محمد عثمان بلولة مهندس معدات طبية خريج جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا وأستاذ مساعد بجامعة عجمان تم اختياره ضمن قائمة أكثر (500) شخصية عربية تأثيرًا في العالم لعام (2012م) بعد منافسة شرسة بين (1700) شخصية وتم تقليصهم إلى (500) شخصية وضمت القائمة أربعة شخصيات من السودان وهم ليلى أبو العلا في مجال الأدب والفنون وإسماعيل أحمد إسماعيل في مجال الرياضة ومحمد إبراهيم في مجال المقاولات والاتصالات ومحمد عثمان بلولة في مجال العلوم وذلك نتيجة لاختراعه جهاز للمراقبة والتحكم لمرضى السكر عن بعد، وحاز بهذا الاختراع على العديد من الجوائز والتكريمات منها جائزة ارابيان بيزنس للعلوم والابتكارات.. (تقاسيم) التقته في هذا الحوار وخرجت منه بالحصيلة التالية: حدِّثنا عن طبيعة الجهاز الذي اخترعته؟ هو نظام للتواصل عن بعد بين المريض والمستشفى والأطباء والمشرفين على المرضى عبر شبكة الهاتف النقال وهو مكوَّن من ثلاث وحدات أولها وحدة المريض ووحدة قاعدة البيانات الفرعية وقاعدة البيانات الرئيسة باستخدام المتحكم الدقيق Microcontrollers. إضافة إلى وحدة الطبيب، يقيس الجهاز المؤشرات الحيوية في جسم الإنسان إضافة إلى العديد من الوظائف، وفي حال سجل ارتفاعاً في أي منها مثل ارتفاع في ضغط الدم أو نسبة السكر في الدم، فإن الجهاز يتصل أوتوماتيكياً بأحد أقرباء المريض أو المستشفى أو الطبيب مباشرة لإخطارهم بالوضع، وهو نظام ذكي يستطيع التنبيه على حالة المريض ويسهل عملية الوصول إليه وإسعافة، كما يقوم بإرسال هذه البيانات كل «4» ساعات إلى المستشفى بطريقة تلقائية. ما الذي دفعك إلى ابتكار جهاز يسهل الحياة على مرضى السكر؟ الصعوبات التي يواجهها مرضى السكر والأمراض المزمنة والانتشار الكبير لهذا المرض.. واتضح لي أن جميع الناس متأثرين بمرض السكر، إما بالإصابة الشخصية بالمرض أو إصابة أحد أقربائه من الدرجة الأولى مثل (الأب، الأم، الأولاد» وكذلك وفاة الوالدة رحمها الله فهي توفيت نتيجة مضاعفات مرض السكر والوالد يعاني من مشكلة غسيل الكلى، وهذا إيضًا ناتج من مرض السكر والأرقام المخيفة لمرض السكر، إذ يوجد «220» مليون شخص في العالم مصاب بمرض السكر حسب إحصائية منظمة الصحة العالمية لعام «2010» وانتشاره بصورة كبيرة في الشرق الأوسط إذ أنه يوجد «15» مليونًا مريضًا بالسكر وسيرتفع إلى أكثر من «42» مليونًا عام «2030» أي ما يعادل «3» أضعاف. هل أُثبتت جدوى هذا الجهاز أكاديميًا واقتصاديًا؟ نعم تم تجريب هذا الاختراع في المختبر، وأثبتت جدواه وفاعليته من خلال مشاركتي به في العديد من المؤتمرات منها مؤتمر(ama-ieee) في واشنطن ومؤتمر (asme) المعنى بالمعدات الطبية في كالفورنيا ومؤتمر (icbme) للمعدات الطبية في سنغافورة وحصلت خلاله على العديد من الجوائز والتكريمات وهذا دليل على تقبل المجتمع له وهذا اختراع يجمع بين الطب والهندسة. لماذا اخترت جهاز الهاتف النقال لهذا الاختراع؟ لأنه أكثر شيء مستخدم الآن في العالم وشبكة الموبايل الآن يستخدمها أكثر من «70%» من الأشخاص في العالم إذ أنهم يستخدمون تقنية (gsm) في «212» دولة في العالم وهذا ما جعلني أركز على الموبايل وبعد ذلك أسعى إلى طرق التواصل الأخرى مثل الإنترنت. متى ينزل هذا المشروع إلى أرض الواقع؟ أنا الآن أبحث عن الشركات الراعية وأتتني العديد من الاتصالات من جهات صغيرة وأنا لم أتعامل معهم، وأريد جهة أكبر تستطيع أن تنزل هذا المنتج إلى أرض الواقع بصورة أوسع حتى تكون الاستفادة منه أكثر على مستوى المرضى. هل هناك جهات في السودان تبنَّت هذا الاختراع؟ لا، حتى الآن لم أتصل بأية جهة في السودان كي تتبنى هذا المشروع، وأنا منذ أن حضرت جميع اتصالاتي مع طلبة والمهتمين بهذا الاختراع على المستوى الفردي ومع الوقت سوف تكون هناك اتصالات أخرى. ما هي خطواتك القادمة؟ أن يطبق هذا الاختراع وينزل إلى أرض الواقع ولكي تحل مشكلة يجب أن تكون على علم بهذه المشلكة وهذا النظام يوفر المعلومات عن المرضى وعن طريق تحليلها يمكن أن أحل هذا المرض وهو نظام شامل ويمكن من خلاله أن نصل إلى حل. هل وجهت تصميمك إلى فئة معيَّنة من مرضى السكر؟ لا، بل هدفي أن يستفيد منه جميع مرضى السكر بمختلف فئاتهم ويوجد تفاوت في مرضى السكر منهم الفقير والغني وهناك تفاوت في الحالات حالة صعبة وحالة متوازنة ولذلك أنا عملت أكثر من تصميم مبدئي؛ لأنه كل ما زادت مميزات الجهاز زادت الفائدة ولذلك عملت عدة منتجات مبدئية باختلاف وظائف وعدة نماذج وعلى حسب الحالة الصحية نعطيك الوظائف وهذا ينعكس على العلاج. هل ركزت أبحاثك على منطقة معينة؟ أنا أحاول أن أركز أبحاثي على الوطن العربي؛ لأن الأرقام فيه مخيفة وهذا يعتبر عدم تركيز ووعي بالمرض، وسوف نحاول بكل الطرق كي نعمل على توعية مرضى السكر وتقديم التسهيلات لهم حتى نساعد في عدم انتشار هذا المرض.