ظلت سلطات محلية كسلا تعلن في مختلف المناسبات وعبر كافة المنابر الإعلامية، جاهزيتها لتطوير المدينة العريقة، وأنها استجلبت آليات ووظفت الشباب، وتغير وجه المدينة إلى الإحسن. ويبدو ان المحلية تعمل وفق القول إن الكلام ليس بفلوس، وتبقى العبرة دائما بالنتائج ليحكم الناس على عمل المحلية، وما إذا كانت قد استعدت بالفعل أم أن الأمر لا يعدو أن يندرج في خانة الخم السياسي، وفي هذا العام 2012م الذي نعيش خواتيم أيام خريفه المدرار وفي ذات الوقت نستعد فيه لاستقبال عيد الأضحى المبارك، ومن واقع ما عاشه أهل كسلا في الشهرين الماضيين، فقد عبر العديد من الحادبين على مصلحة المدينة عن استيائهم من الحال المزرية التي آلت إليها أسواق مدينة كسلا وأحيائها السكنية على حد سواء، وتمثل ذلك في البرك وسوء تصريف المياه، وما ترتب عليها من طين وأوحال وباعوض وذباب خاصة في بعض الأحياء السكنية في الضفة الشرقية، حيث تحولت ساحاتها وطرقاتها إلى مستنقعات وبرك آسنة، وأصبح التجول بين منازلها يحتاج إلى مراكب شراعية. ومن تصاريف الأقدار أن تزامن ذلك مع الفوضى الشديدة في السوق الكبير وغياب التنظيم، وبلغ الأمر أن بعض البائعين كانوا يفترشون بضائعهم مباشرة على قارعة الطرق، مما ادي الى قفل بعض الطرقات أمام السيارات وإعاقة حركة المتسوقين، وكشف هطول الأمطار المستور في هذه المدينة العريقة والحال المزرية التي هي عليها، وأبرز صورتها دون مساحيق أو رتوش. يقول الحاج بابكر عبد الله إن ما شاهده خلال عيد الفطر من فوضى يسأل الله ألا يتكرر في عيد الأضحى المرتقب، وتساءل بحسرة: ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به محلية كسلا؟ ولماذا اكتفت بالفرجة على الناس؟ مضيفاً أنه وجد صعوبة شديدة في الدخول إلى سوق البوتيكات ليتمكن من شراء مستلزمات أطفاله، وبعد معاناة شديدة جداً قرر أن يشتري من طرف السوق دون وضع اعتبار للجودة. عثمان عبد اللطيف من سكان حي الشعبية، عبر عن معاناتهم من سوء تصريف مياه الأمطار بحيهم وتحوله إلى ما يشبه المستنقعات حسب وصفه، وقال: حتى شارع الأسفلت الذي تم تعبيده قبل أعوام قليلة تحول بقدرة قادر إلى خور عقب هطول المطر بساعات طويلة، ولا تستطيع السيارات بما فيها المواصلات العامة السير على طريق الأسفلت، ناهيك عن الطرق غير المسفلتة. وعقب الأمطار الأخيرة ولمواجهة ما خلفته من وضع بيئي خطير، وبدلا من بذل الجهد ومضاعفة ساعات العمل وتوظيف كافة الآليات والتراكتورات واللودرات التي ظلت تفاخر محلية كسلا بامتلاكها لتجفيف تجمعات المياه، عوضا عن ذلك، اهتدى مهندسو المحلية ودهاقنتها إلى حيلة غريبة، وهي ردم برك المياه التي خلفتها الأمطار برمال القاش، مما تسبب في وحل الكثير من سيارات المواطنين في منتصف السوق، وأصبح حال المحلية كمن ينكث غزله بيديه، فكيف يتم ردم شارع أسفلت كلف الدولة مليارات الجنيهات وإهالة الرمال عليه؟وصار البعض من المواطنين يتساءل صراحة هل هذه الرمال هي البديل الواقعي لمشروع رصف المدينة بالأنترلوك الذي ظلت تبشر به حكومة ولاية كسلا كثيراً في الأعوام الماضية؟ وتساءل عبد الرحمن علي متحسراً إذا كانت سلطات المحلية عاجزة عن ردم برك المدينة فلماذا لا تترك المهمة لشمس كسلا الساطعة التي تكفلت في سنين سابقة بتطهير المدينة؟ وإن كان من إيجابية يمكن ذكرها وسط هذا الكم الهائل من الإخفاقات، فهي بلا شك مقدرة سلطات المحلية على إزالة نفايات تسوق عيد الفطر الماضي من أكياس بلاستيكية وكراتين فارغة وغيره في زمن معقول. وهي نفايات هائلة جداً، وكانت في الماضي القريب تأخذ وقتاً كبيراً لتجميعها ونقلها إلى مكبات النفايات على تخوم المدينة، وقد تم التصدي لها هذا العام رغم ظروف الأمطار التي هطلت ثاني أيام العيد. وإن تلاحظ أيضاً وجود القليل منها وقد هطلت عليه الأمطار وخلف مناظر غير كريمة، وهو أمر لا يقلل من الجهد الذي بذل في هذا الجانب. ويبدو أن سلطات المحلية استنفرت كل جهودها لإزالة النفايات ولم تتحسب لهطول الأمطار، رغم أنها كانت في ذلك الوقت في منتصف فصل الخريف. ونقول ذلك رغم إدراكنا التام أن التعامل مع الأمطار لا يتم التحسب له بين ليلة وضحاها، ولكن يتم التخطيط له وتنفيذ مشروعاته وفق خريطة موجهة تأخذ وقتاً طويلاً ومالاً كثيراً