عزيزي القارئ أظنك قد سمعت ب «موقعة» سوق الملجة التي استخدمت فيها قذائف الجرجير والبصل الأخضر، لكنك حتمًا لم تقرأ السيناريو الخاص بهذه المعركة التي سماها بعض المؤرخين ب «المعركة التاريخية بين الوالي والخضرجية»، فيما سماها آخرون معركة الجرجير، وذلك لدخول سلاح قذائف الجرير لأول مرة في تاريخ المعارك الحديثة حيث استخدم والي تلك الولاية الطرفية قذائف الجرير والفجل، والبصل الأخضر في معركة سوق الملجة ضد خصومه، مما أدى لحسم المعركة لصالحة، باعتبار أن هذا النوع من الأسلحة يعد حديثًا نسبيًا ولم يُستخدم قط في المعارك التي شهدها العالم طوال تأريخ البشرية، ربما لدواعٍ إنسانية تتصل باحترام كرامة الإنسان، وصون حقوقه، لذلك يتحاشى المتحاربون استخدام مثل هذه الأسلحة المهينة لكرامة الإنسان. الطريف في هذه المعركة غير المتكافئة، يقال والعهدة على الراوي، إن بائعي الخضار في ذلك السوق الذي شهد أعظم وأطرف معركة في التأريخ المعاصر نأوا بأنفسهم من بيع البطيخ والشمام والدوم والبصل وكل ما من شأنه أن يحدث شجًا عظيمًا على الرأس إذا ما أتت منه قذيفة على غرار قذائف الجرجير والفجل، في غارة مفاجئة أخرى، لذلك بدا الناس هناك حفاظًا على سلامة أرواحهم يتنافسون في بيع الشمارالأخضر، والنعناع والبقدونس، يعني الحاجات الناعمة فقط، حتى إنو الواحد كان جاتو قذيفة من الوالي، تجيهو قذيفة رُبْطة شمار أخضر أو نعناع، أفضل له من أن يستقبل بطيخة ولاّ دومة علي دماغو اللي ماناقص حاجة أصلاً، المهم وطبقًا لهذه المؤثرات والمعطيات الجديدة تراجعت مبيعات القرع والبطيخ والدوم وأي حاجة ضربتها قوية ويمكن أن تسيِّح الدم في هذا الشهر الفضيل ... والأطرف مافي الأمر إنو ناس الولايات بقو في مرة من المرات، بفتخرو بمستوى رقابة المسؤولين للسوق، والأطعمة، بقو واحدين إقولو والله نحنا المسؤولين عندنا في كل أسبوع بعملو دوريات تفتيش مرتين، وبسجلو المخالفات وبقفلو المحلات الما ملتزمة بقواعد الصحة وكدي، وواحدين بقو يقولو والله نحنا مفتشين الصحة شغالين بالقانون، وما بخلُّو أي مخالفة، بس قامو ليك جماعتك ناس الولاية دي، قالو والله نحنا ولايتنا من شدة ما مهتمة بي صحة الإنسان، بجي الوالي بي نفسو، وإلِمْ في الناس شتِرْ بالطماطم والبصل والدكوة والليمون «أكل المساكين» ..أبو الزفت الحجاج جآآآآآآآآآآآآكم... واختلف كثير من المحللين حول دواعي إدخال هذا النوع من السلاح في هذه المعركة، وفي هذا التوقيت، والأسباب والدوافع التي جعلت ذلك الوالي يقوم بإطلاق قذائف الجرير والفجل على «منافسيه»... بعض المحللين يرون أن اسباب انفعال الوالي ودفعه الى استخدام تلك الاسلحة، تكمن في أن ناس سوق الملجة قد جابو كثافتو بسبب ما رأى من فوضى تضرب بأطنابها في ذلك السوق، الأمر الذي حدابه الى أن يخرج من علبو ويولع في الخضرجية، ويشعل السوق بقذائف الجرجير المحرمة دوليًا ...البعض الآخر من المحللين يرجعون انفعال الوالي الى أسباب تتعلق بالمنافسة التجارية، خاصة وأن الوالي يُعد من كبار أصحاب الجنائن التي تنتج الخضر والفواكه، وأن تجار سوق الملجة يجلبون الخضار من أماكن أخرى وبأسعار زهيدة، مما شكل تهديدًا خطيرًا لمنتجات الوالي، غير أن هذا التحليل لا تسنده معطيات قوية.