أخيرًا فعلتها الشركة السودانية للهاتف السيَّار (زين) وأعلنت عن تطبيق نظام التحاسب بالثانية للمشتركين الثلاثاء الماضي لاعتبارات الوضع الاقتصادي الحالي، وقدوم شهر رمضان المعظم، بجانب تقديمها ميزات أخرى للمشتركين وهي خطوة تحسب للشركة بعد اقتناعها بتطبيق الحساب بالثانية بالرغم من أن هنالك شركات أخرى تعمل في نفس المجال سبقت زين منذ وقتٍ بعيد باتباع نظام الحساب بالثانية مراعاة لمشتركيها وتحفيزهم سعيًا منها لزيادة عدد المشتركين وجذبهم من خلال تقديم باقات متعدِّدة من الخدمات الجيّدة في مجال الاتصالات ورغمًا عن تأخر (زين) وخطوتها إلا أننا لا ننكر أنها خطوة في مصلحة المشترك الذي ضاعت حقوقة المادية طوال الفترة الماضية وراحت ملايين الجنيهات هباءً نتيجة الخطأ الكبير في الحساب بسعر دقيقة كاملة لأي رقم داخل الشبكة وحتى ولو تحدث المشترك بمقدار «3 أو 4» ثواني فقط بجانب ارتفاع تكلفة المكالمة من شبكة زين للشبكات الأخرى التي دفعت عددًا كبيرًا من المشتركين إلى الانسحاب تدريجيًا من الشبكة والتحوُّل إلى شبكات أخرى تقليلاً للتكلفة المالية والاستفادة من الخدمات المقدمة بأقل تكلفة تفرق تمامًا عن خدمات زين التي تميَّزت بأنها الشبكة الأعلى سعرًا بين منافسيها من الشركات الأخرى، ويبدو أن زين أدركت أخيرًا أن سياستها المستخدمة في الفترة الماضية انعكست سلبًا على عدد مشتركيها الذي قطعًا تناقص بدرجة كبيرة نتيجة التحوُّل كما أسلفت لشركات أخرى عرفت كيف تستقطب المشتركين ونشير إلى أن هيئة الاتصالات قد بح صوتها طوال الفترة الماضية وهي تطالب الشركات كافة بتطبيق نظام الثانية دون جدوى وقد استجاب البعض والبعض الآخر أصرَّ على موقفه حتى أدرك مؤخرًا أنه يسبح عكس التيار العام، ودائمًا النظرية الاقتصادية لنجاح أي منتج أو شركة يعتمد على القدرة في العرض وإغراء المشترك بسبل عدة لاستقطابه وتغيير ذهنيته بأن يكون أحد المشترين للسلعة أو الانضمام لمشتركي المؤسسة أو الشركة ولا نبخس زين قدرها وخدماتها في مجال تكنولوجيا الاتصالات التي أسهمت بها في السودان واحتفالها قبل فترة بإكمالها «15» عامًا هي عمر وجودها بالبلاد وانضمام حوالى «13» مليون مشترك إلى شبكتها ومجاراة للوضع الراهن كان لا بد من تقديم بعض التنازلات لتسير المركب.