كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة هروب الأزواج من المنزل والإلقاء بعاتق مسؤولية الأبناء على الزوجه التي تقوم بأداء دور الأم والأب في آن واحد وتتعدد أسباب هروب الأزواج من منازلهم وكل يلقي اللوم على الآخر «البيت الكبير» أجرى استطلاعًا لمعرفة أسباب هروب الأزواج وخرج بالحصيلة الآتية: في بداية الاستطلاع تحدثت لنا سعدية عبد الجليل «ربة منزل».. قائلة: إن هنالك عدة أسباب تدفع الرجل للهروب من المنزل منها خروج المرأة إلى سوق العمل وتحملها الكثير من مسؤوليات المنزل جعلت الزوج أو الأب لا يحس بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأضافت أن هذا الوضع ينقص من رجولته باعتباره المسؤول الأول من الإنفاق على الأسرة. ويوافقها أحمد حمدان «موظف».. قال بغضب شديد إن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن هي التي تجعل بعض الأزواج يتهربون من المنازل لعدم المقدرة على الإنفاق على الأسرة، وأضاف أحمد أنهم يحسون بتأنيب الضمير أمام عجزهم عن تلبية حاجات الأسرة والأطفال المتزايد خاصة بعد ارتفاع الأسعار لذلك يفضلون الابتعاد عن المنزل حتى لا يحسون بالعجز أمام الأطفال في وسط ظروف ليس له يد فيها. كما قال وليد عبد الله دائمًا يهرب الزوج من المنزل عندما يحس بأن وجوده في المنزل لا يعني أكثر من شراء مستلزمات البيت أو تراه صاحب دكان فقط ولا تحسسه بأنه كأب مسؤول عن تربية الأطفال وأنه راعٍ لهم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وأضاف وليد أن في المجتمع الشرقي تجد المرأة لا تهتم بنفسها إلا عند الخروج للمناسبات ونظرتها للرجل كمصدر دخل فقط ودوره فهو مسؤول عن تلبية طلبات الأسرة من أكل وشراب، أما الاهتمام بالراحة لا يعني لها شيء وهذا يؤدي إلى هروب كثير من الأزواج من منازلهم أو بالزواج مرة ثانية. عثمان أبوبكر يرى أن المرأة هي المسؤول الأول عن هروب الرجل من المنزل فبعض النساء لهم جرعات مضاعفة من النكد ومقدرة فائقة على افتعال المشكلات من لا شيء فنجدها كثيرة الطلبات ولا تراعي ظروف الزوج المالية مما يسبب له ضغطًا عصبياً فلا يوجد مفرًا إلا الهروب من المنازل وقضاء أغلب وقته في الخارج. وبعض النساء يقومن بوضع قائمة من الشكاوى واللوم والعتاب أول ما يأتي من العمل تستقبله استقبالاً حافلاً وهذا الأمر يترتب عليه الكثير من المشكلات حتى يكون الهروب سببًا رئيسًا في معركة يومية، وفي الظروف الحالية المرأة ليست لها القدرة في التعامل مع مشكلات الأبناء بحكمة بعيدًا عن الصراخ والشتائم في أسلوب الحوار. لملمنا أوراقنا ووضعناها في طاولة علماء الاجتماع فأجاب الأستاذ محمد أحمد علي أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها من الأزمات الاقتصادية المتوالية تجعل الكل في حالة صراع من أجل كسب لقمة العيش وتوفير الحياة الكريمة له ولأسرته والحياة الاجتماعية أصبحت مختلفة عن الحياة الماضية، والزوجة الآن أصبحت لا تُحس بحضور الزوج في المنزل فيصبح حضور مشتري وبائع مما يجعله يعتزل ويرغب بالخروج كثيرًا من المنزل، ولكن يجب على الزوجة تقديم الخدمات له عند عودته إلى المنزل هذا يجعل الرجل يحس بأن له مكانة خاصة في المنزل، ويرى الباحث الاجتماعي أن على الزوجة أن تحس بالاطمئنان وهي تقوم بخدمة زوجها وتحافظ على أسرتها وأن لا تفكر في الأفكار التي تهدم الأسرة، وذلك يجعل الزوج قربيًا من أفراد أسرته وبجانب زوجته.