لسنا ضد الفن، والحراك الثقافي ولكننا ضد ما يدور باسم الفن والفنانين حيث عانت البلاد مؤخراً من احتشاد الساحة الفنية للمطربين والمطربات الذين قدمهم الإعلام بصورة مهولة. ويبدو أن انتشار القنوات الفضائية وإذاعات الاف إم لعبا دوراً كبيراً في ذلك وبسبب تفعيل قانون حق المؤلف والملكية الفكرية وإحجام المطربين الكبار عن الطلة عبر هذه القنوات بلا مقابل مادي مجزٍ. ولم يتيسر أمام هذه القنوات الفضائية الجديدة وسيلة إلا بهؤلاء المطربين الجدد الذين يبحثون عن الظهور فكان أن وجدت ضالتها فيهم وفتحت أبوابها لهم طالما أنهم لا يطالبون بحقوق مادية، بل إن بعضهم على استعداد كامل ليدفعوا هم المال طالما أن ذلك يوصلهم للجمهور. ولا ننسى تجربة بابكر الصديق ونجوم الغد والذين دفعت بأصوات شابة مهولة وتدفق البترول ووجد هؤلاء العائد المادي للقبول فساروا في طريق المجد والشهرة. ومع الانتعاش الاقتصادي الذي عم السودان قبل انفصال الجنوب وتدفق البترول تدفق المطربون وتدفقت القنوات الفضائية التي حركها سوق الاعلان خصوصاً شركات الاتصالات والبنوك والأثاثات المنزلية التي ظلت تقدم المسابقات المليونية بمناسبة وبلا مناسبة مع جيوش من المطربين الشباب أقيمت الكرنفالات والمسابقات وكانت ليالي الطرب والبذخ سمة تميز كل الساحة الفنية. والساحة تضج بكل هذا أطل علينا الوزير السموأل خلف الله الذي أقام ليالي السودان الثقافية من ميزانية وزارة المالية المرهقة التي أجهدها الصرف والبذخ إلى أن عجزت عن اسيتفاء حقوق الدستوريين والوزراء وجيش من الولاة والولايات وصار العجز عنواناً لسنوات قادمة. فقد أكلت العجاف السبع السمان الناضرات فهل تبقت في خزينة السموأل بقية من ميزانية لليال ٍ قادمات. نواصل الجزء الثاني في العدد القادم.