هبّ الشعب المصري في 25 يناير 2011م ليُنهي حكمًا عسكريًا ابتدأ من قيام ثورة 23 يوليو1952 والتي قادها البكباشي «جمال عبد الناصر» مرورًا بحكم «أنور السادات» وانتهاء بحكم المشير «محمد حسني مبارك» الذي أطاحه الشعب المصري في ثورته وإسقاط النظام مقدمًا أرتالاً من الشهداء والجرحى امتدادًا لشهداء الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين ورموزها كالشهيد حسن البنا والهضيبي والشهيد سيد قطب وغيرهم وتكلل هذا الكفاح بأن فاز ممثل الإخوان المسلمين د. محمد مرسي عن حزب الحرية والعدالة الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بعد صراع محموم بينه وبين رموز النظام السابق الذي أسقطه الشعب في ثورته الفريق احمد شفيق من المؤسسة العسكرية.. تم تنصيب الرئيس الجديد د. محمد مرسي وأدى اليمين الدستوري في يوم 30 يونيو2012 مما دفعني لكتابة هذا المقال لارتباط هذا التاريخ بيوم 30 يونيو «1989» ميلاد ثورة الإنقاذ الوطني بالسودان بقيادة طليعة من الضباط والمدنيين المشهود عنهم توجههم الإسلامي ومن كوادر الاتجاه الإسلامي بالجامعات والمؤسسة العسكرية نفسها وطرح السؤال وقتها من أين أتى هولاء؟ فقد جاؤوا من رحم الشعب السوداني الذي عُرف بالتدين وتعمير المساجد ونور القرآن واستشهد من رموز هذا الاتجاه عددٌ كثير خلال الحقب السياسية التي مرت على السودان حتى تمكن هذا الاتجاه وقاد البلاد الى نحو ربع قرن من الزمان. إذا تكرر السيناريو في 30 يونيو في مصر وتشابك مع 30 يونيو في السودان رغم البعد ألزماني والجغرافي فهل هي الصدفة وحدها التي جعلت تنصيب د. مرسي وأي إشارة هذه وأي تقدير مقدور جعل هذا التزامن وحقًا كما الفنان الكابلي في رائعته: مصر يا أخت بلادي يا شقيقة وبحكم هذه الاقدمية المطلقة في السودان في تجربة الحكم الإسلامي وتطبيق شرع الله على التجربة الحديثة في مصر «مرسي» نتساءل هل نتوقع أن يلجأ الإخوان في مصر الى الإخوان في السودان لتقييم التجربة السودانية رغم التحديات التي واجهتها؟ وهل التجربة السودانية هي الأجدر بالتطبيق؟ وهل تأتي رياح الجنوب بما لا يشتهي السفن في الشمال؟ هل يحافظ الاتجاه الإسلامي في مصر بعد تربعه كرسي الرئاسة على وحدته ام سيشهد انشقاقًا ومفاصلة كما شهدها جنوبالوادي؟ هل ينجح الاتجاه الإسلامي في مصر في مجابهة التوجه العلماني كما واجهه التوجه الإسلامي في السودان؟ الى أي حد سيكون تأثير مرشد الجماعة في مصر على قرارات الرئيس المنتخب والى أي مدى سيتطابق هذا التأثير مع ما جرى عليه في السودان وادى الى المفاصلة الشهيرة والصراع بين المجلس الوطني ورئاسة الجمهورية في السودان ونشوء حزبين للجماعة «الوطني والشعبي» نتمنى لدكتور محمد مرسي اول رئيس مدني لمصر بعد 60 عامًا من الحكم العسكري التوفيق وإزالة مخاوف كل الأصوات التي ارتفعت منددة بقيام الدولة الدينية/ المدنية في مصر وان يحقق النظام القائم في السودان بتوجهه الإسلامي تطلعات الشعب السوداني ليكون بذلك أكبر عمق استراتجي للإخوة في شمال الوادي لاستكمال مرحلة النهضة والتنمية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التي شاع نورها وبشر بها الرئيس دكتور مرسي في «30» يونيو «2012» والله اكبر والعزة للإسلام .. لواء شرطة «م» د. مأمون السيد إدريس