الخرطوم: أسامة عبد الماجد - صلاح مختار أقرت الحكومة أن الرأي العام السائد غير مرحِّب بالتفاوض مع قطاع الشمال، وأنها تابعت باهتمام أحاديث المساجد الرافضة للحوار، ووصفت ما دار حتى الآن مع قطاع الشمال بأنه جولة استكشافية، مؤكدة عدم اعترافها بثلاث مسائل هي: السودان الجديد، قطاع الشمال، وأي جهة تحمل عبارة «تحرير السودان»، ونوهت بعدم تراخيها في التفاوض الذي ينطلق عقب عيد الفطر، وكشف مصدر حكومي لصيق بالتفاوض فضّل حجب هُوِيَّته عن اجتماع ضمَّ رئيسي الوفد المفاوض كمال عبيد وحزب الأمة الصادق المهدي التأم مساء أمس الأول بمنزل مساعد الرئيس عبد الرحمن الصادق نوقش من خلاله ما جرى في أديس أبابا. في وقت كشف فيه المؤتمر الوطني عن اتجاه لإعادة النظر في وفد الحكومة المفاوض وإمكانية إجراء تعديل فيه، وذلك باستصحاب تمثيل أكبر لأبناء المنطقتين في المراحل المقبلة للتفاوض، وأفصح عن زيارات يقوم بها رئيس وفد التفاوض د. كمال عبيد إلى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لإجراء مشاورات واسعة مع مكوِّنات المنطقة حول التفاوض المقبل، وأكد أن التحدي الأكبر أن يتفق أبناء المنطقتين على من يمثلهم في التفاوض باسمهم خلال الفترة المقبلة، وتوقع أن يتم التوصل إلى تسويات في بقية الملفات العالقة عقب عيد الفطر. وأكد المصدر تمسُّك الحكومة بعدم السماح بمشاركة الحركة الشعبية في تقديم أي عمليات إغاثة تُقدَّم بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وسخر المصدر من اتخاذ ياسر عرمان لأبناء المنطقتين بالحركة مطيَّة لتحقيق أجندته، واستدل بعدم اطلاع المرافقين لعرمان على الورقة التي قدَّمها قطاع الشمال للوساطة وتم تمليكهم لها بواسطة الوفد الحكومي، وقال إن الحكومة أثارت قضية اعتقال تلفون كوكو الذي ادَّعت الحركة إطلاقها سراحَه وذهابَه لأهله في مدينة ياي الجنوبية، وزاد المصدر: «الجميع يعلم أن تلفون سوداني وأن أسرته في الخرطوم». فيما كشف رئيس المجلس التشريعي لولاية النيل الأزرق محمد الحسن عبد الرحمن عن مشاورات على مستوى القواعد بالمنطقتين لتوحيد الموقف التفاوضي لأبناء المنطقة. وأكد أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم أن الحكومة مُدركة لأهمية مشاركة أبناء المنطقتين في المراحل المقبلة للتفاوض بصورة واسعة باعتبارهم الأدرى بمصالحهم، بيد أنه أكد أن المهم أن المفاوضين ليسوا من قطاع الشمال، وأكد أن الاتفاق تم بصورة نهائية حول ملف النفط، وقال إن تنفيذ الاتفاق يتوقف على إتمام الاتفاق على الملف الأمني، وأشار أن الفترة المحددة بثلاث سنوات ستكون فيها متغيرات يتم الاتفاق عليه بعد انتهائها حسب الأسعار العالمية للنفط، وقال: إلى الآن الاتفاق مرهون بالترتيبات الأمنية، وأضاف: إذا كانت دولة الجنوب حريصة على مرور النفط عبر السودان عليها حسم الملف الأمني بكلياته، وقال: ثبت خلال الفترة الماضية أن الجنوب ليس لديه خيار سوى السودان.وأكد بدر الدين أن الاتفاق على الملف الأمني يؤثر على الوصول إلى تسوية شاملة للمنطقتين واستكمال نيفاشا، ونوَّه بأن الوضع الآن أنسب للتفاوض حول قضايا المنطقتين والوصول لتسوية سياسية شاملة، وأكد أن الظروف أجبرت دولة الجنوب على أن يكون لديها إردة سياسية، واعتبر أن موقف الإدارة الأمريكية تكتيكي باعتبار أن مصالحها ومصالح أصدقائها متوقفة، وأكد بالقول «وارد طالما اتفقوا على النفط سيتفقون على الترتيبات الأخرى»، وأشار إلى أن موافقة دولة الجنوب على النفط إقرار ضمني على الخطأ بإيقاف ضخ النفط، وأن موافقتهم تعني قبولهم ضمنًا بالترتيبات الأخرى، واستبعد أن يتم صدرور قرار بعفو عام عن حاملي السلاح في المنطقتين باعتبار أن الحوار في بداياته ولم يتم فك الارتباط حتى الآن وهو أمرٌ غير وارد. وكان رئيس وفد التفاوض د. كمال عبيد قد عقد اجتماعًا موسعًا أمس مع رئيس المجلس التشريعي لولاية النيل الأزرق حيث طمأن عبيد رئيس المجلس التشريعي إلى سير التفاوض بصورة شاملة تحفظ للسودان عزته وكرامته.