الإنقاذ ومخرج الضائقة الاقتصادية جاءت ثورة الانقاذ بعد سنين عجاف قلت فيها الموارد الانتاجية واشتعلت السوق السوداء من شح مدخلات الانتاج للسلع الاستهلاكية، فعقدت المؤتمرات بقصد توحيد الجهد للخروج من تلك الازمات، فكان شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع الذي وحد جهود المواطنين فلبسنا من مصانع سودانية اجود الملابس وطبق الزي الموحد في جميع المرافق الحكومية وبعض الشركات وتوسعت الرقعة الزراعية فكانت الوفرة في الانتاج الزراعي والحيواني ،ولكن الان البلاد تعتمد على البترول وفتحت باب الاستيراد من جميع الدول دون ترشيد مع توسع الدولة في مجال النفط في جميع انحاء القطر الامر الذي لم يكن في الحسبان ماترتب على ذلك ثم توقف البترول واشتعلت الحرب وبالرغم من تجاوز البلاد لتلك الصعاب جاءت الابتلاءات لتوحد صفوف المواطنين نحو قيادتهم الرشيدة حققت الانجاز والاعجاز الذي كان فخرا للبلاد في وقواته المسلحة والقوات النظامية كافة، والاعجاز الذي تحقق بقدرات العاملين في النفط وعلى راسهم المجاهد دكتور عوض الجاز وزير النفط الذي كان يعمل بين العاملين في هجليج حتى عاد يضخ النفط في اقل من عشرة ايام بعد ان كان يرا البعض مستحيلاً لكل من شاهد الدمار الذي حاق بحقول النفط، والان تواجه البلاد ازمة اقتصادية تتطلب منا التضحية من اجل الوطن وهذه التضحية تبداء من الوزراء الذين كانوا يواصلون الليل بالنهار فالمطلوب منهم الان التفرغ لمدة عام لتحقيق التنمية في مناطقهم ودوائرهم الجغرافية دون ان يكونوا في مقاعد وزارتهم وليضعوا خبراتهم في المشاريع التى تتطلب الجهد حتى يعم الخير على البلاد وهذا يتطلب ان توفر الدولة بعض المعينات المطلوبة لتلك المشروعات حتى نحافظ على موقعنا الاقتصادي المميز والذي عرف به السودان منذ سنوات خلت. والله الموفق عبدالرحمن مصطفى