انطلقت مساء السبت فعاليات مؤتمر "حقوق الإنسان بين الشعارات و الحقائق" والذي يقام برعاية رئاسة الجمهورية السودانية و بتنظيم مجلة البيان الإسلامية وقناة طيبة الفضائية والمركز العربي للدراسات الإنسانية ويستمر حتى مساء الاثنين المقبل. و بدأ المؤتمر بآيات من القرآن الكريم ألقاها الشيخ محمد عبد الكريم الشيخ ثم استمع الحضور إلى كلمة وزير الأوقاف التونسي الدكتور نور الدين الخادمي، و تحدث فيها عن التجربة التونسية في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي و انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرض لها الإسلاميين في تونس، و أكد الوزير على أن الله سبحانه وتعال يريد حفظ هذه الحقوق ومن حفظها فهو ممتثل لإرادته ومن عارضها فهو مصادم لعقيدة الإسلام. وأضاف أن حقوق الإنسان تسرى في ثنايا الشريعة والسنة النبوية الشريفة و خير دليل على ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "فيما استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرار" ، و أكد الخادمي أن الاستعباد من أعظم الجنايات والكبائر، وقال : "إن الحرية والكرامة هي الإنسانية هي تخلق مع الإنسان ليس أمرا طارئا في حياة الإنسان، الإنسانية هي الحرية هي الكرامة هي المسؤولية"، واختتم وزير الأوقاف التونسي كلمته بتقديم الشكر للحضور ثم تحدث الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة البيان وقال في بداية حديثه: "أتقدم بخالص الشكر لرئاسة الجمهورية على رعاية المؤتمر وكل من ساهم في نجاح المؤتمر، هل يمكن ان نسمي هذا العصر بعصر الأكاذيب الكبرى، أكاذيب في الشعارات و المعاهدات و النداءات و السياسيات الدولية، لكن من هذه الاكاذيب التي سوق لها في وسائل الإعلام هي اكذوبة حقوق الإنسان، الميثاق العالمي لحقوق الإنسان أعلن عام 1948 بعد سلسلة حروب دمرت الحرث والنسل في العالم. وتابع الصويان قائلا إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فيه الكثير من المشاكل ومنها أن الكثير من المواثيق التي تستند إليه، تنشرها مؤسسات حقوق الإنسان الدولية للترويج للثقافة الغربية وقيم الرجل الغربين وأضاف قائلا: "ينبغي ان تفرض هذه القيم على جميع من سواهم، لذلك نجد الكثير منها لا يقبلها العقل البشري، ومع ذلك فهي موجودة وتفرض في المعاهدات الدولية، مثل حقوق الشواذ و الحرية الجنسية، هذه الأمور أصبحت حقوق يتم التسويق لها وكأنها جزء من حرية الشخص, مثل حقوق المرأة وحق القوامة، يراد بتلك الحقوق أن تفرض على الأمة العربية". وأوضح رئيس تحرير مجلة البيان أن هذا الشعار أصبح يردد بهدف تنفيذ مصالح الأقوياء، وتابع قائلا:" القوي هو الذي يفرض أجندته في تلك المعاهدات، رغما عن غيره، ولذلك تستخدم المنظمات الدولية، من أجل بسط النفوذ والهيمنة و الإبتزاز السياسي وفرض الأجندة الدولية على الكثير من الدول العربية". وقال الصويان: "الحقوق التي يتحدثون عنها، هي حقوق فرضت من منطلق القيم الغربية، هل الإنسان الفلسطيني في الموازين الدولية يعد إنسان له حقوق، الإنسان العراقي كذلك الذي يسحق بالأسلحة المحرمة دولية، و الإنسان الصومالي الذي ينهك بالجوع والقهر و الظلم والعالم يتفرج، لربما يسوقون لبعض هذه الشعارات في إعلامهم، لكنهم لايعتبرو هؤلاء من بني الإنسان ولهم حقوق، بل أنهم يمارسون أبشع الجرائم بحقهم". ثم ألقى الشيخ عبد الغني التميمي رئيس رابطة علماء