{ والحكاية قديمة وساخرة.. ومعادة.. وتقول إن كلام النهار يمحوه الليل { والصحف في هوامشها تحمل أن نساء توجو يقاطعن أزواجهن لإجبار الرئيس على الاستقالة. { والحكاية منذ العهد الروماني القديم وقبلها النساء يقمن بالمقاطعة ذاتها لإجبارهم على إيقاف حرب هناك. { والسينما تعيد الحكاية في الستينيات وقرية إيطالية حين تفاجأ نساؤها بقابلة «داية» مذهلة الجمال تهبط للعمل هناك يقررن إبعادها بأسلوب بسيط : لا حمل!! { واجتماعات وخطب ومظاهرات وحماس نسائي عنيف يقرر مقاطعة الرجال حتى لا تجد القابلة عملاً.. وترحل.. { ولكن الشهر التالي والتالي والتالي يشهد مظاهرات أقل نشاطًا.. السبب هو أن الحمل لا يسمح للنساء بالتظاهرات العنيفة. { الحكاية تسخر من بعض الحلول. { والبحث عن حلول هو ما يقود تاريخ العالم كله و... { ونحن نركم القوائم أمامنا.. قوائم مصائب البلاد اليوم.. ونفحص.. ونبحث عن حل. { وشيء يسرق الانتباه هناك. { فالأمر كله والبحث كله والخيوط كلها في بحثنا تقود إلى شيء واحد هناك { واحد { المصارف السودانية كلها هي الآن ملك لشخصيات أقل من عشرين { مع قليل ممن تحملهم الزفة. { والجهات هذه تنتمي لجهة معينة { ومشروع إصلاح الجهاز الحكومي الأخير.. الذي يتجه بعنف إلى الإصلاح يفاجأ الناس به وهو يخبو. { وننظر ونجد أن جهات معينة هي من يقف وراء ذلك. { وإصلاحات وزير المالية .. التدمير الذي يقوم ضد كل منطق نتتبع خيوطه.. والخيوط تقودنا إلى الجهة ذاتها. { قبلها ثورة القمح التي تسجل نجاحاً مذهلاً.. تُدمَّر. { والتدمير نطارد خيوطه.. والخيوط تقودنا إلى الوجوه ذاتها. { قبلها وبعدها ومعها تدمير البحرية السودانية.. تدمير الطيران الآن.. تدمير السكة حديد. { وشيء مثل التدمير يذهب إلى جياد والتصنيع الحربي { والخيوط نطاردها... وتنتهي بنا إلى الحوش ذاته. { قبلها الثورة الصحية المذهلة.. الثورة التعليمية. { قبلها مشروع البترول. و.. { ومشروعات تدمير وتدمير.. ونطارد خيوط التدمير و«نقص الدرب» والدرب يقودنا إلى الحوش ذاته. { والآن هجرة كثيفة للعقول { وتدمير العملة المحلية وتدمير للصادر.. إلا القليل و.. { وأشياء نتبع خيطها فنجد الوجوه ذاتها هناك. { والآن شبكة الاتصالات.. الأعظم في إفريقيا تتجه إلى المصير ذاته { مثلها.. { الوجوه التي تحمي المراكز الحساسة في الدولة.. يجري إبعادها بصورة هامسة.. خفية متباعدة بحيث لا يرى أحد من الضحايا أصحابه من الضحايا { و... و... { والجيش لا نستطيع الحديث عنه. { ولا الأمن { والمالية ما يجري فيها مفهوم { والحديث عن الماسونية في السودان يقود إلى وجوه قيادية في كل شيء { والحديث عن المواجهة يقود إلى حكايات مذهلة { بعضها وهذه أيام البدايات الأولى لنيفاشا أغسطس 2003 كان يقود إلى أن نيفاشا التي يراها الناس هي شيء يختلف كل الاختلاف عن نيفاشا الحقيقية { وأن علي عثمان وقرنق كلاهما كان يجعل الثانية غطاء على عيون المخابرات العالمية والثلاثي النرويجي الألماني الأمريكي - الذي يسعى لتدمير السودان { وإن علي عثمان وقرنق كانا يتفقان بعيداً حتى عن أعضاء الوفدين على أشياء منها وحدة البلاد والنفط والحدود وكل ما يدير رأس المفاوضات الآن. {والأمر يكشف. { وقرنق يُقتل.. والسودان بالاغتيال هذا يسقط في المصيدة التي ينصبها للآخرين. { والانفصال والقسمة وكل ما كان ينصب تمويهًا يصبح حقيقة. { والوجوه الماسونية في الداخل تنطلق للعمل. { ابتداء من تدمير الاقتصاد ثم تعطيل القانون.. ثم الانفصام بين السلطة والمجتمع... ثم... ثم... { و التسلل إلى البنوك يتم بحيث أن شخصية واحدة الآن تملك نصف ما يدير أموال مصارف البلاد. { ومرحلة تعطيل القانون تتم بحيث إنه لم تجر محاكمة واحدة في العامين الأخيرين بينما البلاد تئن تحت المخالب. { وتفكيك المجتمع يذهب بعيداً { ونكتفي بقراءة الأدب الروماني القديم { ويبقى أن من يفعلون ما يفعلون إن كانوا يفعلونه عن علم فإنهم خونة { وإن كانوا يفعلونه عن جهل فإنهم المغفل النافع. { ثم لا مركز دراسات يبين للناس هؤلاء كيف يُدار العالم اليوم.