{ الإعلان عن تخفيض في الأسعار هذه الأيام أمر يدعو للتوقف، لأنه بعد إعلان الحكومة رفع الدعم عن بعض السلع وزيادة ضريبة القيمة المضافة، فقد زادت الأسعار في كل شيء، وحتى الحلاق رفع السعر، فسألت صديقي الحلاق الإثيوبي إن كان قد تم رفع الدعم عن متطلباته، فاكتفي بالإشارة إلى أن كل الناس زادت.. ولكن أن تعلن شركة زين عن تخفيضات فهذا يستحق منا كلمة تقدير. { لم أحضر المؤتمر الصحفي لوجودي خارج البلاد، ولكني تابعته وتابعت المداخلات القوية من الزملاء الكبار الذين حضروه، وتذكرت أيام المؤتمرات الصحفية المسؤولة، لا تلك التي ظهرت في الفترة الأخيرة، حين كان حضور المؤتمرات الصحفية مفتوحاً لكل من هبَّ ودبَّ.. وكان الفريق طيار الفاتح عروة مقنعاً، واستفاد من خبرته وذكائه الهائل وحسن اختياره لمواقع النجاح، منذ أن هرب من جامعة الخرطوم للعسكرية، ومنذ أن نجح في الأمن ونجح في الدبلوماسية، وكان ممن يشار إليهم بالبنان. { كل الزملاء دون استثناء ممن حضروا المؤتمر الصحفي أو تولوا تغطيته يضحكون على عقولنا إن ذكروا أنهم لا يستهدفون إعلانات زين، وأنا منهم، وأكتب هذه المادة لاسيما أن زين لم تحرم هذه الصحيفة من عطاياها الإعلانية، وعلى المستوى الشخصي فقد استمتعت بعطاياها وهي تتولى رعاية برنامج «عالم الرياضة» حين كنت أقدمه لأكثر من عشر سنوات، والمشاهدون يتذكرون عطاياها التي امتدت حتى لهم في شكل كروت الشحن التي كنا نهديها لهم في كل جلسة، ولا أنسى لها انسحابها من رعاية البرنامج بعد أن ترجلت عن إعداده وتقديمه بفعل فاعل، وبعد إحساسها بتدني نسبة مشاهدة البرنامج، والدليل فقدانه للمركز الأول الذي كان محتكراً له لسنوات، بل خروجه من قائمة العشرة الأوائل. { بمناسبة زين ورعاية البرامج التلفزيونية، فقد حاولت التواصل معهم بعد عودتي للشاشة في فضائية الخرطوم ولم أجد تجاوباً، وسأحاول معهم مع قناة النيلين الفضائية الرياضية التي عادت بقوة وبعد شراكة ذكية مع إحدى أكبر الشركات الكويتية، وأكرر الكويتية، وهم يعلمون أنها أول قناة رياضية سودانية، ورعوا معها بعض المباريات في أيام بثها الأرضي قبل خمس سنوات، وسألتهم في المرات القليلة التي وجدت منها من يرد على المكاملة، فكانت إجابتهم أنهم قرروا الابتعاد قليلاً عن »الكورة« وربما هذا من حقهم، لاسيما أن شركة أخرى احتكرت الكورة.. ومرة قالوا إنهم يرعون »ألعاب القوى«، وهنا من حقي أن أتدخل وأدعوهم لرعاية تغطية نشاط أبطالنا في ألعاب القوى في دورة لندن الأولمبية التي تبدأ بعد أيام، وقناة النيلين الرياضية الفضائية هي الناقل الحصري للدورة. نقطة.. نقطة { زين تعمل بعدالة في التوظيف، وتحدى الفاتح عروة من يثبت غير ذلك، وربما أكون أحد شهود الإثبات لأنني طلبت منهم مرة توظيف ابنتي »رشا« وهي تحمل ماجستيراً في القانون من جامعة الخرطوم التي تخرجت فيها بدرجة الشرف، ولم أجد تجاوباً. ولكن ربما يكون هنالك غيري من شهود النفي من يلاحظ أن هناك عدداً من أبناء وأقارب الكبار.. ولكن يظل الفاتح عروة وزين في دائرة التحدي. الشفافية والعدالة مطلوبة في توزيع عطايا الإعلانات والرعاية على أجهزة الاعلام.. وليتهم يشرحون بنفس روح العدالة والشفافية أسس اختيار البعض وحرمان البعض، وسنجدد طلبنا في قناة النيلين لدراسة مشروعنا وبرنامجنا وخطتنا لتغطية دورة لندن الأولمبية وننتظر الرد. خلال متابعتي لوجود وتوزيع وانتشار صحيفة «الإنتباهة» في السعودية كان وجود إعلانات »زين« ملفتاً، لأن الشركة من أكبر المعلنين في الصحف السعودية.. واتصل بي بعض قادة زين السعودية من زملائنا السابقين مستفسرين عن الإعلانات، فقررت نقل المعلومة والاهتمام من زين السعودية لأهل «الإنتباهة»، فقد تكون في ذلك فرصة لهم لتحديد سعر الإعلان في النسخة المحلية والخارجية. { كدت أسحب هذه المادة لأنها المرة الأولى التي أكتب فيها لمصلحة الجهة الإعلامية التي أعمل بها، ولكنني لن أسحبها لأنني لا أبحث عن مصلحة خاصة، وأعمل في الضوء الساطع وليس »تحت تحت« والحمد لله.