في المسرحية المشهورة بتاعة شاهد ما شافش حاجة وبطلها الكوميدي عادل إمام.. فوجئ بأن البوليس قد عاد للمرة الثالثة لكي يحقق معه في قضية مقتل الراقصة «عنايات أبو منفلة».. وبالطبع فإن عادل إمام انزعج واحتج لسعادة المقدم واصفاً نفسه بأنهم وضعوه في خانة «متعهد الحكومة» وكلما قتل شخص ما في مكان ما يستجوبونه على أساس أنه هو المتعهد الذي لا بد أن يكون قد قام بهذا الفعل. وأمريكا لديها عقدة نفسية في حكومتها ومراكز قواها ومجلس أمنها وأممها المتحدة.. وتتمثل هذه العقدة في أنهم يضعون أنفسهم بالضرورة أعداء لكل البلاد التي ينتهي اسمها بحرفين هما «آن» مثلاً السودان، أفغانستان، باكستان، كازاخستان، إيران، تركمانستان وربما يشمل المرض النفسي حتى أسماء الأفراد مثل أربكان وفرتكان وأردوغان ولكن يستثنى باقان وعرمان وتعبان. ونظراً لهذا المرض النفسي والجن الكلكي الذي كان يصيب اللوبيات اليهودية بالأصالة ثم انتقل منها بالحوالة إلى المؤثرين على اتخاذ القرار في أمريكا وسفاراتها فقد ظل اسم السودان مقروناً بحزمة الدول التي يتم تحديدها في كشف العقوبات بصفة دورية والتي تضم (اليمن، إيران، السودان، طالبان، وكوبا) ويبدو النشاز في اسم «كوبا» الذي لا ينتهي بحرفي «آن» يحتاج الى الاستعدال ليتحقق الانسجام حتى تنتظم مصفوفة التوافق فتصير «كوبان» وإذا ما أراد السودان أن يتخارج من كشف الإرهاب الأمريكي فما عليه إلا أن يغير اسمه. وربما أنه إذا توصلت الحكومة إلى اتفاق مع عقار وعرمان وتحققت المعجزة التي اقترحها أحد زعماء الأحزاب «الهرمة» بأن يتم استعادة تعيين عقار والياً على النيل الأزرق وتعيين عرمان نائباً للرئيس فربما يطالب هذان «القردان» بتغيير اسم السودان إلى اسم آخر يحقق لنا المخارجة من مصفوفة أسماء «الآن» ولكن تكون المشكلة لو أن عقار أصر على اسم عقارستان أو أصر عرمان على اسم عرمانستان كاسم جديد للبلاد بعد أن يدخلوها فاتحين عبر اتفاقية أمبكي بأديس أبابا أو وفقاً لأي ترتيبات يقيمها «المتعوس مع خايب الرجا». وعلى كل حال نرى أن أمريكا تنسى أن تحملنا قضايا أخرى غير الإرهاب وتنسى أن تعاقبنا مثلاً على أننا سبب ثقب الأوزون والانفجار الكوني في العصر البلوتوني.. وتنسى أمريكا أن تعاقب السودان على مساهمته الكبرى في الاحتباس الحراري مما أدى إلى رفع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل نصف درجة وأدى إلى ذوبان الجليد وإغراق بعض الجزر في المحيط الباسيفيكي. وتنسى أمريكا أن تعاقب السودان على تسببه في ثورة مثلث برمودة الذي يغرق السفن والطائرات وتنسى أن تعاقب السودان على أنه المتسبب في الانفجار السكاني في العالم. بحيث سوف يزيد عدد السكان اثنين مليار خلال ثلاثة أعوام من الآن وتنسى أمريكا أن السودان مسؤول عن إثارة البراكين في البحار وإحداث التسونامي الذي أغرق بعض المدن الأمريكية وتسبب في إغراق شواطئ ومدن في شرق آسيا. لكل هذا فقد رأينا أن نذكر سعادة السفير الأمريكي بالخرطوم أن يكتب التقرير تلو الآخر وأن يضمنه هذه المعلومات المهمة مثل دور السودان في الاحتباس الحراري وانتشار الأمراض الناتجة عن التدخين وفشل برامج التسليف الكربوني والانهيارات الجليدية في القطب الشمالي.. وهذا وحده يكفي مبرراً لوضع السودان في قائمة الإرهاب الأمريكية وتطبيق الفصل السابع والعشرين .. ونذكر سعادة السفير الأمريكي بالسودان بأن أمريكا قتلت ملايين اليابانيين في دقائق باستعمال القنبلة الذرية في هيروشيما ونجازاكي وقتلت سبعة ملايين عراقي وقتلت مائة ألف فلسطيني عبر اسرائيل وقتلت اثنين مليون افغاني وثلاثمائة ألف باكستاني ومائة وستين ألف صومالي ونصف مليون ڤيتنامي ولم توصف بالإرهاب. وإذا كان بعض الزملاء قد طربوا لتصريح السفير الأمريكي بالخرطوم الذي قال إن واشنطن تنفي وجود اتجاه لتغيير نظام الخرطوم بالقوة فالرجل يريد أن يقول إنه لا يوجد «اتجاه» ولكن يوجد «عمل» لتغيير النظام وعلى افتراض حسن النية فهو يريد أن يقول إنه لا يوجد تغيير بالقوة ولكنه يقصد تغيير بطرق أخرى.. وعلى كل حال من هو ذلك «العوير» الذي يصدق الأمريكان.. وقديماً قيل «كذب الأمريكان ولو صدقوا» ونهنئ أنفسنا والحكومة وكل المواطنين بمناسبة تجديد العقوبات الأمريكية والاستمرار في الكشف الأمريك ي. كسرة: نريد أن نسمع شيئاً عن ترحيل الجنوبيين من السودان فوراً والآن لأن وجودهم يشكل مهدداً لأمن البلاد واقتصادها وهناك منظمات مجتمع مدني جاهزة للتبرع وجاهزة لتوفير الدفارات لنقل الجنوبيين الى أقرب نقطة في بلدهم.. وقطر عجيب يودي ما يجيب.