يحتل قطاع الإنتاج الحيواني مكانًا بارزًا في بنية الإنتاج الزراعي حيث يساهم في دعم الاقتصاد وتحسين معيشة أفراد المجتمع وتوفير الغذاء لعدد كبير من السكان، إضافة إلى توفير فرص عمل لشريحة كبيرة من السكان خاصة في المناطق الريفية.. وأدت عوامل زيادة الطلب على المنتجات الحيوانية بسبب زيادة معدل النمو وتحسين الوعي الغذائي بجانب زيادة دخل الفرد إلى ارتفاع شديد في أسعار المنتجات الحيوانية ولمواجهة الزيادة في الطلب على هذه المنتجات كان لا بد من الاهتمام بالنسل وتحسين الوحدات الحيوانية والاستفادة من العلوم والتقنيات الحديثة التي تحقق زيادة في الإنتاج في فترة زمنية وجيزة. ويعرف التحسين الوراثي مجموعة من الوسائل العلمية التي تستخدم لانتقاء نبتات محسنة أو حيوانات ذات صفات إنتاجية وتناسلية جيدة وإكثارها بغية تحسينها كمًا ونوعًا على مدى الأجيال المتتالية. وقال الدكتور أبو بكرآدم محمد في ورشة الثروة الحيوانية الحاضر والمستقبل التي عقدت بمركز دراسات المستقبل إن الإنتاج بصفة عامة يتوقف على المكون الوراثي والأثر البيئي والتفاعل بين الاثنين، فالطرق التي يجب اتباعها لتحقيق زيادة الإنتاج والإنتاجية يجب أن تأخذ البعد القومي لتكون الفائدة أشمل وعليه يجب استصحاب الأنماط المختلفة للإنتاج الحيواني للتراكيب الوراثية للسلالات المحلية. وأضاف د. أبوبكرآدم أن التنوع الإحيائي يشمل أكثر من «7600» سلالة موثقة من الثديات والطيور بالإضافة لعدد غير معلوم من السلالات غير الموثقة ولذلك فإن السلالات نتجت عن الانتخاب الطبيعي عبر القرون من غير استعمال سجلات القطيع القومي أو تقانات التناسل المختلفة. عالميًا يحتل قطاع الماشية «40%» من الناتج الزراعي القومي والمنتجات الحيوانية تعادل ثلث البروتين المستهلك بواسطة البشر، والحديث للدكتور أبوبكر وأن هنالك مساحات واسعة لا يمكن استغلالها لإنتاج غذاء الإنسان إلا بتربية الماشية.. وهذه المساحة تزيد عن «40%» من مساحة اليابسة والتي تشمل المناطق المدارية وشبه المدارية الجافة، والمناطق الجبلية والمرتفعات والمناطق الباردة جداً.. فحيوانات المرعى تستغل الأعشاب المحلية لتحويلها لغذاء الإنسان وهذا يعني أنهم يستغلون الأراضي غير المناسبة لزراعة المحاصيل. وزاد د. أبوبكر أن التباين عنصر مهم في تطوير الماشية ومعرفته ضرورية لتحسين النسل، فهنالك اختلاف بين المجتمعات في تجهيز واستغلال المنتجات الحيوانية والاستفادة منها كما أن هناك تباينًا بين الحيوانات من حيث النوع والسلالات ويساعد هذا التباين المنتج على تحقيق غايته وغايات المجتمع الذي يمده بالمخرجات. وهناك ثلاثة مستويات للتباين الجيني «تباين بين الانواع تباين بين السلالات وتباين بين الأفراد في السلالة» الذي يعتمد توجيه التحسين لجينات حيوانات الأجيال الأصلي القادمة للتمكين من إنتاج المستخرجات المرغوبة بكفاءة أكثر تحت مظلة المستقبل الاقتصادي والاجتماعي المتوقع في بيئة إنتاجية مستهدفة. وشدد د. أبوبكر على الإسراع بتحديد نقطة الارتكاز القطرية لتكون حلقة الوصل بين السودان والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتنمية الموارد الوراثية الحيوانية بجانب توفير الدعم الكافي واللازم لتنمية الموارد الوراثية الحيوانية والتركيز على وضع خطط طويلة الأجل لتحسين السلالات المحلية ليس فقط حول المدن بل وفي الأرياف مع إجراء إحصاء حيواني كمي ونوعي لتحديد اتجاهاتها وخصائصها وتوصيفها والعمل على تنميتها وصونها وإنشاء وحدة قومية لمعلومات الموارد الوراثية الحيوانية ومركز الإنذار المبكر.