مسافة قصيرة تفصل بين الخروج للشارع في تظاهرة سلمية وبين الخروج لأجل إحداث تخريب ونشر الفوضى وهو الأمر الذي يصعب تحديده وتمييزه بين الاثنين في كثير من الحالات إذ أن الأولى من اليسير أن تتحول وفي زمن وجيز للثانية بينما الثانية تسد الأفق أمام الأولى وتنهي أي مساعٍ لإحداث تغيير أيًا كان شكله ليس بالضرورة أن يكون في النظام. لم تستبعد الحكومة حدوث احتجاجات من بعض المواطنين المستائين كما قال الوزير برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر من الإجراءات التقشفية رافضة في ذات الوقت أي محاولات للتخريب والتي أعلنت الشرطة التعامل معها بحسم. في كل الأحوال ليس هناك معارضة بذلك الرشد الذي تخرج فيه في مسيرات سلمية دون أن تمس ممتلكات المواطن التي تقوم على حمايتها الحكومة ومن ثم الأمر الذي من الممكن أن يقلب الصورة هو محاولات جهات الاستفادة من أي أجواء احتجاجية سرعان ما تتولاها بعض القنوات العربية التي تعادي الحكومة وتعاقب في ذات الوقت المواطن المغلوب على أمره. عليكم بالحكومة النداء أعلاه أو الرجاء أو المطلب سمِّه ما شئت عزيزي القارئ نوجهه لناشري الصحف الذين يعتزمون زيادة سعر الصحيفة وهو أمر لجد محزن ومن الصعب «بلعه» في ظل الظروف الراهنة التي في كل أحوالها حاصل ضربها وقسمتها خصم على المواطن الذي سيضطر إلى اقتناء صحيفة واحدة بدلاً من صحيفتين بعد اعتزام الناشرين مضاعفة سعر الصحيفة لتصبح بجنيهين «جنيه ينطح جنيه» فرضتها حزمة من المسائل منها موجة الغلاء التي ضربت كل الخدمات والسلع حتى ملح الطعام ومن ثم زيادة مدخلات الطباعة وارتفاع أسعار الورق. زيادة سعر الصحيفة الذي تم إرجاؤه لمزيد من التشاور ينبغي أن يمضي في اتجاه الضغط على الحكومة لتخفيض مدخلات الطباعة وإعانة الصحف بشأن إنشاء مصنع ورق وتكون الحكومة الضامن أمام المستثمرين في هذا المشروع ومن ثم قطع الطريق أمام السماسرة ما قد يؤخر فكرة زيادة سعر الصحيفة التي قد توسع من رقعة «إستئجار الصحف» بواسطة «السريحة»!! أسئلة لا تنتظر إجابات لماذا خرجت هيكلة الحكومة بهكذا صورة؟ هل بالفعل يختبر المؤتمر الوطني الرأي العام من خلال تأخُر إعلان التشكيل الوزاري؟ لماذا تم خفض وزراء الدولة ولم يتم إعمال ذات الأمر مع الوزراء؟ هل من مصلحة الحزب الحاكم الاستمرار في الحكم بذات الوجوه؟ متى سيتم الإعلان عن نتيجة التحقيق بشأن خط هيثرو؟ هل بالفعل أن ثلاثة شخصيات معروفة بينها وزير سابق كانت وراء بيع خط هيثرو؟ من باع أكثر من ثلاث عشرة باخرة في الفترة المنصرمة؟ أين أموال تلك البواخر التي تم بيعها؟ متى تتعامل الحكومة بشيء من الجدية مع كثير من مراكز التدريب غير المطابقة للمواصفات؟ ما السر في عدم تخفيض الحكومة لمدخلات الطباعة؟ هل من مصلحة الحكومة أن تحتضر الصحافة؟ ما سر هيمنة جهات لا علاقة لها بالصحافة من قريب أو بعيد على الإعلان الصحفي؟ هل صحيح أن مديونية التلفزيون تجاه عامليه وبعض الجهات بلغت الملايين؟ هل سيتعامل المؤتمر الوطني بحكمة بشأن اختيار مرشحه لمنصب والي القضارف؟ أين رئيس الوطني بالنيل الأزرق عبد الرحمن أبو مدين؟ لماذا لا يقتنع بعض وزراء الحزب الحاكم بعدم ديمومة المنصب الوزاري؟ لماذا لم يحسم والي كسلا الخلاف الذي نشب بمحلية حلفاالجديدة واتهام معتمدها بتدخل وزير التخطيط بالولاية في شؤون محليته؟ لماذا لا يدرك المؤتمر الوطني أن بعض الوزارات تحتاج لدعم؟ ماذا يعني تبرؤ حزب الأمة من مساعد الرئيس عبد الرحمن الصادق المهدي؟ هل إعلان رئيس الحزب الاتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني عدم انسحابهم من الحكومة «كلام نهائي»؟ لماذا لم يحسم والي الجزيرة أمر هيكلة حكومته بشكل نهائي؟ ما هي المعايير التي جعلت والي الخرطوم يستوعب معتمدًا للرئاسة من حزب الأمة الإصلاح والتنمية؟