من أقوال هذا الزمان المأثورة ما طوّف على صفحات الصحف الاجتماعية وأخذا يطل علينا من وقت لآخر بتصريحات ظاهرها البراءة وباطنها فيه «حرقص» كبير.. تلك الأقوال المأثورة صويحباتها فتيات عُرفن من خلال الأجهزة الإعلامية بأنهن فنانات. وصورة كبيرة منمّقة وملمسة من إستديوهات «بداستيك» وتحتها جملة عريضة أعرض من نظرات البنت نفسها تقول :«أنا لو شريف نيجريا دعاني.. ما عندي مشكلة.. وما بتردد.. طوالي حأقبل الدعوة وحأمشي ليهو». وشريف نيجريا الذي انبسط من بعض الفنانات «الشريف مبسوط مني» وأغدق عليهن الهدايا من الحلي الذهبية إلى العربات الهمر والليكزس «الليكزس جات.. زحوا يا ركشات» ربما لا يكون قد فكر في دعوة تلك البنت الفنانة لأنه لا يعرفها.. ولكن هذا لا يشفع له.. لأن فنانتنا تعرفه بلكزاته وهمراته والكلام ليس موجهاً للشريف مباشرة ولكنه موجه لمدير أعماله الذي سيرفع الأمر للشريف مصحوباً بالصورة المنمقة المملسة الخالية من الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان والشريف في ظن الفنانة أنه سيرد بالإيجاب ويفتح الأبواب ويستمع لغناء الفنانة دون حجاب. والقول المأثور ذلك الغرض منه أن يوصل رسالة لمدير الأعمال الذي سيقوم بالواجب. وتلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تلفت بها انتباه الشريف إلى ما عندها من فنون وغناء. فلا يُعقل وسط هذه «الهيصمانة» الفنية والآلاف من الفنانات يمكن أن تجد لها مكاناً في طائرة الشريف ولذلك لا بد من عمل مبتكر يسبق الأخريات المتربصات. وتصورت أن أجري حواراً مع تلك الفنانة وتصورت أن يكون الحوار كالتالي: - ممكن تقدمي نفسك للقراء.. - أنا الفنانة بت الشريف. - ودا اسمك الفني.. وللا اسمك في شهادة الميلاد. - لا .. لا.. دا اسمي الأصلي. أنا من ما ولدوني بسموني بت الشريف.. والصدفة جابتو كدا.. بالله عليك مش صدفة مبالغة؟ - طبعاً صدفة مبالغة.. بس عايز أعرف.. إنتي هسع اسمك بت الشريف.. يعني لازم يكون عندك اسم أول.. غير بت الشريف دا.. - اسمي الأصلي شريفة بت الشريف.. يعني برضو مبالغة.. ولا مش؟. - لا هي من ناحية مبالغة.. مبالغة. طيب هسع إنتي أبديتي الرغبة إنك تسافري للشريف.. عندك أغاني جاهزة تغنيها للشريف؟ - يا سلام.. ودا كلامك؟ أنا عندي الأغاني للشريف كدا.. - زي شنو مثلاً؟ - زي أغنية «الشريف جاب الهمر.. وأنا دمعي انهمر». - ودي كلمات منو؟ - كلمات الشاعر الكبير «شاحد الله الكريم».. وبعدين نفس الشاعر دا كتب لي أغنية تانية بتقول: يا بت يا شريفة.. يا الماك لفيفة .. كل المداين عارفاك ظريفة؟ - طيب تفتكري لو غيرتي البيت الاخير دا.. ل«كل المداين عارفاك عفيفة» مش كان بكون أحسن؟ - أحسن بتاع شنو؟ الشاعر قال «ظريفة» يعني «ظريفة».. أقوم أنا أغيرها ل «عفيفة» عشان الشريف يفهمني غلط؟ لا يا أستاذ كلام زي دا ما بنفع.. - طيب هسع.. إنتي حترفعي راس الفن السوداني كيف؟ .. إيه خططك في المجال دا؟ - وهو الشريف ما عندو مسرح؟ - ايوا عندو.. - والمسرح دا ارتفاعو كم متر؟ - يعني نقول خمسة أمتار.. - خلاص أنا لما أطلع المسرح بكون رفعت الفن السوداني خمسة أمتار.. شوف خمسة أمتار دي هينة؟ هسع ناس هناية الغناية.. نزلوا الفن السوداني عشرين متر بعد ما قالوا غنوا في مسرح في الأردن عشرين متر تحت سطح البحر. فهمتني؟ - أيوا فهمتك.. وفي نهاية الحوار دا عايزة تقولي للقراء شنو؟ - عايزة أقول ليهم.. يا عالم يا زلط.. أصلو الحسادة عبط.. وأنا ماشة نيجريا.. ما تفهمونا غلط. - شكراً جزيلاً. - آخر الكلام: - دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشترِ ولا تُهدِ هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سنّ الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع. وأغلقه أو اجعله صامتاً وأنت في المسجد..