بمشاركة أكثر من ثلاثين عالمًِا ومختصًا من خارج البلاد انطلقت فعاليات مؤتمر حقوق الإنسان بين الشعارات والحقائق بالخرطوم، وشرَّفه بالحضور نخبة من العلماء والحقوقيين وهو مؤتمر تنظمه قناة طيبة الفضائية بالتعاون مع مجلة البيان السعودية والمركز العربي للدراسات الإنسانية بجمهورية مصر، حيث شرَّف جلسته الافتتاحية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية ومعالي وزير الإرشاد والأوقاف التونسي الشيخ/ د. نور الدين الخادمي.. (الإنتباهة) وثقت هذا المؤتمر لجلسته الأولى عبر هذه المساحة: الجهاد الحضاري التونسي تحدَّث مفتتحاً للبرنامج فضيلة الشيخ/ نور الدين الخادمي وزير الإرشاد والأوقاف التونسي حامدًا الله تعالى على نعمة إزالة طاغوت تونس، معرفاً بحال الناس قبل قيام ثورتهم المباركة التي كانت نتيجة ضغط وظلم واستبداد استمر لخمسين سنة؛ أُقصي فيها العلماء، وأُغلقت الأوقاف، وضيِّق فيها على الناس في أمر دينهم، ومع هذا الإقصاء للدين عن حياة شعب تونس إلا أنهم صبروا، وظلوا يجاهدون الجهاد الحضاري والعلمي، ولما مكنوا من الاختيار لم يقدموا على خيار الإسلام بديلاً.. وقد ذكر فضيلته أن القرآن ناطق بهذه الحقوق الإنسانية التي عُقد لها هذا المؤتمر، فهذه الحقوق تسري في نصوص القرآن والسنة وآثار الصحابة؛ فالناس يحفظون مقالة عمر التي خرجت من مشكاة النبوة: «بم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟»، والمراد: بأي مسوغ كان هذا الظلم منكم؟ وقد ذكر الشيخ الوزير أن الأثر أرشد إلى أن حقوق الإنسان أمر ملازم له، وجد بوجوده، وليست الحقوق طارئة حادثة؛ فإن الله أوجدها لما خرج لهذه الحياة، فهو حق مركوز في الخلق أصيل في الطبع... ثم ختم حديثه مجدِّدًا شكره ومؤكدًا سعادته بأنه في هذه البلاد التي يحبها ويحب أهلَها أهلُه، وليس أدل على ذلك من أن طريقاً (نهجاً) حيويًا مهماً بوسط العاصمة التونسية يسمى ب (السودان). شراكة شرعية فضيلة الشيخ/ د. عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان تقدم بشكره للوزير التونسي ومعرّفًا الحضور بأن الأرض التونسية أرض العلماء، وقال: من تونس جاء العلامة الطاهر بن عاشور، ومنها مالك الصغير ابن أبي زيد القيرواني رحمهما الله، ولم يفُت على الشيخ أن يؤكد أن هذا الوزير إنما هو ثمرةٌ من ثمار الربيع (الإسلامي) المبارك.. وبيَّن الشيخ أن المؤتمر شراكة شرعية بين قناة طيبة ومجلة البيان والمركز العربي للدراسات الإنسانية، وختم الشيخ برسالة شكر إلى رئيس الجمهورية الذي رعى هذا المؤتمر. طوام الميثاق الشيخ د. أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة البيان السعودية بدأ حديثه بشكر لرئاسة الجمهورية، ثم طرح سؤالاً: هل نسمي هذا العصر بعصر الأكاذيب الكبرى؟ وأجاب نفسه بنفسه: ربما يكون ذلك كذلك.. ومناسبة السؤال: أن هذه الدول الغربية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان كاذبة في تبنيها لهذه القضية. ومما جاء في كلمة الشيخ: أن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان أعلن سنة «1948م» واحتوى الميثاق على مواد ومواثيق إيجابية، ولكنه مشتمل على طوام كثيرة، تتركز في محاور ثلاثة: الأول: اشتماله على مواثيق تعبِّر عن الخلفية الثقافية الغربية وتسوِّق لها باعتبار أنها يجب أن تسود، وفي الجمعة الماضية «22/6/2012م» أقيم بالبيت الأبيض احتفال للشواذ! الثاني: وضعت كثير من المواثيق لتحقيق مصالح الأقوياء.. الثالث: الإنسان عندهم إنسانهم! قالوا: حقوق الإنسان! وقلنا: أي حقوق؟ وأي إنسان؟ هل الإنسان الفلسطيني، والصومالي، والأفغاني، والعراقي، والبورمي، والسوري... هل هؤلاء ممن يعترفون بأن لهم حقاً وأنهم بشر؟ وختم الشيخ بأمرين: الأول: أن أهم رسالة في هذا المؤتمر: نحن المسلمين لنا حقوق، وهي التي فرضها لنا ربنا، وأما الحقوق التي ادعاها أدعياء العدالة فننظر فيها، فما وافق شريعة ربنا قبلناه؛ لا لأنها جاءت منهم، وإنما لكونها ديناً، وما خالف شرع ربنا رددناه.. الثاني: حديث يدل على تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة هذه الحقوق، وأن من اعتدى عليها كان ظالمًا لا بد أن يلقى جزاءه يوم العرض على ربه.. انتهاكات الغرب لحقوق الإنسان مستشار رئيس الجمهورية/ د. مصطفى عثمان إسماعيل بعد ترحيبه بالضيوف الكرام عرف بانتهاك الغرب لحقوق السودان واتهاماتهم الباطلة له، وقد أثنى المستشار على اختيار هذا الوقت لإقامة هذا المؤتمر، وبيَّن أنه يرجو أن يخلص إلى حقوق الإنسان في الإسلام لتشمل كل إنسان؛ المرأة والطفل والرجل والشاب والصغير والكبير والأبيض والأسود والقوي والضعيف، وقال إن قيمنا الإسلامية تناسب كل عصر من العصور ولا بد من الحديث عن انتهاكات الغرب لحقوق لإنسان فهم الذين يتشدقون بشعارات حقوق الإنسان! وقد تعجب د. مصطفى من الطريقة التي تنتهجها أمريكا، هذه الدولة التي ترفض أن تكون عضوًا بمحكمة الجنايات الدولية، ثم تلاحق كل دولة تستضيف الرئيس البشير المطلوب لدى هذه المحكمة، مشيراً إلى أن حقوق الإنسان ليست خاضعة للأهواء البشرية، وإنما لشريعة ربانية. الشأن السوري تحت عنوان: «حقوق الإنسان وقضايا المسلمين سوريا نموذجاً» بدأت الجلسة الثانية، وأدارها الخبير القانوني ووالي الشمالية الأستاذ/ فتحي خليل حيث تناولت الجلسة ورقة الدكتور خير الله طالب (من سوريا) وقد عرف مقدم الورقة بحال الإخوة في سوريا، واكتفى في سرده للأرقام والإحصاءات بما اعترفت به منظمات غربية؛ منظمة: «هيومن رايتس ووتش»، و«منظمة العفو الدولية»، التي جاء تقريرها عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في «70» صفحة.. وعرج الشيخ إلى أكذوبة الحرب الأهلية التي ينفخ فيها حلفاء النظام السوري، وبيّن أن المراد من إشاعة هذه الأكذوبة أمران: الأول: أن يقبض الداعمون أيديهم.. الثاني: أن يتدخل حلفاء النظام عسكريًا في الوقت المناسب إذا شهدوا احتضار الطاغوت الأسدي ودنو أجله.. وقد ختم فضيلته كلمته بالتأكيد على تفعيل وتطوير العمل الإغاثي، وتفعيل ودعم الخطاب الحقوقي الإعلامي. اللاجئون السوريون ثم أُتيحت الفرصة للأستاذ زايد حماد من الأردن للحديث عن اللاجئين السوريين في الأردن.. وبعد أن عرف بحالهم وما هم فيه من كرب وضيق وشدة لا يحيط بقدرها إلا الله عرَّف الناس بدور المؤسسات الإغاثية الغربية في سوريا، وقد أبان أنها مؤسسات استخباراتية، لا يشك أحد اطلع على استباناتهم التي يوزعونها في ذلك، وهم يقومون بدور مخجل في سوريا، فبعض هذه المؤسسات وزعت في عام كامل (2500) طرد فقط للاجئين! وبعضها قامت بإنشاء مستوصف طبي بتكلفة (2000) دولار، مع أن تكلفة التشغيل الشهرية لهذه المنظمة (50.000) دولار! ثم عقب د. حسن حاج علي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، وأكد عدم التعويل على هذه المنظمات، وإنما على الله ثم الشعوب المؤمنة. واختتم الجلسة البروفيسور/ علاء الدين الأمين الزاكي بقوله: إن القضية السورية فضحت هذه المنظمات الغربية التي تكذب برفعها لشعارات حقوق الإنسان، وسوف يختم المؤتمر جلساته اليوم بتشديف السيد رئيس الجمهورية