رأت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أن «الجولة التي تقوم بها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في إفريقيا، تهدف في الأساس إلى مواجهة النفوذ الصينى المتنامى في القارة السمراء، وكذلك مواجهة الانتشار المتزايد للمليشيات الإسلامية المسلحة في غرب القارة». ولفتت الصحيفة إلى أن «الإدارة الأمريكية تقول إن الزيارة التى تستمر (11) يوماً تأتى في إطار النهوض بالإستراتيجية الأمريكية للتنمية في أفريقيا التي كشف عنها الرئيس باراك أوباما في تموز، إلا أن حقيقة الأمر خلاف ذلك حيث أن ما يزعج امريكا هو أن أفريقيا أصبحت منطقة نفوذ للصين التى تستغل الموارد الافريقية الكبيرة، وهو ما يشكل خطرًا على ميزان التنافس الإقتصادي والعسكري المتناميين بين بكينوواشنطن» . وأشارت الصحيفة إلى أن «زيارة كلينتون تعتبر نقطة محورية في السياسة الأمريكيةالجديدة فى إفريقيا التي تقوم على أسس إستراتيجية من التعاون الإستثماري والتغلغل في القارة السمراء التي تعتبر منجماً كبيرًا غير مستغل من الموارد الطبيعية، إلا أن أمريكا ستصدم بقضايا مثل حقوق الإنسان والاصلاحات السياسية والإقتصادية في العديد من بلدان إفريقيا». ولفت ريتشارد روث كبير مستشاري وزارة الخارجية الامريكية خلال حديثه فى «مؤسسة التراث» إلى أن «6 من 10 إقتصادات الأسرع نموًا في العالم توجد في أفريقيا، ومن هنا فإن الادارة الامريكية تريد الاستفادة من قارة مزدهرة على نحو متزايد»، مشيرة إلى ان «الإدارة الامريكية تركز على أفريقيا، كرد على الاستثمارات الصينية المتزايدة هناك، والمتمثلة فى البنية التحتية المصرفية والطاقة والصناعات التحويلية»، مضيفة أنه «في العام 2000، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا نحو»10» مليارات دولار، وبحلول العام 2010، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا «114» مليار دولار، وهو أكثر من عشرة أضعاف في عقد من الزمن، في حين بلغ حجم التبادل التجارى الأمريكي مع أفريقيا حوالي «38 « مليار دولار العام 2000 و»113»مليار دولار في العام 0102، لافتة إلى أن «تحرك الإدارة الامريكية تجاه إفريقيا يأتى أيضاً استجابة إلى الاضطرابات السياسية، والتطرف العنيف، وتنامي وجود تنظيم القاعدة في مختلف أنحاء القارة، لا سيما في منطقة القرن الإفريقي، ودول الساحل ونيجيريا.»