صلاح ابو سقرة رئيس لجنة شؤون التعليم بالجالية السودانية بمدينة مكةالمكرمة بالمملكة العربية السعودية ونائب رئيس رابطة ابناء نهر النيل بمكة، التقته صحيفة «الإنتباهة» اثناء مشاركته في تكوين المجلس الأعلى للجاليات السودانية بالخارج ليحدثنا عن المشكلات التي تواجه تعليم ابناء السودانيين بالمملكة العربية السعودية ودور الرابطة في محاولة علاجها فإلى إفاداته.. كيف بدأت غربتك؟ بدأت منذ ان سافرت الى المملكة في اغسطس من العام 1979 م كمعلم بوزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية وتنقلت فيما بين مناطق المملكة من المنطقة الجنوبية الى الغربية والشرقية ثم الشمالية معلماً لمادة الكيماء والعلوم. ماهي المشكلات التي تواجه تعليم ابناء السودانيين في السعودية؟ تنقسم مشكلات التعليم الى محورين؛ قضايا التعليم العالي والعام، فبالنسبة لقضايا التعليم العام يوجد مراكز للشهادة السودانية بقنصلية التعليم العام في جدة ومركز آخر في السفارة السودانية بالرياض ويجلس لاختبارات التعليم سنويًا في مرحلتي الأساس والثانوي مايُقارب «1000» طالب وطالبة لأداء الاختبارات؛ ولكن هؤلاء الطلاب يعانون من مشكلات عديدة منها انه لا يوجد مدارس سودانية رسمية تُدّرس المناهج السودانية ومصدقة من السودان والمملكة العربية السعودية وقد علمنا ان هنالك توجيهات من رئيس الجمهورية لافتتاح «30» مدرسة ومركزًا تعليميًا خارج السودان، والتي تشمل المملكة قطعاً، ولكنها لم ترَ النور حتى الآن بدعوى ان هنالك توجيهًا من جامعة الدول العربية في نهاية الخمسينيات بمنع فتح مدارس في دول عربية ويجب تدريس الطلاب مناهج الدول الموجودين فيها، ولكن هنالك مشكلات تواجه هؤلاء الطلاب منها الفاقد التربوي المتفشي بينهم فبعضهم يصل الى سن العشرين ونجده امياً وهذا لا يتناسب مع التقنية الحديثة والانطلاق العلمي الذي نعيشه.. ماذا عن التعليم الثانوي؟ الجاليات السودانية في المملكة عقدت عدة ورش عمل في الخرطوم بجهاز المغتربين عن التعيلم العالي وايضاً في جدة والرياض والدمام لمعالجة قضايا التعليم والتي تمخض عنها معالجة نتيجة الشهادات العربية بالرتب المئينية لسببين الأول توحيد الشهادة التراكمية السعودية لمعادلتها بالشهادة السودانية وتطبيق نسبة «60%» ونعمل به الآن وهذا النظام وُلد نظام كوتة خفية للتحكّم في المعادلة المئنية وهنالك رأي ان يُنفذ نظام الكوتة المحسنة ولكن تم رفضه من كل الجاليات في الخارج، ولذلك نحن نسعى لإزالة العيوب وتحسين المزايا لنصل الى النظام المستقر والمرضي للجميع. ماهي الجهود التي بُذلت لحل مشكلات طلاب الأساس والثانوي؟ هنالك اجتهادات شخصية لبعض الإخوة في المملكة حيث أقاموا مجموعات تقوية للمناهج السودانية ولكنهم وجدوا مضايقات قانونية وأمنية وتم اغلاق بعض المراكز ولكنهم ساعدوا في حل الكثير من قضايا التعليم، الآن رابطة المعلمين بجدة تقوم بورشة لمعالجة السلبيات والإيجابيات بمساعدة القنصلية في اطار الدبلوماسية الشعبية ولكن الإعداد صاحبه نوع من الضعف لعدم وجود البيئة المدرسية المناسبة وعدم وجود المناشط التربوية بجانب قلة المعلمين المؤهلين لهذه العملية ولذلك نحن بحاجة الى دعم في مجال التدريب والتعليم والتأهيل وتوفير المناهج للطلاب حتى نصل للمستوى المطلوب ونؤهل الطلاب للجلوس لامتحانات شهادة الأساس والثانوي.. ما الدور الذي تلعبه رابطة التعليم بجدة؟ تعتبر من الروابط الفاعلة في مجال التعليم وخدمة ابناء الجالية من السودانيين في مجال التعليم حيث وفرّت ما يُقارب «400» قطعة سكنية للمعلمين بالوادي الأخضر، وايضاً لها مشاركات في كافة الورش التي تُقام في مجال التعليم وتطرح رؤاها للمساهمة في حل قضايا التعليم والنقص في الثقافة والفكر وغيره، ونأمل في استصدار قرار سياسي لدعم قيام مثل هذه المدارس وتسهيل اجراءاتها وهو همّ كبير يؤرّق الجالية في كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والوطنية والاقتصادية والنفرات المتعلقة بالوطن. كيف تُقيّم لنا تجربتك في الغربة؟ الغربة تجربة مفيدة وثرة استفدت منها كثيراً خاصة في مجال اكتساب الخبرات واصبحنا معلمين نواكب التطور التكنولوجي الحديث، بجانب اكتسابنا لثقة الشعب السعودي الذي احسن ضيافتنا واستقبالنا خاصة وان الجالية السودانية جالية مليونية ومعه لم نشعر بالغربة. هل قررت العودة للسودان؟ نعم؛ التفكير في العودة لا ينقطع وقد خضت تجربة العودة نهائياً خلال العام 1995م ولكن يبدو انني لم اُخطط لذلك جيداً فذهبت كل مدخراتي خلال عامين دون ان اجني ثمارها فقررت العودة للملكة مرة اخرى ومازلت مقيماً بها حتى يأذن الله.. رسالة للمغتربين ؟ اوجه رسالة خاصة للأخوة بمنطقة مكةالمكرمة وجميع ابناء الجالية السودانية على ضرورة توحيد الصف والكلمة وان يكونوا على قلب رجل واحد وان يكون الوفاق هو الحل الأمثل لعلاج كل القضايا الموجودة وان يسرعوا في تكوين الجالية السودانية بالمنطقة رأفةً بأبناء الجالية الذين يحتاجون اليها..