الإهمال الذي يجده مرضى الكلى بولاية شمال دارفور أمر محير للغاية فقد شهد هذا المركز الأسابيع الماضية بالفاشر، شهد نقصً حادًا للمحاليل الأمر الذي جعل مركز غسيل الكلى يخاطب وزارة الصحة بشمال دارفور بأن هناك نقصًا في المحاليل وإذا لم يتم توفيره بأسرع ما يمكن فالمركز يقفل وكان الخطاب بتاريخ الثامن من يوليو لهذا العام، وحينما علم المرضى باحتمال قفل المركز سارعوا إلى وزارة الصحة وقاموا بتقديم شكوى للوزير فوعدهم وزير الصحة بحل تلك الإشكالية وجلب المحاليل من المركز وبالفعل أوفد الوزير مدير عام الوزارة لهذا الغرض إلى الخرطوم، وعلمت «الإنتباهة» أن المحاليل موجودة في الولاية فيما سافر عدد من المرضى إلى الخرطوم لإجراء عمليات الغسيل هناك فيما ابدى عدد منهم وذويهم ل«الإنتباهة» استياءهم من نقص المحاليل وتساءلوا لماذا تتم معاملتهم هكذا فقط لأنهم ابتلاهم الله؟؟ فالحقيقة المرة هي أن معاناة مرضى الكلى بالفاشر أصبحة روتينية ومتجددة والمرضى في حالة زيادة يوميًا مقارنة مع عدد الماكينات وان عدم الاستمرارية في الغسيل لهم يعرض حياتهم للخطر وفي جولة «الصحيفة» داخل المركز وجدت إحدى المرافقات تدعى هادية محمد عبد العزيز وهي مرافقة لزوجها محيي الدين موسى الذي تعب في مكان العمل وتم إسعافه إلى المركز قالت إن زوجها يُجرى له الغسيل مرتين في الأسبوع إلا انه ستة أيام لم يجرَ له الغسيل وبعد أن دخل في حالة حرجة بعدها تم إجراء الغسيل له، اتصلنا بالمدير الطبي للمركز الدكتور احمد عبد الحميد فقال لنا عبر الهاتف إن المشكلة تكمن في نقص المحاليل وان المركز قد خاطب وزارة الصحة وأكد أن الكمية قد تنفد تمامًا ما لم يتم جلب المحاليل. فيما أكد المهندس بمركز غسيل الكلى محمود عباس ل«الانتباهة» أن المشكلة في نقص التحاليل ولا يوجد أي إشكال في الجانب الفني أو التقني وان هنالك مكنتين متوقفتين بسبب الاسبير وان الماكينات العاملة الآن خمس، فيما أضاف فني تمريض حسن مصطفى ل«الإنتباهة» أن عدد المرضى المداومين لعملية الغسيل «28» مريضًا دون الحالات الطارئة ويتم تحويل اقل عدد حوالى خمسة من المرضى للمركز لإجراء العمليات لهم هناك، وانه بعد النقص في المحاليل اضطررنا لإجراء الغسيل مرة في الأسبوع لان الكمية الموجودة تكفي لأسبوع فقط. المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور الدكتور خالد عبد النبي قال ل«الإنتباهة» عبر الهاتف من الخرطوم التى ذهب اليها في مهمة جلب محاليل مركز غسيل الكلى وقال انه استلم التصديق موضحًا ان أسباب تأخير استلام المحاليل وتأخير تصديقه هو أن التقرير لم يأتِ إلى المركز المركزي من المركز الولائي وان هذه المشكلة قد تُحل. ويرى بعض المراقبين ان القصور من جانبين وهو أن وزارة الصحة بشمال دارفور هي التي تأخرت في عملية المتابعة وجلب المحاليل بصورة فورية واشاروا انه إذا لم يذهب المرضى للوزارة والقيام بالضغط عليها لما تحركت الوزارة وقالوا ان هناك احتمالاً ولو ضئيلاً في عدم رفع المركز تقريرًا للوزارة يوضح فيه تفاصيل هذا الأشياء وان هناك نقصًا في المحاليل حتى تتمكن الوزارة بالولاية من مخاطبة المركز المركزي والقيام بالتصديق وجلب المحاليل.. وعلمت «الإنتباهة» من مصادرها أن المركز الولائي يمد الوزارة بالتقارير الدورية عكس ما يقال عن تأخير المحاليل بسبب عدم التقرير وفشلت جميع محاولات «الإنتباهة» في الوصول الى مدير المركز الدكتور بدرالدين عبدالرحمن.. عمومًا هذا هو حال مرضى الكلى بالفاشر ومعاناتهم مع المرض والمركز فهم بين سندان المركز ومطرقة الإهمال والله يكون في العون .