبير الذي حققته وزارة الصحة بالولاية بخفض معدلات الإصابة بالمرض بنسبة «46%» ولأول مرة في تاريخ المرض بالولاية مما يعني أننا نسير في الطريق الصحيح، بحسبه..