واليوم الأول من العيد المبارك يصل إلى نهايته جلسنا نحن مجموعة من أبناء «الدفعة» أيام الدراسة الجامعية وتناقشنا في العديد من المواضيع منها السياسي وغيرها الاقتصادي والاجتماعي وتحدثنا عن حظوظ منتخبنا القومي في التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا وعن خطورة مباراة الهلال المقبلة مع إنيمبا النيجيري، ودخل وسط كل هذا حديثنا عن خريف هذا العام والأمطار القليلة التي شهدتها ولاية الخرطوم فمنا من حمد الله على شح إمطار الخرطوم باعتبار أن أهل هذه المدينة لا يعتمدون على الزراعة كثيرًا وهم ليسوا بحاجة إليها كما هوالحال في بقية ولايات السودان، وقال صديقنا صلاح إن من مساوئ خريف الخرطوم هوبرك المياه التي نجدها في كل مكان في السوق العربي والشعبي ووسط الخرطوم وجوار القصر وفي الأحياء المختلفة، فما إن تهطل مطرة واحدة حتى نظن أننا بحاجة إلى مركب شراعية للوصول إلى أعمالنا، واتفق جميع الحضور مع حديث صلاح وحمدوا الله كثيرًا إن الأمطار تهطل بغزارة في الأرياف وتشح في الخرطوم في هذا الخريف، فذهبنا نودع اليوم الأول لنستقبل ثاني أيام الفطر المبارك وبعد أربع وعشرين ساعة فقط من حديث اليوم الأول شهدت أمدرمان وبعض أجزاء الخرطوم أمطارًا لم تشهدها طيلة هذا العام وربما حتى العام المنصرم فدخلت مياه الأمطار المنازل دون استئذان ليسهر أهلنا في أمدرمان والقوز وبعض مناطق الخرطوم لحماية منازلهم من مياه الأمطار، فأهلكهم العمل مما جعل بعض أهالي القوز يستدعون رجال المحلية لنقل المياه من شوارعهم بسيارات الصرف الصحي وحفر خور اضطراري لتصريف مياه الأمطار، وبعد يومين من تلك الأمطار أرسلت محلية الخرطوم رجالها لحفر المجاري وتعطيل حركة سير السيارات من داخل الحي إلى الشارع الرئيسي، ولتطبق المحلية المثل القائل «جاء بعد خراب مالطا» فبعد أن غرقت الأحياء أصدرت قيادات المحلية أوامرها بحفر مصارف الخريف، ولا أدري لماذا تتمهل القيادة التنفيذية في المحليات حتى يأتي الخريف وكأن شهور هذا الفصل غير معلومة لهم، ولا أدري أين اللجان الشعبية المنتخبة من كل هذا؟ هل هم انتخبوا من أجل شهادة السكن فقط وغيرها من الأعمال الهامشية؟ فهل لنا أن نحلم بخريف لا يعكر صفونا، خريف تهطل أمطاره بالساعات ولكنه لا يؤثر على أعمالنا وحركة التجارة في الأسواق، خريف يستمتع به أهل الخرطوم لا يهابونه؟ إنها أحلام ولا نعلم هل بمقدور حكومة الخضر تحقيقه أم يتركون المجال لمن هم قادرون على تحقيقها في السنوات المقبلة.