لأن المصائب لا تأتي فرادى، فجزى الله الشدائد خيراً فقد علّمتنا المزيد من التلاحم في حب الوطن ونكران الذات من أجله.. وجمع الصف وتوحيده وتقويته من أجل السودان وإنسانه أينما حل وارتحل في حاضره وأجياله القادمة، وهي التي أحيت فينا، أي «الشدائد» بعضاً من الكوامن وأكوام الشوق والذكريات الجميلة والتسامح في سوداننا الغالي والتي كادت ترتخي بفعل أفاعيل الاغتراب وهمومه، التي بعثرت الكثير من الأوراق الوطنية في دواخل البعض منا، وكادت تُنسينا معاني ومفهوم العمل الوطني الطوعي داخل منظمات المجتمع المدني، لأن الكثيرين ممن انخرطوا في هذا العمل في دول الاغتراب لم تكن لهم تجارب في السودان قبل اغترابهم، وبالتالي لم يضعوا تجارب من سبقوهم نبراساً يضيء لهم الطريق ويتعلمون من خلاله ما يعينهم من الدروس والعبر والأخذ بالمتغيرات والمستجدات التي طرأت على الفكر والممارسة في مجال العمل العام، بل ظل بعضهم حبيس المعتقدات والممارسات القديمة والعقيمة التي لا تعترف بتقدم وتطور المجتمع والاعتراف بالآخر بعيدًا عن الجهوية والقبلية المقيتة التي تساهم في تعطيل العمل وتطوره، بل ولا تؤمن حتى بالديمقراطية ممارسة حقة والإيمان بها وسيلة تُحكم الأغلبية وتحترم حق الأقلية، وتلك حقاً قمة الرجعية والجمود. إن الاختلاف في الرؤى أمر طبيعي وشيء محمود خاصة في مجال العمل الجماعي بشرط أن يكون ذلك مبنياً على رؤى واقعية وعقلانية، وكذلك فإن الاختلاف في كثير من الأحوال يعدُ مفيدًا لبلوغ الغايات أكثر من الاتفاق الصوري الذي يحجب الحقائق ويغيبها في كثير من الأمور الهامة التي تتطلب الوضوح والشفافية. ما دعاني لهذه المقدمة الطويلة هو ما أفرزته نتائج انتخابات الجالية السودانية التي جرت مؤخراً على كرسي رئاسة الجالية في العاصمة المقدسة «مكةالمكرمة» والتي فاز بها الدكتور محمد يحيى الطيب أستاذ الفقه الإسلامي في معهد دار الحديث بمكةالمكرمة التي جرت بكل شفافية وصدق شهدت عليها وباركتها القنصلية العامة السودانية بمدينة جدة. إن مسيرة العمل الطوعي تتطلب التماسك حتى يؤدي الجميع دورهم ورسالتهم تجاه السودانيين في مكةالمكرمة لأن منطق النجاح لأي عمل يتطلب قدراً من التناغم والتعاون لتحمل المسؤولية وشرف التكليف لأداء الواجب الوطني بتجرد وسماحة باعتبار أن الوطن فوق الجميع وفوق كل اعتبار آخر وفوق الخلافات الشخصية. ولا بد من القبول بنتيجة هذه الانتخابات والتعامل مع نتائجها وما أفرزته وكذلك التعاون مع من انتخبته القاعدة العريضة بقدر تعاونه مع الجميع ودعم كل عمل يخدم قاعدة الجالية السودانية العريضة كي تؤدي دورها الاجتماعي والوطني وفي النهاية لا بد من احترام حقوق الأغلبية في عملية التصويت لمن رأته مناسباً لرئاسة هيئتها التنفيذية باعتبار أن ذلك يمثل قمة الديمقراطية ووجهها الحقيقي ولا بد من الابتعاد من الزج بمثل هذه المنظمات المدنية في أتون التحالفات القبلية والجهوية التي ستكبل مسيرتها وتبعدها عن خدمة الجميع وذاتها تحت أي مبرر، وعن مفهوم القيادة تحضرني هنا مقولة أحد شيوخ دارفور إذ يقول: «الناس بيقدموا الزول عشان يمشي وراهم!!»: منتهى الحكمة وأنا هنا أوردها ليعلم هؤلاء ماذا تعني القيادة وماذا يعني أن تختارك القاعدة لقيادتها. ارتفاع احتياطي الغاز الطبيعي إلى 283 مليار قدم مربعة بالمملكة الرياض: وكالات أكد تقرير حديث لمؤسسة النقد العربي السعودي، »ساما«، ارتفاع احتياطي الغاز الطبيعي إلى 283 مليار قدم مربعة مقارنة بنحو 279 مليار قدم في عام 2009م، مشيراً إلى أن احتياطي النفط سجل نفس المعدلات في الأعوام الثلاثة 2006 و2007 و2008م. وقدر التقرير إنتاج المملكة من النفط في عام 2010م بنحو 8.2 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن الصادرات من النفط الخام بلغت في نفس العام نحو 2.4 مليار برميل. ولفت التقرير إلى أن ارتفاع الكميات المكررة في داخل السعودية إلى 691 مليون برميل مقابل 679 في عام 2009م. وقال إن الأسعار الحقيقية للنفط بلغت في عام 2010م نحو 77 دولاراً للبرميل مقابل 61 دولاراً في 2009م. وقدر التقرير إنتاج العالم من النفط بنحو 88 مليون برميل يومياً مقابل 85 مليوناً في عام 2009م. وكانت تقارير اقتصادية متعددة قد حذَّرت من ارتفاع الاستهلاك المحلي من النفط إلى نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، في ظل انخفاض أسعار البنزين والسولار ومشتقاته، وفقاً للأسعار العالمية. وأمام ذلك دعا البعض إلى إعادة النظر في العوامل المسببة لارتفاع الاستهلاك بصورة ملحوظة من أجل ترشيده لصالح الأجيال القادمة.