أينما وجدت المرأة السودانية فهي عظيمة، وضيفتنا اليوم هي واحدة من النساء السودانيات اللآئي يكافحن من أجل لقمة العيش الشريفة نجوى جيب الله أو كما يحلو لها مناداتها بمدام نجوى.. التقيتها بمدينة أم درمان بحي الموردة وهي تعرض بضاعتها المكونة من العطور والثياب السودانية والأحذية النسائية بدأت تجارتها في العام «2002م» بتجارة «الشنطة» والتي كانت توزع بها بضاعتها في المؤسسات الحكومية والخاصة.. صبرت وكافحت وتحمّلت برد الشتاء وحر الصيف حتى صارت تمتلك سيارة تتنقل بها لتسويق بضاعتها.. التقيناها بالقرب من عوضية للأسماك، لفت انتباهي وجهها البشوش، سألتها عن بعض العطور ودردشت معها عن بداية عملها وكيف تتطور وهل هنالك عقبات تواجهها أثناء عملها فأجابت بقولها: بدأت هذا العمل قبل عشر سنوات في العام «2002م» والفكرة كانت لزميلتي عزيزة بابكر حيث بدأنا بالعطور السودانية «البخور والخمرة والدلكة» بالإضافة لهذه العطور المستوردة، وكنا نوزعها بالشنطة في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة واستمرينا على هذه الحالة لمدة عشر سنوات والحمد لله الآن امتلك هذه السيارة واتنقل بها لتسويق بضاعتي، ففي الأيام العادية أكون موجودة بالسوق العربي، وفي أيام صرف المرتبات أتجول بها على المؤسسات الحكومية والخاصة حيث يوجد زبائني ويبدأ عملي منذ التاسعة صباحاً إلى السابعة مساءً وبعد فترة من الزمن صرت أُوجد أمام عوضية، لأن الفكرة أخذها كثير من الناس ونفذوها وصاروا يعملوا في نفس الأماكن التي ارتادها لذلك أُوجد بصفة دائمة أمام عوضية للأسماك، سألتها هل تجدي مضايقة من قبل الجهات الرسمية فأجابت: أجد مضايقة من المحلية ومن المسؤولين من النفايات وفي إحدى المرات أخذوا مني بضاعة بمبلغ ستين جنيهاً مع أني لا توجد لدي نفايات، وعن سؤالنا لها هل لديك أبناء قالت لدي ثلاثة أبناء مصطفى كان يدرس في جامعة الخرطوم وترك الدراسة ليساعدني ولكنه لم يجد عمل مع أنه كان يعمل في المحلية، وأمنية تدرس في كلية النيل للعلوم الطبية بالسنة الثالثة، وست زينب تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الترجمة. ٭٭ كلمة أخيرة مناشدة أرسلها عبر صحيفتكم إلى إدارة كلية النيل الطبية، وأرجو الاستجابة فابنتي أمنية تدرس في كلية النيل الطبية بشرق النيل، وأرجو من إدارة الكلية تخفيض الرسوم نسبة لأني العائل الوحيد للأسرة وأعاني من بعض الأمراض التي حالت دون سداد ما علي من مصاريفها الدراسية.