حاولت الولاياتالمتحدة منذ أيام الحرب الباردة تفكيك الاتحاد السوفيتي وذلك باستخدام الحرب الاقتصادية والتي استخدمت فيها العديد من الأساليب بشن حرب على الصناعة السوفيتية بجانب تأليب الدول الحليفة ضدها ونجحت في ذلك بالفعل، والآن يعيد التاريخ نفسه وذلك من خلال اتجاه الولاياتالمتحدة إلى محاربة الوجود الصيني في القارة الإفريقية والذي اتسع بصورة كبيرة مما أصبح يهدد الوجود الأمريكي بالقارة ويظهر ذلك من خلال الجولة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية لعدة دول إفريقيا بهدف التحذير من الاستثمارات الصينية في القارة حيث يزعم العديد من خبراء التنمية أن الصين تثري نفسها على حساب إفريقيا حيث تشير الإحصاءات إلى نمو الاقتصاد الصيني بشكل متسارع خلال السنوات الأخيرة، خاصة أن الصين أصبحت من الدول الكبرى المنافسة للولايات المتحدة بتجارة السلاح بجانب احتلالها لأكبر رقعة من الأسواق في العالم حيث تمتاز منتجاتها بقلة الأسعار وبها العديد من الامتيازات أضف إلى ذلك منافستها في التجارة الداخلية، ومن المعلوم أن إفريقيا تعد أكبر سوق للصين وذلك لما تمتاز به من موارد طبيعية ضخمه وانطلقت بكين نحو هذه القارة بقوة في العام «2000» انطلاقة حقيقية مع انطلاق منتدى العلاقات الإفريقية الصينية حيث كان حجم التبادل التجاري في ذلك العام «10» مليارات دولار، وفي غضون عشرة سنين قفز هذا الرقم إلى «115» مليار دولار، ولعل هذا الرقم ألقى كثير من التساؤلات حول مستقبل وشكل العلاقة بين العملاق الأصفر الذي شكل وجوده في القارة السمراء هاجسًا للدول الغربية وأمريكا بشكل خاص والتي بدأت فعليًا ذلك من خلال تلك الزيارة، حيث يرى المراقبون أن الأجندة الخفية هي محاولة الولاياتالمتحدة تفكيك الصين والسيطرة على القارة السمراء وما بها من موارد لاستغلالها على حسابها، فيما يرى البعض أن من الصعب على أمريكا تفكيك الصين والتي تدار بالشيوعية والرأسمالية بمبدأ التعامل بازدواجية. ولكن ترى الولاياتالمتحدة الوجود الصيني في قارة إفريقيا استغلالاً واستعمارًا اقتصادياً، فقد أعرب المسؤولون الأمريكون عن تحفظات عميقة حول استغلال الصين للموارد الإفريقية دون مراعاة لحقوق الإنسان وترى أن حكم التعامل الرشيد لايتأتى إلا بالتعامل مع شركاء مسؤولين كواشنطن من أجل التمهيد لها لتمديد وجودها بالقارة ومن خلال هذا الصراع فالسودان ليس ببعيد منها حيث نادت الولاياتالمتحدة بتطبيع العلاقات مع السودان وتقديم العديد من الاقتراحات كرفع السودان من قائمة الإرهاب وفك الحظر الاقتصادي حيث تتجه أنظار أمريكا للاحتياطي النفطي للسودان حيث تشير المعلومات إلى كبر حجمه وتتجه الولاياتالمتحدة إلى استغلاله لتحريك طاقتها الاقتصادية مستقبلاً ومن المعروف أن هنالك العديد من التحديات التي واجهت الاقتصاد الأمريكي كالأزمة العالمية، وبدأ الصراع الصيني الأمريكي في السودان في السنوات الماضية وذلك بتبادل الزيارات من المسؤولين الصينيين والأمريكيين للبلاد وتقدم الأولى العديد من القروض التي تساهم في التنمية. ويرى الخبير الاقتصادي د. محمد الجاك أن العلاقات الأمريكية الإفريقية ليست بالجديدة نافيًا أن تكون أهداف زيارة وزيرة الخارجية هي محاربة الوجود الصيني بالقارة مشيرًا إلى أن كل الحكومات المتعاقبة على الولاياتالمتحدة تحاول أن تطور علاقاتها مع الدول الإفريقية خاصة الاقتصادية منها، مبينًا أن العلاقات الصينية الإفريقية بدأ يشوبها بعض الفتور خاصة مع السودان وذلك لموقف الصين تجاه البلاد بشأن القرار «2046» مما جعلت الحكومة السودانية تقلل من أهمية العلاقة بين البلدين، وأضاف خلال حديثه ل «الإنتباهة»: أن الصين تتعامل في سياستها بالتركيز على مصالحها الشخصية خاصة أن معظم استثماراتها النفطية ذهبت للجنوب بعد الانفصال، مضيفًا أن المصلحة الاقتصادية بالنسبة للصين هي المؤشر لمدى استمرار علاقتها بالدول، فيما يرى أحد الخبراء أن الهدف من الزيارة هو كسر شوكة الوجود الصيني بالقارة لإفساح المجال للولايات المتحدة لفرض نفوذها من أجل مصالحها الاقتصادية.