تداعينا إلى هذا المكان «قنصلية جدة» ويغمرنا إحساس عارم بالشوق والمحبة والشكر.. بالحزن المتاح والفرح المنشود.. ومشاعر كثيرة تبدو على تناغمها كأنها متناقضة.. فرح وخوف.. قلق وحب.. ترقب وأمل.. شكر وعرفان.. وربما إحساس بالتقصير. ٭ لقد وجدنا أن هذه أفضل سانحة نترقبها لنفتح فيها قلوبنا لشخص أحببناه واحترمناه إلى أقصى مدى لنقول له كلمتنا.. جئنا لنقول لمعالي السفير أحمد التجاني أيها الإنسان الجميل كم أحببناك وقدرناك.. وجئنا لنقول لك أيها السفير العظيم شكرًا على كل ما منحتنا إياه منذ قدومك إلى هذه الأرض الطاهرة ومغادرتك لها.. أنت مثال للدبلوماسية وسفير وفارس جسور كريم، وعاشق الورد العبق الفواح.. وابن السودان البار الأصيل.. وابن النيل سليل الفراديس.. ابن إفريقيا الحرة الأبية وابن الحرية والإنسانية والمحبة... لذا نحترمك سفيرنا أحمد التجاني أو كما يحلو لنا شيخنا الزاهد. ٭ يوم التقيناك كان يومًا مشهودًا لتلاقي القلوب مع بعضها بعضا، ومع أناس جمعتهم الغربة بهذا البلد الكريم المضياف، حيث وحّد قلوبهم هذا السفير العظيم «أحمد التجاني» يا لها من عظمة استوت على عرش القلوب.. قلوب كل مغتربي السودان بكل ألوانهم وسحناتهم.. ليست المتباينة ولكنها المتكاملة.. وليست المتنافرة، ولكن المتناغمة.. جاءوا جميعًا.. صغارًا وكبارًا.. أولادًا وبناتًا.. نساءً ورجالاً.. كل منا يشترك مع كل منا في الشعور العميق بمحبة الإنسان وتقديره واحترام إنجازه وعطائه ومن أهم إنجازاته «اتفاق جدة» الإطاري الذي تم التوقيع عليه في مكتبه بالقنصلية السودانية العامة بجدة في ديسمبر «2003م» بين الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية والسيد/ محمد عثمان الميرغني.. ليتك كنت معنا معالي وزير الخارجية لترى بنفسك هذا الحب المتدفق كماء النيل دفئًا وعافية لهذا العملاق، والسهل الممتنع الندى الشفاف الساحر الرقراق السفير أحمد التجاني.. كيف لكل هذا يا معالي وزير الخارجية أن يوصف في كلمات.. كيف ونحن نستمع لكلمات تخرج من أعماقه كالنسيم يلامس القلب قبل الأذن.. تهتز له أوتار القلوب وتشربه المشاعر وتمتلئ منه أوعية الأحاسيس وأنت تسمعه فلا تحتاج بعد إلى أذان إن كنت سليم القلب فالتحية لهذا الدبلوماسي القامة مثنى وثلاث ورباع.. ودمتم