الإخوة الأعزاء قدامى المحاربين ورفقاء السلاح القراء الكرام نواصل اليوم عبر صفحة (الاتكاءة) ما بدأناه في الحلقتين السابقتين من توثيق لفترة حكم الفريق إبراهيم عبود قائد ثورة «17» نوفمبر رحمة الله عليه وعلى رفاقه القامات السامقات، وقد وقفنا في الحلقة الأخيرة على وقائع ليلة الانقلاب على ضوء ما ذكره الفرق عبود بتفاصيل دقيقة سرد من خلالها الأحداث والخطوات التي تمت الليلة السابقة ليوم «17» نوفمبر وحتى صباحها الذي أعلن فيه البيان الأول. ويجد القارئ في صفحة اليوم إنجازات حكومة عبود.. وقبل أن ندخل في نشر وقائع البلاغات التي فتحت في مواجهة رئيس وأعضاء المجلس العسكري لثورة نوفمبر وأقوالهم في مرحلة التحري كما أشرنا سابقاً رأينا أن نسرد وقائع وأحداث ثورة أكتوبر «1964م» التي أطاحت حكومة الفريق إبراهيم عبود كما جاءت في كتاب السيد محمد أحمد محجوب رحمة الله عليه «الديمقراطية في الميزان» التي نشرها العميد الركن «م» عبد الرحمن حسن عبد الحفيظ في كتابه «حكام وادي النيل والكأس المر». إخوتي الكرام لم نكن نعبأ بما يجري من أحداث سياسية ونظام للحكم عندما قام انقلاب الفريق إبراهيم عبود عام 1958م فوقتها كان جيلنا في بداية المرحلة المتوسطة ولم يكن يهمنا ونحن في تلك السن إلا الاحتفالات التي تقام إحياء لذكرى الانقلاب ومظهر قادة الثورة المهيب عندما يظهروا بملابسهم العسكرية، كما كانت القوات المسلحة السودانية مكان فخر وإعزاز لجيلنا «يجو عايدين ضباط صلاح المهندسين» وعندما قامت ثورة أكتوبر 1964م التي نسرد أحداثها اليوم كان جيلنا في المرحلة الثانوية وكنا أكثر نضجاً وأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث وكان لطلبة المرحلة الثانوية على امتداد الوطن دور كبير في تحريك الشارع.. أذكر ذلك اليوم الذي خرجت فيه مدرسة الأهلية الثانوية بجميع طلبتها وكان الهتاف «يسقط يسقط حكم العسكر.. إلى الثكنات يا عساكر» «وأذكر عندما خرج طلبة الأهلية بالرغم من القبضة الحديدية لناظرها الأستاذ النور إبراهيم رحمه الله كان لتحرك طلبة الأهلية وخروجهم عبر حي ودنوباوي والقلعة وبيت المال إلى دار الزعيم أزهري أثر كبير في خروج المواطنين في تلك الأحياء إلى الشوارع وكان الهتاف لأكتوبر الأخضر وذهاب العسكر.. وبعد سنتين من ذلك التاريخ نحن مجموعة من طلبة الأهلية الثانوية دخلنا الكلية الحربية ولم نهتف بعد ذلك. ونترككم مع حديث الزعيم محمد أحمد محجوب رحمة الله عليه وعلى زعمائنا وقادتنا من المدنيين والعسكريين.