لجنة إدارة الأزمة أبدت انزعاجها البالغ إزاء ما وصفته بالموقف الأمريكي المرن تجاه الخرطوم، مقابل التصريحات الأمريكية الضاغطة على جوبا.. لذلك وجهت المخابرات الجهة عالية التنسيق مع الجانب الأمريكي بتقصي الحقائق. والمخابرات من جانبها فوضت كل من «نيال دينق نيال، جيمس هوث، ماك بول» للجلوس مع طاقم الجنرالات الأمريكان العاكفين على تدريب وتأهيل الجيش الشعبي.. وحديث الجنرالات الأمريكان مع وفد المخابرات جاء مباشراً لا لبس فيه ولا غموض: «سوف نزيد الضغوط على دولة الجنوب في الظاهر حتى لا تستخدم الخرطوم المواقف الأمريكية الداعمة لدولة الجنوب في التعبئة والاستقطاب الداخلي الذي من شأنه أن يئد الثورة».. وفد المخابرات بعد ذلك كان يجلس إلى لجنة إدارة الأزمة يحدثهم بذات حديث الجنرالات الأمريكان ... ثم تتداول لجنة إدارة الأزمة المكونة من «باقان أموم، دينق ألور، مايكل مكوي، كوستى ما نيبي، جيمس وآني إيقا وغيرهم»، وحيثيات لقاء السفيرة الأمريكيةبجوبا مع سلفا كير وسلفا كير الذي كان يحدث اللجنة، كان يحاول جاهداً تصوير الموقف الأمريكي بالإيجابي وهو يطرح مطالب تتعلق برغبة أمريكا حسب ما نقلته السفيرة في الاستثمارات النفطية والزراعية، بجانب التنقيب عن المعادن!!وفي ذات الأثناء توقع إسرائيل القابلة «الداية» الخفية في توليد دولة الجنوب مع وزير الري والموارد الجنوبي اتفاقية دولية تقضي بالتعاون في مجال النفط ومياه النيل، وذلك في الكنيست وليس في الوزارة المعنية بالنفط أو المياه، كما أن الجهة التي توقع على الاتفاقية من الجانب الإسرائيلي هي شركة الصناعات العسكرية وليس وزير النفط أو المياه!! وفي بحردار لم يحد وفد دولة الجنوب المفاوض عن الطريق الذي رسمته لجنة إدارة الأزمة بمراحله التالية: «المرونة، الدخول في مفاوضات مباشرة، إبداء تفاؤل بقرب التوصل لنقاط التقاء، ثم فجأة: قطع المفاوضات بدعاوى قصف الخرطوم لمناطق في الجنوب»، وهنا يسجل المراقبون شهادة تجعل خيارات مجلس الأمن مفتوحة، وشهادتهم تتلخص في: «استحالة تسوية القضايا العالقة بين البلدين ضمن المهلة التي حددها مجلس الأمن التي تنتهي في الثاني من أغسطس من العام الحالي»، وحيال ذلك يتراجع ملف الترتيبات الأمنية تاركاً الطاولة لملف النفط، وثمانية ملايين من الدولارات «يسيل لها اللعاب». بعدها: لجنة الأزمة، يقول تقريرها الذي تطلبه جهة ما: المشهد الداخلي يذهب في اتجاه الثورة، الغضب الشعبي يتصاعد، المعارضة تسيطر على الساحة السياسية، الاعتصام يشل حركة الدولة، ال ... الخ... الجهة بعد ساعة ترسل تقرير اللجنة إلى «العدامة» لأنه لم يجب عن أسئلة كثيرة، منها: ما الذي أبكى الناجي عبد الله في لقاء السائحين؟