هناك العديد من المغتربين يعيشون على الكفاف بسبب مشكلات كثيرة تعترض مسيرة حياتهم سواء في العمل أو على المستوى الشخصي مما يقعد الشخص عن القيام بالتزاماته الأسرية، ومن أكبر هذه المشكلات التي تواجه هؤلاء المغتربين هي مشكلة إنهاء الخدمة أو التقاعد عن العمل، فيواجه هؤلاء مشكلات كبيرة وكثيرة وتتمثل خطورتها في أن تأثيرها يمتد إلى الأسرة خاصة أن الكثيرين قد فقدوا التواصل مع الواقع السوداني، ومن خلال وجودهم في الغربة سنين طويلة وتربية أبنائهم في تلك الديار فيصعب عليهم العودة مرة أخرى خاصة إذا كان من العمالة الوسيطة أو البسيطة. وكما هو معلن من قبل جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج وشروعه في تأسيس صندوق دعم العودة الطوعية للمهاجرين السودانيين وهو كما يقول صندوق اجتماعي يقصد منه توفير الموارد المالية لحل قضايا السودانيين العالقين بدول المهجر بسبب أوضاعهم الاقتصادية وفقدانهم لفرص العمل. وقد طرح هذا الصندوق السيد رئيس الجمهورية في إطار حملته الانتخابية.. ويمثل الصندوق ذراعًا استثماريًا لمدخرات المغتربين والمهاجرين. وقد نظم الجهاز ورشة عمل في «28 يوليو 2010م» للتفاكر حول أسس إنشاء الصندوق بمشاركة عدد من مديري الصناديق المختلفة. ولعمري أن هذا عمل يدل على نظرة ثاقبة وواعية لقضايا المغتربين ومتابعة مشكلاتهم وإيجاد حلول لها، ولكن إذا نظرنا إلى سياق تفاصيل هذا الصندوق «السحري» والذي لم نسمع به من قبل إلا مؤخراً نجد أن إعلانه جاء مع ترشح الرئيس البشير إلى رئاسة الجمهورية قبل ثلاث سنوات وأن الجهاز قام بعقد ورشة عمل عنه في العام «2010» أي قبل عامين. وهذه طبعًا أس المشكلات في «سودان الخير» حيث تموت الموضوعات المهمة والتي يجب التركيز عليها وتتضخم الموضوعات غير المفيدة وتجد حظها من الإعلام، لأنها تمنح «كريت كارد» لمن قاموا بها وهذا الصندوق التي يعتقد كل مغترب أنه مهم جداً ويلامس قضاياهم ومشكلاتهم، ولكن المشكلة في العقلية التنفيذية والتي أتوقع أنها عقدت عشرات الاجتماعات وكونت عشرات اللجان وأصدرت عشرات القرارات والنتيجة «صفر كبير». أليس من الغريب أن يكون الصندوق باسم المغتربين ولمعاجلة مشكلاتهم وهم لم يسمعوا عنه أبداً، كيف يستقيم عقلاً لمثل هذه الأعمال، ومن يتابع مهازل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية للمغتربين أم أنهم يمثلون الفئة المنسية؟. نواصل