ظلت صديقات الزوجة محل اتهام دائم من قبل الأزواج بأنهن السبب الرئيس في الخلافات الزوجية التي تحدث بين الفينة والأخرى فأحيانًا تفرض الزوجة صديقتها على زوجها.. وتروي لها تفاصيل حياتهم فتصبح جزءًا من الأسرة والمجتمع يزخر بقصص للخيانة الزوجية من قبل الصديقات.. فهل تصمد أمام المناكفات؟ ولماذا ينظر إليها دائمًا بأنها سبب إثارة البلبلة وبأنها خميرة عكننة؟ وهل يحق للطرفين التدخل في اختيار الأصدقاء.. «البيت الكبير» تناول القضية مع أهل الرأي فبماذا أدلوا: تحقيق: منى النور انقطعت تدريجيًا علاقتي بمعظم صديقاتي انقطعت بشكل تدريجي بعد زواجي بهذه العبارة ابتدرت سعاد الحاج «موظفة» حديثها وقالت: لا أعلم السبب الحقيقي وراء ذلك ولكنني على يقين تام أن عمر الصداقات بين الفتيات دائمًا قصير فالفتاة تغير صديقاتها وفقًا للمرحلة التي هي فيها بعكس صداقات الرجال التي تستمر إلى سن متأخرة من العمر فهم يلتقون حتى بعد الزواج.. وتضيف: أن زوجها لم يتدخل يومًا في اختيارها لصديقاتها بل حرصت على تعريفه عليهن خلال فترة الخطوبة وعملت على توطيد العلاقة بينهم ووصل الأمر إلى الزيارات الأسرية وكانت صديقتي المقربة جدًا هي من تقرب بيننا في حال حدوث أي خلافات. الأزواج هم السبب وتعزي هاجر محمود «موظفة».. القضية إلى إن أغالب الأزواج يبدون انزعاجهم من اهتمام زوجاتهم بصديقاتهم بعد الزواج لذلك تميل الكثير من الفتيات إلى الاستغناء عن عدد من صديقاتها غير المقربات والاحتفاظ بالقليلات وهذا طبيعي لانشغالها بمنزلها وزوجها فالزواج مسؤولية خاصة بعد إنجاب طفل فلو عقدت أي فتاة مقارنة بين حياتها قبل الزواج وبعده تجد أن الزوج يحتل الرقم واحد في حياتها ويحصل أيضًا على الاهتمام الأول بعدها يأتي أصدقاؤها. ليس له الحق ويؤكد الهادي منصور «معلم» أن بعض الفتيات تبقى علاقاتهن بصديقاتهن مستمرة حتى بعد الزواج ويقول إنه لا يحق التدخل في اختيار زوجته إلا في حالة رأى ما لا يرضيه فهناك بعض الزوجات تعمل على إثارة الغيرة في داخل زوجها بإخباره بصورة متكررة عن صديقتها وما فعله زوجها له فالكثيرون يرفضون وجود صديقات زوجاتهم في حياتهم بل يجبرونها على الاختيار وكم من بيوت دمرت وأسر شردت بسبب صديقات الزوجة. خميرة عكننة ويروي إسماعيل عبد الله تجربته قائلاً: إن معظم المشكلات التي تحدث سببها صديقات الزوجة وهي بمثابة خميرة عكننة خاصة إذا لم تكن متزوجة وعن نفسي ذقت الأمرين مع صديقة زوجتي التي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا والسبب أن زوجتي كانت تعاملها بحسن نية وتخبرها بكل تفاصيل حياتنا فكانت «تملي عليها أحاديثًا» غريبة وتصر زوجتي على تنفيذها حتى لو كان الثمن خراب بيتها وعندما ضقت زرعًا بها قررت إيقافها في حدها وحدثت الكثير من المشكلات لهذا صرت أتدخل بصورة مباشرة حتى في علاقتها مع جاراتها. تحديد وليس قطعًا الأستاذ محمد أحمد المتخصص في علم الاجتماع حسم القضية من تخصصه وقال: أهم عامل في استدامة الحياة الزوجية عدم إتاحة الفرصة للأصدقاء والأقرباء والأهل في التدخل في حياتهم الزوجية أو مشكلاتهم؛ لأن ذلك يقود إلى أثر سلبي قد يكون بداية لنهاية حياتهم الزوجية.. موضحًا أن الزوج إذا رأى ما لا يقبله في صديقة زوجته فيجب أن يكون الأمر بالتنبيه والرجاء والتودد وليس بقطع العلاقات مباشرة لأن المجتمع يقول يجب أن لا تقطع العلاقات ولكن تحدد في إطار محدود.. ويؤكد أستاذ محمد أن الأسرة النووية الممتدة تتمتع بتوافق اجتماعي وبالتالي يجب أن يكون أصدقاء الأسرة محل توافق وقبول من الطرفين فإذا حدث عدم توافق فهذا يعني اختلال في طريقة الاختيار، مشيرًا إلى حق الطرفين في اختيار أصدقائهم.