اُختتمت فعاليات ملتقى أهل دارفور للسلام والتنمية تحت شعار: «سلام وحدة تنمية»، ووصف المراقبون هذا المؤتمر بالمهم، وأنه يؤكد عزم أهل دارفور على الالتفاف حول قضاياهم، وأن الإرادة ركن أصيل من أركان الحل السلمي في دارفور، ويمكن أن تدفع بعجلة التنمية والنهوض بالإقليم إلى الاستقرار والتنمية، كما يؤكد أن نداء السلام قيمة حقيقية وأن من واجب أهل دارفور من هذا المؤتمر تمسكهم بالسلام وتعميق جذوره في كل ربوع السودان ودارفور، ويبقى الأمل في السلطة الإقليمية لدارفور بالمضي قدماً في تنفيذ اتفاقية السلام، وأجمع المؤتمرون أن هذه الرسالة إن لم تجد الاستجابة فعليهم أن يقوموا بعزل ومحاصرة هذه المجموعات حتى تعلم هذه المجموعات أن طريق الحرب هو الدمار والخسارة. أكد المؤتمر حث أطراف وثيقة الدوحة على التقيد الصارم بالجداول الزمنية الخاصة بتنفيذ الاتفاقية واعتبارها عهدًا ملزمًا وجالبًا للسلام، وأبدى المؤتمرون فهمًا عميقًا ومتقدمًا دل على الوعي التام، وتأكيد حرصهم على حل المشكلات الأمنية المقلقة، وقد أكد المؤتمر ضرورة الاتصال بالحركات غير الموقعة ودعوتها لمسيرة السلام، وهنا طرح المؤتمر فكرة ميثاق الشرف الملزم للجميع بالموادعة حتى يأمن الناس في مساكنهم وطرقاتهم وكسبهم المعيشي حتى يمكن الاستمرار في تنفيذ المشروعات التنموية دون تعطيل أو استهداف من أحد، وحث المؤتمرون أعضاء الهيئة البرلمانية لنواب دارفور بالمجلس الوطني بمتابعة بطء تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي وفقًا للجداول الزمنية لكل قطاع داعين في الوقت نفسه إلى تنظيم مؤتمرات نوعية ومتخصصة للقضايا الملحة كالعودة الطوعية واستقرار الرحل وقضايا استخدامات الأرض والإدارة الأهلية بمنظور جديد، وأمّن المؤتمرون أيضًا على الدور المحوري للإدارة الأهلية وخاصة في دارفور، ودعوا إلى تمكينها وتقويتها واستقرارها وإلى ملاءمتها مع مطلوبات حداثة الدولة العصرية، ورأوا تعبئة المجتمع وأهل الاختصاص لتوفير المعلومات والوثائق التي تثبت الحدود مع دولة الجنوب ورفد المفاوض الحكومي بها، ورأوا أن هناك أهمية لتمثيل أهل دارفور في التفاوض بشأن الحدود واستصحاب رأيهم، وأوصوا بالإسراع في ترسيم الحدود الشمالية لدارفور وأيضًا حدودها مع كردفان، وأوصى المؤتمر ابتكار نموذج لتحقيق العدالة والتصالح منطلقًا من قيم الدين الحنيف والأعراف والتقاليد في إصلاح ذات البين، وأوصى أيضًا بالاهتمام الفائق بالمرأة بتوفير فرص التعليم لها وتمليكها وسائل الإنتاج وحمايتها من العنف، وبرعاية الأطفال وتعهد الشباب وحل مشكلات البطالة، وبتصويب قدرات هذه الفئات الحية والفاعلة نحو تعزيز السلام وتحقيق التنمية، واعتبر المؤتمرون هذه التوصيات توصيات مجازة منهم، وأكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي وولاة دارفور شروعهم الفوري في تنفيذ هذه التوصيات، على أن يتم تصميم توصيات المؤتمر على شكل مشروعات وبرامج عملية حتى يسهل من عملية التنفيذ والتعاون مع الشركاء وحثهم على استمرار الدعم وسيتم مراجعة وتقويم تنفيذ هذه التوصيات في المؤتمر القادم والذي حدد له بعد عام من هذا المؤتمر.