حضرت ولم أجدكم يا أسامة ** وعدت كفارس كسروا حسامه أتيت لداركم أرجو لقاءً ** بخف حنين عدت وبي ندامه
بيتا الشعر أعلاه والمشحونان بالعتاب كتبهما ضمن قصيدة مطولة شخص يُدعى نور الدين منان مقيم بواشنطن لرجل الأعمال المعروف أسامة داود ونشرهما الموقع الإلكتروني «المنتدى النوبي العالمي».. وإن كان ابن جلدة أسامة عاتب عليه فالحكومة هي الأخرى ستكون قد تجاوزت مرحلة العتاب تجاه داود إلى الغضب إن لم يكن محطة أخرى أكثر غلظة بعد الأسرار التي نشرها الموقع ذائع الصيت والذي بات بعبعًا للجميع «ويكليكس» ونجحت الزميلة إنصاف العوض في ترجمة عدة تقارير منه، من بينها التقرير الذي حوى هجوم أسامة العنيف والقاسي على الحكومة وقيادات بالوطني والذي قد يقلل البعض منه كونه ليس سياسياً لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير لجهة أن أسامة من أكبر رجال الأعمال في السودان ويدير إمبراطورية ضخمة من الاستثمارات تبدأ من توكيل مشروب الكوكا كولا الأمريكي رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على الخرطوم من قبل الإدارة الأمريكية في العام 1997 في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون وتم تجديدها بشكل أكثر تضييقًا على رقبة الحكومة في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش.. وقد تكون الحجة بالسماح للكولا كونها تنتج من مواد مركزة تحسب في عداد السلع الغذائية كما يعمل أسامة في مجال الدقيق «سيقا»، و«الألبان كابو» واستيراد السيارات «الميتسوبيشى والمرسيدس» وتوزيع المعدات الزراعية ومجال المقاولات بل إن الرجل اتجه إلى الاستثمار في مجال الترفيه بإنشاء أول ملعب للغولف في السودان يتردد أن الاشتراك السنوي نحو «50» ألف جنيه وسبقه بإنشاء «كوفي شوب» في قلب الخرطوم في شكل جزيرة «أوزون» جلّ رواده من الأجانب!! وبالتالي رجل بهذه الأذرع في شتى المجالات الاستثمارية يكون من أبرز المراقبين للشأن الاقتصادي بالبلاد وبحسب ما جاء فى ويكليكس ونشرته «الإنتباهة» أمس أن أسامة ضاق ذرعًا بالطريقة التي تدير بها الحكومة البلاد في اجتماع ضمه هو والقائم بالأعمال الأسبق بالسفارة الأمريكيةبالخرطوم البرتو فيرنانديز في 23يناير 2008 شكا من وزارة المالية واتهم الحكومة بعرقلة الاستثمار الأجنبي في السودان كما فضل وزير الخارجية الأسبق دينق ألور على خليفته علي كرتي رغم كشف وثائق ويكليكس عن تورط ألور في عمله ضد الحكومة التي كان جزءًا منها.. وباختصار أطلق الرجل حزمة من الاتهامات كان أخطرها تبرأه من جنسيته بإشارته إلى أنه أصبح يدَّعي أنه من مدينة دبي الإماراتية بسبب حادثة المعلمة جوليان «بريطانية الجنسية» التي شوهت سمعة السودان في الخارج بحسب حديثه.. وللذين تناسوا قصة جوليان التي وقعت في نهاية نوفمبر 2007 فهي إحدى معلمات مدرسة الاتحاد العليا بالخرطوم اتُّهمت بإهانة العقائد الدينية والإساءة لمقام النبي الكريم وأُودعت الحبس في أعقاب إحضارها دمية في شكل دب، وأطلقت عليه اسم الرسول الكريم «محمد» وقامت بإرسال خطابات لأولياء أمور الطلبة بذات الشأن الأمر الذي وجد استنكاراً واسعاً من أولياء الأمور مما دفع إدارة المدرسة إلى فصلها وكتابة بيان يحمل اعتذارًا رسميًا موجه لطلابها وعائلاتهم، وإلى كل المسلمين معتبرة أن ما حدث تصرف فردي خالص لا يمتّ بصلة لتقاليد المدرسة، ولعل ذكر أسامة للحادثة ربما لكونه يحمل جنسية بريطانية ومتزوج من سيدة من الغرب الأوربي. أسامة من رجال الأعمال الذين يؤثرون بطرائق مختلفة في كثير من القرارات الاقتصادية على سبيل المثال يشاع أن داود من الذين ضغطوا في اتجاه إيقاف السيارات المستعمَلة بعد أن تضررت مبيعاته من طراز المتسوبيشي والمرسيدس وهي سيارات باهظة الثمن مقارنة بالسيارات كورية الصنع.. ومهما يكن من أمر فإن تصريحات أسامة إن صحت مثلها مثل رمي كرة الغولف في حفرة صغيرة لا تتأتّى إلا بالدقة والمهارة والتركيز، وهي صفات أحوج ما يكون لها أسامة بعد ويكليكس.