بثَّ أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق رسائل وإشارات كبيرة ومهمة من خلال اللقاء التنويري حول قضايا مناطقهم الذي استضافته قاعة محلية أمبدة أمس، منها ضرورة إيقاف الحرب ورتق النسيج الاجتماعي الذي تمزق بسببها، بجانب رسائل أخرى عنونت إلى الأجنبي بألا يتدخل في قضاياهم كما فعل مع الجنوب ودارفور، ولم ينسوا أن يلفتوا نظر عرمان وعقار وغيرهما إلى أنهم لا يمثلون أبناء المنطقتين. ودافع رئيس الدائرة السياسية لأبناء جنوب كردفان بالمؤتمر الوطني محمد مركزو كوكو عن الرؤى التي قدمت للحل التي تضمنت عدة أوراق قدمتها الوساطة والوفد الحكومي ووفد الحركة الشعبية، مؤكداً أنهم قاموا بتفنيد المحاور الستة التي احتوتها ورقة الحركة، خاصة في ما يتعلق بالمسار السياسي والفترة الانتقالية والعلاقة بين الدولتين، كما أشار إلى لقاءاتهم بأبناء المنطقتين بالبرلمان وكل الأحزاب والقوى السياسية، وقد خرجت تلك اللقاءات بالعديد من الموجهات، أهمها أن مرجعيات التفاوض بروتوكولا المنطقتين، وأن ما يجري هو استكمال للبروتكولين، وليس من أهداف التفاوض إنشاء اتفاقية جديدة، بجانب أن فك الارتباط السياسي والعسكري مع الجنوب شرط رئيس للتفاوض مع أي طرف، والإعلان الصريح عن فك هذا الارتباط، وأنه ليس من حق الوفد إعطاء أية جهة حق ممارسة العمل السياسي لوجود دستور وقوانين تمثل المرجعيات في إعطاء ذلك الحق، وتضمنت الموجهات كذلك ضرورة أن يشمل التفاوض كل القوى السياسية والقيادات التي انحازت للسلام، وأن أية نتائج يتم التوصل إليها لا يتم التوقيع عليها إلا بعد الرجوع لقيادات الدولة وأهل السودان والمنطقتين والموافقة عليها، وأن تكون فوق الطاولة. رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان عفاف تاور اعترضت على رضاء الحكومة بالجلوس والتفاوض مع قطاع الشمال باعتباره فاقداً للشرعية وعدم حمله أية صفة وخلو صفوفه من أبناء المنطقتين، وقالت: «أريد أن أبدأ من آخر حديث قاله الشهيد مكي بلايل، وهو: ليس المهم من يذهب للتفاوض ولكن الأهم هو أن من يذهب يجب أن يحمل رؤى وقضايا أبناء المنطقة، وأن يحملها ويدافع عنها بثقة»، واردفت قائلة: «من يذهب للتفاوض ينبغي أن يكون ممثلاً حقيقياً لأبناء المنطقتين ويحمل همومهم، ونريد أن تكون لنا كلمة لأننا فقدنا أعزَّ أبناء المنطقة، ونسعى إلى أن يكون الجميع شركاء». ومن جانبه هاجم القيادي بالوطني الوزير أحمد كرمنو ياسر عرمان ومالك عقار، واتهمهما بالتسلق للمناصب عبر قضايا المنطقتين والمتاجرة بها، وقال: «عرمان لن يصل إلى القصر عن طريقنا كان كسر رقبتو»، وأضاف: «مافي زول يتاجر بينا ويتحدث عن قضايانا وهو لا يعرفها»، ونفى وجود مشكلة في من سيذهب إلى التفاوض، وقال: «ما عندنا مشكلة في نودي منو.. ولكن العبرة في ماذا يقول». وأردف: «من يذهبون يجب أن يقدروا المسؤولية وأن يكونوا قدر التحدي وألا يكونوا ضعافاً». وطالب كرمنو الوساطة بالاستماع لأهالي المنطقتين وعدم الاكتفاء بالاستماع لوفود التفاوض، وقال: «على أمبيكي أن يأتي هنا وأن يستمع لنا»، كما طالب بفصل قضية النيل الأزرق عن جنوب كردفان، وتخصيص منبر لكل منهما لانفصال القضيتين عن بعضهما، وقال: «نحن في النيل الأزرق لولا أن من يأبى الصلح ندمان لرفضنا التفاوض مع عقار». وأشار كرمنو إلى العديد من الموجهات التي رأى استصحابها، وهي أن حل القضية السياسية يختلف تماماً عن المشاركة في الحكومة، وأن الترتيبات الأمنية التي سيتم الحديث عنها ليست ترتيبات نيفاشا، وليس هناك حديث عن جيشين، وهو الأمر الذي تسبب في إلحاق الأذى والضرر بالبلاد والمنطقتين، وأكد أن التمرد يمضي إلى نهاياته، ونبه إلى ألا تكون الإغاثة والعمل الإنساني سبباً لتقوية الجيش الشعبي، وطالب بوحدة الصف الداخلي تجاه التفاوض.