بحلول شهر رمضان الفضيل تُعلنك رائحة الحلو مر التي تُعبّق الاجواء عن قدوم الزائر الكريم ، واكتظاظ الاسواق بالنساء وهن يتسوقن مستلزمات رمضان من أواني منزلية وتوابل ومشروبات محلية ؛ هذا المشهد يتكرر كل عام هنا في السودان ، ولكن ماذا بشأن السودانيون بالمهجر ؟ كيف يستعدون لقدوم رمضان؟ وماشكل المائدة الرمضانية هناك؟ هل هي ذات المائدة التي يتوسطها قالب العصيدة مزين بالتقلية أو النعيمية وطبق البليلة يغازل البلح الذي يعلوه ، وعلى الجانب الآخر المشروبات السودانية الأصيلة من زآبريس بنوعيه وتبلدي وعرديب وكركدي و(جك) من النشاء الدافئة يتوسطهم!! (نافذة المهاجر) أجرت إستطلاعا وسط عدد من السودانيون بالمهجر لمعرفة إستعداداتهم الرمضانية والتعرف على شكل المائدة في الشهر الكريم فماذا قالوا.. نكهة سودانية خالصة بداية التقينا بالأستاذة إبتسام محمد صالح تعمل موظفة بأكاديمية القنصل الدولي العالي للتدريب بالرياض والتي عند سؤالي لها انتابني احساس كمن أثِرت فيها شجونا فردت قائلة: ان الاستعدادت تسبقها ذكريات الزمن الجميل وإستعداد أمهاتنا واجتماع نساء الحي والنفير في تكافل إجتماعي راقي وفريد تساعد بعضهن البعض في الاعداد لرمضان دون تواني أو تأخير بنفوس طيبة وشفافة ، كذلك المشهد الذي يتكرر من اليوم الأول لرمضان وجلسة الآباء والأخوان مجتمعين بالشارع في انتظار مدفع الافطار ، ايضاً (كرتونة) الزوادة من السودان والتي تحمل الكثير من البشريات كالآبري الأبيض والحلومر والرقاق ، واكدت ابتسام ان العصيدة من الوجبات اليومية التي تتصدر موائدنا في الغربة وان مسمى العصيدة بالمملكة السعودية متداول ولكن بطعم وطريقة مختلفتين ولكن مايميز عصيدتنا النعيمية والتقلية وهنا البصمة السودانية الخالصة.. واضاف محمود من المنطقة الشرقية ان اكثر الاشياء التي نركز عليها بالضرورة ان يتوفر الحلومر السوداني الاصيل ، والذي يجعلنا نصوم رمضان كاننا بقلب اي قرية سودانية ، وقال ان بالمملكة السعودية أماكن خاصة لبيع المنتجات السودانية نرتادها ونبتاع منها كل أغراضنا . افتقاد روح التكافل وابتدر أحمد يقيم بمنطقة عرعر بالمملكة حديثه قائلاً : ان أكثر مايؤسفني أن المائدة تظل حبيسة الشقق المغلقة ولامجال فيها لعابري الطريق كما في سوداننا الحبيب ، وأضاف : نحن نصوم رمضان هنا كأننا في ولايتنا الجزيرة لكن حقيقة نفتقد (عوج الدرب) للمركبات العابرة وايضا لاتوجد إجتماعيات كتبادل الأطعمة فيما بين الأسر الأ في ماندر بين السودانيون فقط.. ترحال التقاليد ومن المملكة الأردنية الهاشمية التقينا بأنس حبيب مهندس الذي أفادنا بقوله انهم نحن مجموعة من السودانيين يقطنون بمنطقة سكنية واحدة ، وعند حلول شهر رمضان نضع برنامجاً بتقسيم ايامه بيننا بحيث تقوم كل ثلاثة اُسر باعداد وجبة الافطار لكل يوم ويكون التجمع خارج المنازل كما يحدث في السودان..والمائدة الرمضانية لا تخلو من الوجبات الشعبية السودانية الجميلة ذات النكهة الطيبة كاعصيدة بالنعيمية والتقلية.. نصوم على الذكرى اما غادة اسماعيل المنطقة الغربية بالسعودية كانت عباراتها مليئة بكثير من الحنين حيث قالت : يبقى المذاق غير الذي ألفناه على الرغم من أن المائدة تكون مليئة وعامرة بجميع أصناف الطعام وكل ماتشتهى النفس ولكن نفتقد إفتراشنا للأرض ، فقط نكتفى بسفرة داخل شقة مغلقة لانستطيع حتى النظر الى السماء وتتبع رحلة هلال رمضان وعادة ما تأتينا مستلزمات رمضان من السودان ويظل الحلومر هو ملك المشروبات بلامنازع والعصيدة سيدة المائدة بلا منافس.. رأي مغاير الأستاذ ياسر أحمد مختار الصحافي بصحيفة الوطن السعودية كان له رأي مختلف بعض الشئ حيث قال في إفادته : (كرتونة) مستلزمات رمضان من السودان ماعندها معنى ؛ فكل شئ موجود ومتوفر وماهي الأ تكلفة إضافية وإرهاق لكاهل المواطن البسيط تحت ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ، فكل شئ هنا بالمملكة بمتناول اليد واقل سعرتاً من السودان ، أما المائدة فهي سودانية خالصة الا من بعض الاضافات البسيطة من شاكلة اللحوم والوجبات الدسمة بحكم توفر المعينات هنا ، وحتى فطور الشارع كاد أن يتلاشى في السودان ونحن هنا في الرياض عادة لا يوجد سوداني يتناول افطاره لحاله مع اسرته ولكن تتم دعوة العزابة السودانيون لتقوية الروابط الاجتماعية في رمضان وطرد الاحساس بالغربة في هذا الشهر الكريم.. استعدادت خاصة فكري كرار عبد القادر مهندس اكد ان لديه إستعدادت خاصة ترتكز على اعداد برنامج تربوي دعوي لشهر رمضان ، بالاضافة الى جدولة برنامج الزيارات الاجتماعية الذي اتفقت على تنفيذه مع مجموعة من المعارف ، وبحكم وجودي لوحدي فقد اثرت ان اشرك كل االعزابةب الموجودون معي في المنطقة لتذوق طعم رمضان بنكهته السودانية الجميلة المحمولة جواً عبر الطرود الرمضانية المختلفة من مشروبات بلدية واكلات شعبية جميلة..