فلسطين في الخارج قصيدة لخص بأبياتها التي ألهبت حماسة الحضور الوضع التي تمر به الأمة الإسلامية، كما اثنى فيها على الشعب السوداني وحسن ضيافته للمؤتمر. و حضر المؤتمر كذلك ممثل رئيس الجمهورية السوداني د. مصطفى عثمان اسماعيل، وقال في كلمته :" إن أعداء الأمة يستخدمون شعارات حقوق الإنسان كوسيلة للانقضاض على حضارتها وثوابتها، وثوابت دينها، وجعلوا من قيم حضارتهم مقياسا للحكم على الشعوب الإسلامية، وقد عانت هذه البلاد من كيدهم ومكرهم وجعلوا من دفاع دولتنا عن حدودها و كرامة مواطنيها اضطهاد و تطهير عرقي، إننا نحتكم إلى قيم الدين وأخلاق المسلمين في تعاملنا مع المواقف والمبادئ، و العدو والصديق. وتابع إسماعيل قائلا: "ان حقوق الإنسان في الإسلام ليست خاضعة للأهواء البشرية، ولا للاختيارات الإنسانية، بل هي متوارثة عن مرجعية واحدة ربانية بعيدة عن الهوا". و أضاف أيضا:" حقوق الإنسان في ديننا، شاملة حق المرأة و الفقير و العاجز مسلم وغير مسلم، حقوق الإنسان عندنا ليس مثلهم قاصرة على جنس دون غيره، لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى.. إن أحكام ديننا قابلة للتطبيق في كل عصر ومصر". وأكد ممثل الرئيس السوداني أن جرائم الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني شاهدة على كذبهم ورائحتها فضحتهم، وقال إسماعيل: "في ظل حرص الغرب على حقوق الإنسان تحول الدم السوري للمساومة و الابتزاز، وكذلك فإن الولاياتالمتحدة تحذر أي دولة من تسليم أي مواطن أمريكي لمحكمة الجنايات الدولية، و توافق في نفس الوتق على تحويل قضية السودان إلى المحكمة ، وكذلك أيضا ترفض تحويل قضية جرائم الكيان الصهيوني إلى المحكمة الدولية. ثم تحدث الدكتور خير الله طالب رئيس هيئة الشام الإسلامية في كلمة سريعة عن الثورة السورية و الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين، وقال إن هذه الانتهاكات لا تستثني أحدا". مضيفا : "بأن الثورة السورية أحدثت في الشعب تغييرا بسببه قام الشعب السوري ولم يجد خير من شعارات ترفع اسم الله تعالى، كفاح الشعب السوري جزء من كفاح الأمة المسلمة، انتهاك حقوق الإنسان في سوريا طال الأطفال و النساء و الرجال، واستهدف بذلك الصحفيون و مثال تلك الانتهاكات إطلاق القذائف على المنازل و اضرام النار في البيوت، و تعذيب النساء في السجون". ثم ألقى الشيخ زيد حماد رئيس جمعية الكتاب و السنة في الأردن كلمة تحدث فيها عن معاناة اللاجئين السوريين في الأردن وأساليب الابتزاز التي تستخدمها مؤسسات الإغاثة الدولية أثناء تقديمها للمعونات، مؤكدا بأنها لا تقدم شيء دون مقابل. أما الدكتور حسن حاج علي فقد كان له مداخلة سريعة قال فيها : "إن ما يجري في سورية يجب ربطة بما يحدث في مناطق أخرى في العالم للمسلمين، حينما ننظر إلى أحوال المسلمين في العالم فإننا نجد أن المعايير التي تتعامل بها مؤسسات المجتمع الدولي تختلف من مكان لأخر، لأن ذلك يرتبط بمصالح من يوجه تلك المؤسسات". بدوره الدكتور علاء الدين الزاكي قال : "إننا لا نتوقع من المؤسسات الدولية أن تعطي الحق لإنسان المسلم، لأنها تتبادل الأدوار، خاصة فيما يتعلق بقضايا المسلم، مثلا فإن قضية فلسطين تتبنى الولاياتالمتحدة حق نقض الفيتو وفي القضية السورية تتبنى روسيا حق النقض الفيتو. و أشار إلى أن حقوق المسلمين في العالم منتهكة وغير معترف بها بسبب التجاهل الدولي المقصود لقضاياهم.