العصب السابع متاهة الحساب بالثانية..!! شمائل النور الذي حضر الملتقى الأخير للجمعية السودانية لحماية المسهتلك، سوف يخرج بفهم واحد لا جدل ولا شك فيه، وهو أن الهيئة القومية للاتصالات تقوم بدور المتواطئ مع شركات الاتصالات، وهذا أمر بالنسبة لكثيرين ربما معروف مسبقاً، لكن أن يخرج من الهيئة ما يفيد ويؤكد ذلك دون لبس، فهذه هي الجديدة.. الهيئة القومية للاتصالات هي الجهة الحكومية المعنية بتنظيم العمل داخل هذا القطاع وهي التي ينبغي أن تُدير الاستثمار في هذا المجال لا أن يديرها الاستثمار عبر شركات الاتصالات. حسناً، تمعنوا.. الهيئة القومية للاتصالات كانت قد أصدرت قراراً لشركات الاتصالات يُلزمها بنظام التحاسب بالثانية، كل الشركات، فالمشترك الذي يدخل في الدقيقة الثانية بكسر من الثانية تُحسب له دقيقة بالتالي الشركة المخدمة سوف تتحصل من المشترك ما هو ليس من نصيبها، أي أنها تجبر الكسر، ولولا ارتباط كل المعاملات بما فيها الاجتماعية أصبح يتم عبر الهاتف لما كثر الحديث عن الحساب بالثانية، وهو حق المشترك أولاً.. الذي حدث أن الشركات لم تأبه لقرار الهيئة، ما يفهم أن هذه الشركات ليس لها كبير بل هي الكبير.. السؤال البديهي لماذا لم تستطع الهيئة إلزام الشركات التي تحت إمرتها بقرارها، الإجابة، السبت الفائت أقامت جمعية حماية المستهلك ملتقى عن الاتصالات، المشاكل والحلول، حضرت الهيئة القومية للاتصالات بمديرها، وممثلي شركتي زين وسوداني.. عز الدين كامل مدير الهيئة التي أصدرت قرار التحاسب بالثانية، اعتلى المنصة وسرد ما سرد عن معوقات تقف في طريق الشركات لتطبيق نظام التحاسب بالثانية، بل قال إن الأمر لن يتم بالسهولة التي يتصورها الناس، ثم ذهب إلي أكثر من ذلك، حتى يفهم الجميع أن تعرفة الاتصالات قد تأتي عليها زيادة جديدة، كامل يرى أن خفض التعرفة أمر سالب للغاية، لأسباب يراها هو أكثر من مقنعة، أو تراها الهيئة.. خفض التعرفة يؤثر على أرباح الشركات، وهذه الشركات لا تأخذ لنفسها جزيرة معزولة عن اقتصاد الدولة، فبالتالي سوف يتضرر الاقتصاد، ثم إن المسألة معقدة للغاية، ولا تتم بسهولة، لأنها تتطلب تغييرات كثيرة،، هذا هو رأي الهيئة التي أصدرت قراراً يُفترض أن يلزم الشركات بالتحاسب بالثانية، فإن كانت الهيئة تعلم كل هذا العلم الوفير عن الصعوبات التي تعيق تطبيق النظام، فلماذا إصدار القرار و\"سك\" تنفيذه،، أم أن الهيئة قررت أن تتراجع عن قرارها،، تنفيذ نظام الحساب بالثانية لا تعيقه أية مشكلة فنية، حسبما قالت ممثلة شركة زين، أي أن الأمر لا علاقة له بالأجهزة والتقنية، بل له علاقة مباشرة بالربح والخسارة، والشركات لن ترضى أن تخسر وهي تطمع في المزيد من الربح، والهيئة لن تستطيع إلزام الشركات، ما دامت الحكومة تنتظر ضريبة من هذه الشركات، بل تتطلع إلى زيادة الضريبة حتى تُسهم الاتصالات في رتق الموازنة.. جدل واسع استهلك كثيراً من الوقت وأظنه سيطول، الاتصالات، الحساب بالثانية، لا تنتظروا حساباً بالثانية ما دامت الموازنة تتوكأ على زيادة الضريبة.. وما دامت الشركات طاغية لا تخضع لقانون الهيئة. التيار