بكل تأكيد رمضان له نكهة خاصة وطعم مميز وسط الاهل والاحباب، حيث تشعر بالانتماء لمجتمعك الصغير واحتواء الكل لك.. وابناء المغتربين الذين يدرسون بجامعة المغتربين لهم رؤية واحساس مختلف بطعم رمضان وهم بعيدون عن اهلهم.. فتغير المكان والزمان والمجتمع افرز نوعاً من محاولة الاندماج والانتماء للمجتمع السوداني باصالته.. «الانتباهة» تجولت داخل اروقة الجامعة لتستشف رأيهم حول معنى رمضان في السودان والخارج وخرجت بالتالي: الاحتفاظ بالموروثات.. التقينا محمد صلاح التوم طالب بكلية الهندسة والذي ابتدر حديثه بقوله ان رمضان في مدينة مكة يختلف عن كل دول العالم ؛ فالطبيعة الدينية البحتة هي ما يُغلّف رمضان لطبيعة الدولة الإسلامية باستقبالها للمعتمرين والحجاج لبيت الله الحرام، وقال ان رمضان فى السودان عبارة عن عادة اكثر من انه عبادة، فشكل الشباب في رمضان كما في بقية الشهور ولا تجد فرقاً في التصرف وارتداء الملابس وغيرها من الأشياء.. كما اشار إلى أن الطقوس الرمضانية ثابتة ويتم المحافظة عليها بشدة في كل ما يتعلق بالعادات الرمضانية في كل موائدهم الرمضانية.. اما صفاء بابكر طالبة بكلية الطب فلها رأي مغاير؛ وتقول ان الأجواء الرمضانية فى السودان اكثر اجتماعية، والموائد الرمضانية غنية باجمل الوجبات الشعبية والمشروبات البلدية النوعية التي يتميز بها السودان عن بقية الدول العربية والإسلامية.. واضافت ان رمضان يتيح الفرصة لزيارة الأهل والأصدقاء لذلك انا اكثر سعادة بوجودي في السودان الحبيب وهذا عكس ما يكون في مدينة جدة حيث يكون اليوم طويلاً ولا تجد ما تملأه به.. انتقال العادات.. أما عمرو عبد الحليم الطالب بكلية العلوم الادارية فقد اكد لنا خلال حديثه ان اهل السودان علاقاتهم الاجتماعية قوية جداً خلافاً لشهر رمضان وفيه تصبح اكثر ترابطاً، وقال ان السودانيين بدول المهجر وخاصة دول الخليج لا تختلف عندهم العادات الرمضانية عنه في السودان، حيث توجد كل انواع الوجبات السودانية، ولكن يؤخذ عليهم عدم وجود الافطارات الجماعية غير انه توجد بعض المنظمات التي تدعم العمال عن طريق ارسال افطارات للمجمعات السكنية في رمضان.. ورأت وئام عثمان طالبة بكلية الهندسة ان رمضان فى السودان اتى عليها بصورة مختلفة هذا العام لوجود اهلها بمدينة جدة بالمملكة السعودية، وهي تملأ وقتها بالمذاكرة حتى تتفوق، وقالت ان رمضان بجدة له شكل خاص بين الاهل واجتماع السودانيين والتباين في عمل الوجبات الشعبية والمشروبات والتكاتف بين كل السودانيين.. ولدى حديثنا مع د. عمر محمد الامين عميد شؤون الطلاب بجامعة المغتربين اشار الى ان منهج الجامعة ينتهج جانبين لجعل الطلاب المغتربين يتكيفون مع الوضع داخل الجامعة وفي المجتمع بصورة عامة، وذلك بالجانب النظري والذي يتضمن تدريسهم مادة الدراسات السودانية كمادة اساسية والتي تحتوي على التاريخ والجغرافيا والتراث، اما الجانب العملي فيهتم بالزيارات الى المناطق الاثرية مثل بوابة عبد القيوم والطابية وغيرها من المواقع التاريخية.. واضاف د. عمر ان الجامعة تتيح للطلاب فرصة الاشتراك في النشاطات الطلابية المختلفة التي اقامتها وزارة التعليم العالي والتي يأتي الغرض منها ان يكسب الطلاب الخبرة والتجربة من خلال هذه البرامج للتعرف على المجتمع المحيط بهم وكسب اصدقاء جدد لكي يصقلوا مواهبهم فيها.. واكد خلال حديثه ان تثقيف الطالب هو احد ادوات التكيف الاجتماعي حتى يندمج مع المجتمع المحيط به وينتمي اليه ويأتي ذلك في اطار المحاضرات والمنتديات الشهرية التي تقيمها الجامعة، كما اوضح ان الافطار السنوي الذي يضم اساتذة الجامعة يسعى لتعريف الطلاب بكيفية استغلال الوقت في رمضان في العبادة وليس كعادة فقط خاصة وانهم بعيدون عن اهاليهم وبحاجة قوية للتعريف بالسودان وطبيعته وكيفية التأقلم معه..