ما معنى أن يكتب رزقه وعمله وشقي أو سعيد? السؤال: في الحديث: «إن الله خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره واستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون؛ فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا خلق الرجل للجنة استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق الرجل للنار، استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار. رواه الإمام مالك في الموطأ وقال صلى الله عليه وسلم (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا نُطْفَةً، ثم يكون عَلَقَةً مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَةً مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقال: اكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي نفسي بيده أو قال: فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار) رواه البخاري ومسلم فما معنى أن يكتب رزقه وعمله وشقي أو سعيد مرة أخرى بعد أن كان ذلك قبل خلق آدم؟ الجواب: فكتابة المقادير قد حصلت كما ثبت في الحديث الذي رواه مسلم قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذه الكتابة على خمسة أنواع: الأولى: التقدير الأزلي وهو الذي كان قبل أن يخلق الله الخلق، والثاني: التقدير يوم أخذ الميثاق كما في الحديث الذي رواه مالك في الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والثالثة: التقدير العمري كما في الحديث الذي في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والرابعة: التقدير الحولي وهو الذي يكون في ليلة القدر كما في قوله تعالى «فيها يفرق كل أمر حكيم» قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر، وأبي مالك، ومجاهد، والضحاك، وغير واحد من السلف.ا.ه والخامسة: التقدير اليومي حين تنقل الملائكة من اللوح المحفوظ ما يكون في كل يوم من رزق وأجل وصحة وسقم وغير ذلك مما قدره الله عز وجل، وبذلك يعلم أنه لا تنافي بين الحديثين، بل يُحمل كل منهما على حالة دون الأخرى، والله تعالى أعلم. تخرج الشمس ولا شعاع لها!! السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، من علامات ليلة القدر أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع صافية، السؤال: ذكر بعض العلماء أن سبب ذلك - والله أعلم - أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر، فهل هذا الكلام صحيح؟ وجزاكم الله خير. الجواب: فما ذكره بعض أهل العلم - كأبي عبد الله القرطبي - من أن طلوع الشمس صبيحة ليلة القدر لا شعاع لها؛ سببه وجود الملائكة إلى طلوع الفجر وهم مخلوقون من نور؛ فيطغى نورهم على نور الشمس، تعليل قريب ومأخذه صحيح، وهم - رحمة الله عليهم - قد غلب صوابهم وظهر فضلهم واجتهادهم مقبول، والله تعالى أعلم. أيهما أفضل ليلة القدر أم ليلة الإسراء؟ السؤال: ما حكم الشرع فيمن قال بتفضيل ليلة الإسراء على ليلة القدر؟ الجواب: أدلة الشرع قد تظاهرت على أنّ ليلة القدر هي خير الليالي. يقول سبحانه: «ليلة القدر خير من ألف شهر».. وهي الليلة التي نزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا كما قال ابن عباس وغيره.. وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عن شهر رمضان: «فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرِم» وقد نقل عن الإمام مالك أنّ ليلة القدر خاصة بهذه الأمة المباركة, ونقل الخطابي الإجماع على ذلك. والأولى للمسلم أن يشتغل بما ينفعه من معرفة الأحكام والعمل بما يعلم من دين الإسلام.. والله تعالى أعلم.