اربطوا الأحزمة يا مغتربين «2» هل يعقل هذا على مسافة لا تتعدى المائة متر يختلف سعر الدواء بأكثر من «300%» في صيدلية بلغ سعر احد الأدوية «70» ألفًا وفي الصيدلية الأخرى «20» ألفًا.. ما هذه الفوضى الغريبة في أهم احتياجات البشر ولماذا فرق السعر ضخم بهذه الطريقة؟ هل معقولة وصل الجشع في البعض إلى أن يغالوا في أسعار الدواء بهذه الطريقة؟! وهل يعقل أن الدولة لا تعلم هذه الأسعار ولا تعرف المغالين فيها والغريبة أن صاحب الصيدلية الأولى عندما رأى اندهاش صديقي هذا اخرج له قائمة بالأسعار ليقنعه أنها حقيقية. هنا الدولة ملزمة لكل المحال التجارية التي تتعامل مع الجمهور بوضع ديباجة السعر على السلعة سواء كان دواء أو غذاء أو أي شيء معروض للبيع وتجد أن السعر موحد في كل الأماكن وان كان هناك فرق فهو بسيط ليس بمستوى ما يحدث في بلادنا مع العلم أن الدولة لا تتدخل في تحديد الأسعار والسوق مفتوح للجميع ولكن هنا الجميع لا تحكمه الدولة ولكن تحكمه أخلاق السوق التي انعدمت عند تجارنا بحيث صارت المتاجرة بآلام أهلنا وتعاستهم أمرًا ممتعًا بالنسبة لهم، ماتت ضمائرهم وفي سبيل تحقيق الربح يدوسون على جيف الغلابى المساكين، ليس هناك أدنى تقدير من أي شخص أو جهة للمواطن المسكين الذي يعاني الأمرين من الغلاء في كل شيء والمصيبة أن كثيرًا من المضاربات التي تحدث في السوق ويكون وقعها اكبر على المواطن سببها أناس أصيلون في السلطة أو قريبون لها يعملون بنظريات شيلني وأشيلك بحيث يتم رفع سلعة معينة يكون صاحبها تاجرًا معينًا وعندما يحقق مراده ويصرف بضاعته يتم تخفيض السعر وهكذا يتبادل التجار الكبار تجار الحكومة وزبانيتهم اللعبة على آلام وأوجاع الشعب المسكين الصابر. للأسف هناك غياب تام للحكومة لضبط السوق وخلقت من نظرية المنافسة والسوق المفتوح خلقت منها فوضى غريبة في الأسعار ومثل هذه النظريات يمكن ان تطبق في أناس لهم أخلاق في طريقة التعامل ويحكمهم ضمير إنساني حي وواعٍ يخاف الله ويعمل وفق الأخلاق الإسلامية السمحاء التي تحض على عدم احتكار السلع ورفع الأسعار لكي لا يتضرر المواطن ولكن في السودان للأسف غابت كل تلك القيم الإسلامية السمحاء وحلت محلها قيم موت الضمير وموت الشعور وصار كل واحد منا يقول نفسي نفسي وما دونه يذهب إلى الجحيم. نواصل