يامن رحلتم وتركتم خلفكم حزناً يداعب القلب والماً يتجول داخل الروح، رحلتم وكأنكم لم توجدوا، رحلتم وقلوبنا في شوق اليكم والارض من حبها لكم بخلت بكم وابت الا ان تضمكم بداخلها. يا من قلتم فصدقتم ووعدتم فوفيتم ايها الاطهار الاخيار يا من لكم في الخاطر الف مكان كأن الذكريات لم تعرف سواكم يامن مزقت سهام عشقكم الفؤاد وحطمت رياح حبكم كل ابواب العشق.. سلام من الله عليكم. كيف بكم وأنتم تنظرون إلى بعض من خان العهد وضل الدرب كيف بكم وأنتم تنظرون إلى من تكالبت عليهم الدنيا وامتطتهم عبيداً لها.. صار القوم يرقصون ويطربون وهم يمزقون عرى العهود عروة عروة دبّ الخوف في أوصالهم.. وسكن الوهن أرواحهم، صار الرويبضة حاكمًا والسافرات يتبخترن لهن «فحيح» يجالسن القوم دون حياء ولا ينكر أحد. وبقية باقية تبتعد وتُبعد وتنظر لهذا العبث.. مسرحية سيئة الإخراج أبطالها أشباه الرجال بينهم من يبيع دينه وعرضه ببضع دينار وآخر يسب الحجاب لم يمنعه انحناء الظهر ولا حياء الشيب وآخر دينه التسول امام سفارات الكفر اما اعطوه من مرحاضهم او منعوه!! وآخر من على منبر الجامعة يحدث انه لا يصلي.. وأخرى تستر عورتها ببعض اوراق الشجر لتقول انها محتشمة.. وشيخنا القديم يسبكم ويلعنكم ويمنعني بعض الحياء ان نرد وتسيل الدموع لتمسح كل هذه المناظر القبيحة، وتطل على الخاطر صوركم رجالاً يتشرف من عرفكم أو جالسكم. ونسمات صوتكم تعانق الاُذن وبسمتك ياعاصم سيد.. يا من تعد مع اجمل من مروا على الجيش تشع وتلمع اكثر من العلامات التي تضعها على كتفك بسمتك التى ختمنا بها آخر لقاء وكلماتك تنساب إلى الأذن لها نعومة الحرير وقوة السيف.. ويطل على المشهد صديقنا احمد وداعة ويسوقنا الشوق الى مصطفى المزمل ذاك الفتى النحيل الذي يحمل همة تنوء بحملها الجبال وكلماته الشفافة تغتال كل خوف في من سمعها.. وتختلط الكلمات ويطل فارسها عبد القادر علي تسوقه حواريه ممزق معفر وهي تصيح هذا فتى الأهوال وما بين الأهوال وصيف العبور ومتحرك تلودي يطل على المشهد وداعة الله ابراهيم وهو مثال للسوداني الحقيقي الذى لا يعرف كذبًا ولا نفاقًا يغضب حين يغضب فى الله لا يداهن حاكمًا او يبيع دينه ومثله استاذي ابو فاطمة، الهدندوي الاصيل سليل البطولات يدوس على الباطل وهو يصيح «حقنا حقنا» ويضيع الحق وللأسف بعض من يضيعه «كانوا» منكم وبينكم لكنهم لم يتعلموا ولم يتشبهوا.. وليتهم فعلوا فالتباكي ادنى من البكاء وكل خير.. واسرة «ديدان» تقدم فارسين من ابنائها ووالدتهم مثل الخنساء ترسل ابنائها «الآخرين» الى معقل الرجال ليقود احدهم كتيبة هي البرق الخاطف.. فتصير الأسرة كتيبة. وتمضي النفس تتمنى وبعض المنى قتال الا ليتنا بينكم ليتنا لحقنا بكم قبل هذا وتقبلنا الله واياكم فلقد تزوجنا بعدكم وامتلكنا الاموال والبنين لكن كل ذالك لا يعدل قطرة دم لشهيد في الجنة.. والنفس تسأل خائفة والذنوب تحيط بها والمعاصي نخوض فيها كل يوم.. اللهم الحقنا بهم اللهم نحن لسنا اهلاً لصحبتهم.. ونستغفر الله. شيء واحد يجعلنا نظن أن نفوسنا تحمل الخير وهو حبنا لكم وقناعتنا أن كل من اختار طريق الشهادة في سبيل الله اختار طريق الحق.. في الختام يا احبابي اعلموا ان فى القوم طائفة ما زال الخير بين جوانحها لا يضرهم من خالفهم او خذلهم على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين يسيل الصدق من بين جنباتهم وتتوسد المروءة هامتهم، زادهم قليل سراع عند الفزع قليل عند الطمع ينتظرون النداء هي الى الجهاد هي الى الحق فنسأل الله ان يجعلنا من الذين يقول فيهم «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً».