الدكتور محمد يحيى الطيب رئيس الجالية السودانية بمكةالمكرمة أستاذ جامعي بمكةالمكرمة بدار الحديث ومغترب لأكثر من «25» سنة عمل في مجال التدريس منذ عام «1985 إلى 1987» وهو من أبناء مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر انتقل إلى السعودية في العام «1985» وأكمل دراسته الجامعية بالمملكة العربية السعودية تخصص في علم الحديث وبعدها تم تعيينه أستاذًا جامعيًا بدار الحديث ثم نال درجة الماجستير والدكتوراه في عام «2005م» من جامعة القرآن الكريم وتخصص في الفكر الإسلامي.. زاوية (حصاد الغربة) التقته على هامش ملتقى الجاليات الذي عقد مؤخرًا بالخرطوم: ٭٭ متى تأسست الجالية؟ حتى عام (2005) لم تكن هنالك جالية حقيقية للسودانيين بجدة بل كانت هناك مجرد كيانات صغيرة ولكن بمساعدة السودانيين قمنا باتصالات من أجل إنشاء جالية منظمة تحفظ حقوق السودانيين ومن ثم تم تشكيل الجمعية العمومية للجالية التي انبثقت منها اللجان والأمانات بالجالية وتم تكوين مجلس شورى وقد كنت نائب رئيس الجالية وبعد الدورات الانتخابية تم اختياري لرئاسة الجالية للدورة الحالية. ٭٭ كم عدد الأمانات بالجالية بالجالية؟ الجالية بها العديد من الأمانات منها النائب الأول والنائب الثاني والأمين العام وأمانة المال وأمانة الإعلام وأمين الأمانة الثقافية وأمانات أخرى للمرأة والطفل والرياضة وهنالك أمين الأمانات الذي يشرف على كل هذه الأمانات ويتفقد سير العمل فيها. ٭٭ هل لديكم إحصاءات حول عدد الأسر؟ ليست لدينا إحصاءات محددة ولكن وفق آخر انتخابات كانت العضوية «6» آلاف مواطن سوداني ولكن التركز السوداني في مكة وأهم المناطق المنصورة والزاهر والهنداوية. ٭٭ أهم المشكلات التي تعاني منها الجالية بمكة؟ مشكلاتنا قليلة تتلخص في بعض القضايا الاجتماعية وأكثرها عندما يتوفى رب الأسرة أو يسجن لأي سبب من الأسباب ويترك خلفه أسرته ولكننا نبذل جهدًا كبيرًا لمعالجة مثل هذه القضايا خاصة فيما يتعلق بالقضايا المالية وأيضًا هنالك بعض الأسر التي أصابها الفقر لدرجة أنه أصبح ليس بمقدورها حتى العودة إلى أرض الوطن بشكل طوعية أما بقية القضايا فهي صغيرة لا تتعدى مسائل عدم فهم بعض السودانيين القادمين من السودان لبعض قوانين السعودية ومن ثم الوقوع في المشكلات والمتاعب. ٭٭ هل هناك ظواهر سالبة تنتقدها في المغتربين السودانيين؟ ليست هنالك ظواهر سالبة بالمعنى المفهوم؛ لأن المغترب السوداني عمومًا في المملكة مصنف من أفضل المغتربين ومن أكثر الشعوب انضباطًا الآن ولكن ما أعيبه في البعض استمرار بعض الإخوة السودانيين في المهجر دون أي مبررات أو مقومات مما يضطره إلى ممارسات غير حميدة تشوه سمعة السودانيين وهذه الظواهر تتمثل في السرقة والنصب والاحتيال وهي إلى الآن لم تسجل نسبًا مخيفة غير أنها أيضًا نقطة سوداء ستشوه جلباب السودانيين بالخارج، فأتمنى أن توجد ضوابط للهجرة تحد من خروج مثل هؤلاء إلى دول المهجر حتى لا نضطر إلى دفع ضريبة ذلك من سمعتنا التي بنيناها بجهد السنين السابقة. ٭٭ ماذا عن الظواهر الإيجابية؟ السودانيون مهما أصابهم حدث فهم محافظون على قيمهم ومبادئهم، وملتزمون ولا يتدخلون في شؤون الدولة المضيفة وما زلنا كسودانيين نحافظ على هذه القيمة بالخارج. ٭٭ كيف ترى معاملة الشعب السعودي للمغتربين السودانيين؟ الشعب السعودي شعب ودود وطيب ومحترم غاية الاحترام خصوصًا مع المغترب السوداني فنحن نتمتع بمعاملة خاصة أكثر من الجاليات الأخرى، فالمسؤولون السعوديون يقدمون لنا خدمات مميزة ممنوعة عن الآخرين في الجاليات الأخرى مثل إتاحة فرص التجمع في التجمعات الخاصة والمناسبات الاجتماعية. ٭٭ موقف أثر فيك وأشعرك بالغربة؟ حين اتصلت بي والدتي وهي على فراش المرض أوصتني بزوجتي وأم أطفالي خيرًا وأوصتني كذلك بالحفاظ عليها فأحسست أن عليّ عبئًا أكبر بعدها تأثرت كثيرًا. ٭٭ ما هي إيجابيات الغربة في نظرك؟ إيجابياتها كثيرة أهمها أنها عرفتني بعدد هائل من الناس الطيبين وتوسعت مداركي العلمية والأدبية والثقافية كما تمكنت بفضل الله من تعليم أبنائي في أرقى جامعات العالم في ماليزيا وفي جامعة الخرطوم كما أني تمكنت من تأهيل نفسي ماديًا وعلميًا. ٭٭ هل كان قرار الاغتراب طوعيًا بالنسبة لك؟ نعم كان باختياري، مثلي مثل كل السودانيين الذين يسافرون من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية. ٭٭ هل تفكر بالعودة النهائية؟ في الحقيقة حاولت عدة مرات إقناع نفسي بالعودة إلى الوطن بشكل نهائي إلا أن هناك ظروفًا ضاغطة تمنعنا من العودة وتحول دون تحقيق ذلك. ٭٭ ما هي ضريبة الغربة بالنسبة لك؟ الغربة أصابتني بمرض السكر. ٭٭ كلمتك الأخيرة؟.. إخوانا في الجاليات السودانية أقول لهم هلموا إلى كلمة سواء ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأتمنى أن أعود من هذه الغربة وكل واحد في الجالية المنطقة الغربية أقول لهم أيضًا تذكروا المهمة المنوطة بالجاليات وعليكم أن تتناسوا الخلافات التي لا تفيد في شيء.