شعور بالتعب والإرهاق مع إحساس متزايد بالغثيان والقيء ومعاناة في التخلص من السوائل الزائدة في الجسم، هو جزء من ما يتعرض له مريض الفشل الكلوي وغيرها من أعراض تجعله أحوج ما يكون للعناية والاهتمام والرعاية... هموم مرضى غسيل الكلى بولاية كسلا لم تتجاوز أبعد من مساحة ذلك المركز الكائن بحي الميرغنية بكسلا والذي أسهم بشكل كبير في تخفيف معاناة مرضى الكلى بالولاية «الإنتباهة» قامت بجولة على المركز واستمعت لهمس المرضى وذويهم وبعض العاملين وذلك بعد أن تلاحظ انتشار مرض الفشل الكلوي فأي مرض قد تكون له غالبًا مدة محددة للشفاء منه، أما مريض الفشل الكلوي فأمامه واحد من طريقين إما أن يقوم بالغسيل طوال حياته أو إجراء عملية زراعة وهذه تتطلب متبرعًا من الأقارب ومبالغ طائلة جدًا مع توافر كافة الشروط الطبية لذا لا يجد أغلبية مرضى الفشل الكلوي إلا طريق الغسيل بكل معاناته. عبد الحميد محمد عبد الحميد أحد مرضى المركز قال إن المجتمع مازال غير متفاعل مع معاناة مرضى الفشل الكلوي وغير متفاعلين، وأضاف أن هنالك عدم دراية وجهل، وحول شكل الخدمات قال عبد الحميد «ما بطالة» إلا أننا نحس أن هنالك خللاً إداريًا واضحًا والمركز ينقصه الكثير مشيرًا بيده إلى الماكينات وقال «عاين الغبار دا» حقيقة النظافة مشكلة وهنالك بعض الذباب منتشر قال: «أنا بغسل مرتين في الأسبوع وهنالك فرق كبير في مستوى الخدمة المقدمة ابتداء من مقابلة الطبيب وحتى انتهاء عملية الغسيل وهنا لا نجد الطبيب، واليوم حتى الساعة التاسعة والنصف لم يأتِ الطبيب، أما الاختصاصي فلا يأتي إلا لمامًا، وأضاف عبد الحميد أن هنالك مشكلة للراغبين في التحويل للخرطوم ترفض إدارة المركز تحويلهم، وقال إننا نحس بأن المشكلة في المركز دا مشكلة إدارية أكثر من أنها مشكلة فنية. فيما نفى العم عمر محمد عثمان البالغ «72» عامًا هذا وقال انه يعاني من الفشل الكلوي منذ ما يقارب «5» سنوات وأجرى العديد من عمليات الغسيل في عدد من المراكز بالخرطوم ابتداء من مركز بن سيناء والشرطة وغيرها من مراكز غسيل الكلى، وقال هنا في مركز كسلا أحسن شيء والخدمات وصفها بالممتازة مشيدًا بدعم الخيرين المتواصل، وقال: أنا خلقت بكلية واحدة وبعمل غسيل مبينًا أن المرضى ونسبة للمعاناة كثيرًا ما يكونون متذمرين وزهجانين إلا أن العاملين بالمركز متفهمين تمامًا وأضاف ضاحكًا بالمناسبة «أنا ما مؤتمر وطني أنا اتحادي ديمقراطي لكن حقيقة كلامي دا بقولوا عشان دي الحقيقة، ففي السابق كانت عملية الغسيل مكلفة جدًا إلا أنها الآن مجانية. مرتضي حسين شاب في الأربعين أكد انه أصيب بالفشل منذ «2010م» ويخضع للغسيل مرتين في الأسبوع، وقال: أنا أشعر بعد كل عملية غسيل بتعب ودوار «متدروخ» بالإضافة إلى الزيادة بمعدل ما يقارب «3» كيلو وأتعرض بعد جلسات الغسيل لبعض المضاعفات مثل الشد العضلي الذي يستمر غالبًا بعد الجلسة حتى نهاية الليل بالإضافة إلى القيء والكحة وانخفاض ضغط الدم، وقال مرتضى هنالك مشكلة حقيقية في حقنة الحديد فهي غير متوفرة وان وجدت تجدها غالية. وأشاد محمد العوض الأصم بمستوى الخدمات الطبية المقدمة ووصفها بالراقية عدا بعض الإشكالات المتمثلة في حقنة الحديد، وأضاف: أنا في حاجة إلى «3» غسلات في الأسبوع ولكن ونسبة لنقص المحاليل تقرر أن تكون مرتين في الأسبوع، وحول الخدمات الطبية والمتابعة أكد الأصم أنها جيدة. وانتقد المريض عيسى محمد دين أداء الأطباء، وقال إنني أُجري عمليات الغسيل منذ «7» سنوات طوال هذه الفترة لم التقِ الاختصاصي إلا نادراً وأحيانًا اصر على الذهاب إليه في عيادته الخاصة، وقال إن المركز يعاني من خلل إداري واضح، وكثيرًا ما نلاحظ عبارة النقص في الجوانتيات والمحاليل. «الإنتباهة» التقت من خلال جولتها بالمركز على العاملين بقسم الخدمات الاجتماعية وقفت على عمل القسم والذي هو بناءً على إفادات العاملين لا توجد جهة حكومية تقدم دعمها لمرضى المركز عدا ديوان الزكاة الذي تكفل بإدخال مرضى المركز في مظلة التأمين الصحي واستخراج بطاقات التأمين الصحي بجانب دعم فردي لبعض الأفراد من شرطة الولاية ومؤكدين أن علاج مرضى الفشل الكلوي مكلف مشيرين لدعم الخيرين. فيما أشار مصدر مسؤول فضل عدم ذكر اسمه إلى أن المركز بدأ عمله منذ «2007م» ب«10» ماكينات ماركة رحى السعودية بتبرع من محسن سعودي وبدأ بيومين في الأسبوع وتدرج إلى «4» أيام ثم إلى «6» أيام وبوردية واحدة وغسلتين في الأسبوع للمريض، ومؤخرًا تمت إضافة «3» ماكينات حيث تم إنشاء عنبر خاص لالتهابات الكبد الوبائي مؤكدًا أن خدمات المركز تقدم مجانًا وتطرق إلى مشكلات المركز حيث وصفها بالقصور الإداري، وعزا ذلك لسيطرة كل التفاصيل في يد المدير الطبي وكل من خالفه الرأي يتم إبعاده بالنقل التعسفي، وأشار ذات المصدر إلى عدم المتابعة الطبية وغياب الإشراف الطبي من قبل الطبيب المشرف، ونفى ذات المصدر مايشاع عن أخطاء طبية وفنية بالمركز. وحول ذات الأمر حاولت «الإنتباهة» الاستفسار والاستماع لرأي الإدارة التي لم تكن حاضرة حتى التاسعة والنصف بالرغم من أن المرضى كانوا يخضعون لعمليات الغسيل وعند حضورها رفضت الإدلاء بأي تصريح قبل إذن مسبق من وزارة الصحة.